أعلنت شرطة منطقة الرياض القبض على أكبر شبكة متخصصة في سرقة السيارات على مستوى المملكة، مكوّنة من 42 فرداً معظمهم سعوديون، موضحة أنها كانت تمارس عملياتها في 5 مناطق بأساليب احترافية، إذ تعمد إلى تغيير هياكلها وإعادة بيعها بعد سرقتها من ورش ومغاسل. وأضافت في بيان أمس أن الأجهزة الأمنية في شرطة منطقة الرياض تبلّغت في أوقات متباعدة على مدة 6 أشهر، عن تعرّض عدد من المواطنين والمقيمين لسرقة مركباتهم أثناء وضعها لدى محال التلميع وبعض الورش ومغاسل السيارات، وذلك بالتحايل على أصحاب تلك المحال بوثائق مزورة وانتحال شخصيات أصحابها، وأحياناً السرقة بشكل مباشر وفي أوقات مدروسة من الجناة، مع التركيز على السيارات من طراز جيب حديثة الموديلات وغالية الأثمان، مشيرة إلى أنها تلقّت توجيهاً من أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز بضرورة الاهتمام والمتابعة واتخاذ الإجراءات كافة التي تضمن القبض على أفراد الشبكة، فتم تشكيل فريق متخصص برئاسة مدير شرطة منطقة الرياض ومجموعة من الضباط ذوي الخبرة الميدانية، وتكليف مدير إدارة التحريات بقيادة الفريق الميداني. ولفتت إلى أن الفريق واجه في البداية مشكلة في الوصول إلى معلومات مهمة وأدلة واضحة تسهم في القبض على الجناة بشكل سريع، نظراً لأن الجناة يعملون على انتحال الشخصيات ويستخدمون وسائل تقنية حديثة، إضافة إلى سرعة إخفائهم للسيارات المسروقة، وسرعة معالجة سلامتها الأمنية بوثائق مزورة، إلى جانب حرصهم على عدم ترك أي دليل مادي أو أي أثر قد يوصل إليهم، إلى أن تمكن الفريق المكلف من الوصول إلى معلومات عن مواقع بعض السيارات المسروقة، وتحديد أوكار تلك الشبكة بعد مراقبة دقيقة استمرت فترة من الزمن، وبالتنسيق مع شرط المناطق المعنية التي كانت الشبكة تمارس فيها سرقاتها، تم تحديد ساعة الصفر للقبض على جميع أفراد العصابة، وتمت العملية بصورة مباغتة. وأوضحت شرطة منطقة الرياض أن عدد السيارات التي سرقتها العصابة بلغ نحو 300 سيارة في مختلف مناطق المملكة جرى تقييدها بأسماء بعض الجناة، ثم بيعها بعد تحريف أرقام هياكلها، مشيرةً إلى أن 22 سيارة كانت مع الجناة، كما جرى استرداد 143 سيارة، سلم منها 105 سيارات لأصحابها، كما يجري العمل على استرداد 125 سيارة سبق للجناة سرقتها وتحريف أرقام هياكلها. وتطرقت إلى أن أفراد الشبكة عملوا على تقسيم العمل بينهم، إذ يتولى فريق منهم شراء السيارات المصدومة ونقل ملكيتها بأسمائهم أو أسماء آخرين، ثم قص هياكلها وإزالة لوحاتها، وفريق آخر يقوم بسرقة السيارات المشابهة لها، ثم تسليمها للفريق الثالث ليقوم بإيصالها إلى الورش المتخصصة في التركيب وعمليات التلحيم، وعندما تصبح جاهزة يقوم الفريق الرابع ببيعها أو تصديرها خارج المملكة، أو استخدامها. ومن الأساليب التي عمل عليها الجناة أنهم وزعوا نشاطهم في عدد من المدن، وأوجدوا فيها جميع المتطلبات التي تسهم في إتمام نشاطهم، إذ شملت عملية القبض على الجناة 5 مناطق هي الرياض والقصيم وحائل وعرعروالقريات، وجرى ضبط 19 فرداً في الرياض بعد مداهمة 9 منازل، تحتوي على عدد من السيارات، إضافة إلى أسلحة، ومفاتيح لسيارات مختلفة الأنواع، وبطاقات أحوال ورخص سير، ولوحات سيارات. كما تمت مداهمة 3 منازل في محافظة عرعر، عُثر فيها على أسلحة رشاشة، وأسلحة نارية وأسلحة صيد، ومنظار ليلي، إلى جانب 3200 طلقة، وصناديق حديد تحتوي على معدات تستخدم في تغيير معالم السيارات، وعقد مبايعات لسيارات، وأختام مزورة لمرور المنطقة، ولوحات ومفاتيح سيارات، وعدد من قطع الغيار، إضافة إلى جهاز كاشف عملة، وعدد من الوثائق والرخص الرسمية والأوراق الثبوتية. وفي محافظة القريات، داهمت الجهات الأمنية منزلين ومزرعة، وعثرت على ورشة تشمل معدات وقطع غيار للسيارات، وسيارات متنوّعة، ولوحات. أما في منطقتي حائل والقصيم، فتم القبض على شخصين سعوديين يعملان على تقديم المساعدة للجناة في تنفيذ عملياتهم، والمشاركة ضمن أفراد الشبكة. وأكدت شرطة منطقة الرياض أن الجناة أخضعوا لجلسات تحقيق مكثفة ودقيقة وموسعة، فاعترفوا بما أقدموا عليه، وصدّقت اعترافاتهم شرعاً، وتم الاستدلال على جميع المواقع التي ارتكبت فيها السرقات، إضافة إلى التوصل إلى السيارات المسروقة، مشددة على ضرورة الحرص على الممتلكات الخاصة، وعدم ترك السيارات أثناء التوقف في وضع التشغيل، أو التهاون بإعطاء الثقة وترك المركبة لدى مغاسل وورش السيارات غير المؤهلة.