أعلن الرئيس علي عبد الله صالح أمس، امام مئات الالآف من مؤيديه وانصاره تجمعوا في ميدان السبعين بعد صلاة «جمعة الوفاق» رفضه المطلق للمبادرة الخليجية، التي كشفها رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم الأربعاء، واعتبرها «تدخلاً سافراً في الشأن اليمني»، وقال «إن قوتنا وشرعيتنا نستمدها من قوة شعبنا اليمني العظيم وليس من طرف آخر، لا من قطر ولا غيرها، ان المبادرة القطرية، مرفوضة، مرفوضة، مرفوضة». وأضاف «نحن وجدنا أحراراً لا نستمد قوتنا إلا من شعبنا، عليهم إن يحترموا مشاعر الشعب اليمني سواء كانوا أشقاء أو أصدقاء... نحن نستمد قوتنا من الشرعية الدستورية ونرفض تماما الانقلاب على الديموقراطية وعلى الحرية وعلى النهج السياسي الذي انتهجته اليمن عندما أعلنت في 22 آيار (مايو) 1990 انه يمن ديموقراطي موحد نفديه بالروح وبالدم ولا يمكن ان نستمد شرعيتنا من قطر فهي مرفوضة، وهذا تدخل سافر في الشأن اليمني، ومرفوض ما تأتي به قناة الجزيرة فنحن نملك إرادتنا بأنفسنا». وشدد على «اننا نرحب بأي مبادرة من الأشقاء والأصدقاء تحترم إرادة الشعب الذي خرج الملايين منه مؤكدين على حقهم الديموقراطي وتمسكهم بالشرعية الدستورية، ورفضهم للانقلاب عليها». غير أن مصدراً مسؤولاً في رئاسة الجمهورية اوضح لاحقاً ان ما ورد في خطاب الرئيس صالح كان واضحا، وأنه «جدد ترحيبه بالجهود والمساعي الخيرة التي يبذلها الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمهم المملكة العربية السعودية لحل الأزمة لكنه يرفض ما ورد في تصريح حمد بن جاسم، واعتبره تدخلاً في الشأن اليمني لا يمكن قبوله». وكان مئات الآلاف من المعارضين المطالبين بإسقاط النظام ادوا صلاة «جمعة الثبات»، في ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء حيث أكد وزير الأوقاف المستقيل القاضي محمود الهتار، في خطبة الجمعة، أن الثورة الشعبية سلمية وترفض العنف والإرهاب. وقال ان من أهم نتائج هذه الثورة القضاء على مشروع التمديد والتوريث وتجسيد الوحدة الوطنية. وأعلن القاضي «أن الثورة الشبابية ستقضي على الإرهاب وستكون شريكاَ فاعلاًَ مع المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب طبقا للشريعة الإسلامية والدستور والقانون والتشريعات والمواثيق الدولية»، معتبرا أن حجم تنظيم «القاعدة» في اليمن لا يصل إلى 10 في المئة مما تُقدره وسائل الإعلام الرسمية. وكان الهتار ترأس لجنة من العلماء كلفها الرئيس صالح قبل سبع سنوات بالحوار مع عناصر تنظيم «القاعدة» المعتقلين في السجون أسفر عنه اطلاق العشرات بموجب تعهدهم نبذ العنف وعدم الخروج عن طاعة ولي الامر. وكانت مصادر محلية في عدد من المدن اليمنية اشارت الى أن مئات الآلاف من اليمنيين شاركوا في «جمعة الثبات». وتحدثت مصادر طبية في محافظة تعز (جنوب صنعاء) عن سقوط قتيلين على الاقل وإصابة عشرة آخرين برصاص الشرطة، فيما أصيب العشرات بحالات اختناق وتشنج بسبب إطلاق الأمن القنابل المسيلة للدموع على المحتجين الذين كانوا يرددون شعارات منددة بالنظام في أعقاب تشييع المحتجين للقتلى الذين سقطوا الأيام الماضية. وفي العاصمة صنعاء قُتل شخصان من أبناء القبائل في الضاحية الشمالية. ولم تعرف ملابسات الحادث، وسارعت السلطات الى اتهام قوات الفرقة الأولى مدرع التي تتولى حماية المعتصمين في ساحة التغيير والشوارع المجاورة بأطلاق الرصاص على مواطنين في شارع القاهرة ما اسفر عن مقتل الشخصين وجرح آخرين. غير أن مصدراً عسكرياً في الفرقة المدرعة نفى ل»الحياة» هذه الاتهامات، وقال أنها غير صحيحة مؤكداً أن جنود الفرقة لم يطلقوا الرصاص على أي مواطن ولم تحدث احتكاكات. وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» امس أن الولاياتالمتحدة جمدت في شباط (فبراير)، أكبر حزمة مساعدات تُقدمها الى اليمن بعد اندلاع الاحتجاجات الشعبية. وقالت «كان من المقرر تقديم الدفعة الأولى من حزمة مساعدات بقيمة بليون دولار أو أكثر على مدى سنوات لضمان ولاء الرئيس علي في المعركة ضد تنظيم القاعدة». واشارت الى أن الحزمة المقترحة شملت 200 مليون دولار لدعم مكافحة الإرهاب في العام المالي الجاري اضافة الى مبلغ مماثل تقريبا كمساعدات تنموية. وفي واشنطن (رويترز)، قالت الخارجية الاميركية انها ترحب بجهود مجلس التعاون الخليجي لمعالجة الازمة السياسية في اليمن. وقالت ان كل الاطراف يجب ان يشاركوا في هذا الجهد من اجل إنجاحه.