كان يبدو عليها الاتزان والهدوء في طريقة حديثها وتصرفاتها, إلا أنها كانت مضطربة بعض الشيء عندما التقت بها الصحيفة خوفا من أن تستمع إحدى السجانات أو النزيلات إلى شيء من قصتها التي انتهت بها خلف القضبان. إنها السيدة التي تقدمت بشكوى منذ قرابة 4 أشهر إلى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في محافظة الطائف ادعت فيها أنها تعرضت للابتزاز من أحد الضباط، ومن ثم تم ضبطه معها في شقة مفروشة بعد ترتيب مسبق بينها وبين الهيئة حيث أحيل إلى السجن وبعد التحقيق معه حكم عليه بتهمة الابتزاز بالسجن 6 سنوات والجلد 500 جلدة وتغريمه 300 ألف ريال. إلا أن السيدة- محور القضية- استدعيت من قبل هيئة التحقيق والادعاء العام للتحقيق معها بتهمة التشهير نظرا لأنها أرسلت صورا غير لائقة للضابط إلى بعض زملائه في العمل وبعض أعضاء هيئة الأمر بالمعروف. وقالت السيدة (ج. ط), وهي في نهاية العقد الثالث من عمرها, في حوار أجرته معها "الوطن" من داخل السجن العام إنها "تدفع الآن ثمن لجوئها لمن ينقذها"، في إشارة إلى أنها وجدت نفسها في السجن بعد أن اعترف مبتزها أمام الهيئة بكل شيء، وأيضا متسائلة عن السبب الذي استدعى دخولها السجن. وأضافت (ج.ط) والدموع تنهمر من عينيها "تم استدعائي وتوقيفي في السجن بتهمة التشهير بالضابط عبر نشر صور مخلة له, هذه الصور هي الدليل على ابتزاز الرجل وملاحقته لي، فكيف أتهم بالتشهير به من خلال هذه الصور وهو من أرسلها لي؟". وذكرت أنها اشتكت إلى شقيقة الضابط من مضايقاته الدائمة لها، وأن شقيقته كانت تجيبني بهذه العبارة دائما "تعرفين مكان الهيئة وطريقها", مشيرة إلى أنها لجأت إلى أهله قبل أن تلجأ لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, لكنهم لم ينصفوها منه أو يوقفوه عند حده. وعن علاقتها بالضابط، اعترفت السيدة بأنها على علاقة به منذ أن كانت مطلقة - طلاق غير بائن من زوجها - واتفقت معه على الزواج، وأخبرت أسرتها بعزمها على الزواج منه فرفضت أسرتها وطلبوا منها العودة إلى زوجها الذي كان يريد عودتها إليه وطلب ذلك أكثر من مرة، مشيرة إلى أنها عادت إلى زوجها منذ 7سنوات ولكن كثرة المشاكل بينهما أدت إلى ترك زوجها المنزل ليعيش وحيدا. وواصلت السيدة حديثها حول قصة الابتزاز قائلة "إن الضابط المبتز لم يتركني في حالي بعد أن عدت لزوجي وعدلت عن فكرة الزواج، فأخذ يراسلني على جوالي ويأتي لمنزلي ويهددني، كما أنه أرسل لي يوما صورة خادشة للحياء في الساعة الرابعة فجرا، ورددت عليه بالدعاء عليه وهددته بأنه لو عاد ووقف على باب شقتي فسوف أرسل الصورة إلى والده". وأضافت "كنت أمسح الرسائل التي تصل على جوالي من قبل الضابط أولا بأول خوفا من أن يقرأ أحد من أبنائي تلك الرسائل". وعن قصة تنازلها عن القضية قالت: لم أتنازل عن القضية، إلا حينما جاءني والده وأخواته ومحاميه وبدؤوا يمارسون ضغوطا علي للتنازل، وحينما تنازلت عن قضيتي اتهمني بالتشهير. واختتمت (ج.ط) حديثها بالقول "أنا على ثقة من أنني عندما أخبره بأني موافقة على الزواج منه، فإنه سيتنازل عن القضية وعن كل شيء، ولكني لا أستطيع فعل ذلك كوني متزوجة ولدي 4 أولاد وابنتان".