نجح فريق من أطباء القلب في برلين بتطوير أسلوب جديد يسمح بإلقاء نظرة دقيقة على القلب أثناء عمله. وتتمتع الصور التي حصل عليها باحثون من مستشفى شاريته الجامعي في برلين ومركز ماكس ديلبروك بإستخدام إحدى أقوى أشعة التصوير بالرنين المغناطيسي في العالم بدرجة نقاء تفوق الصور الموجودة حالياً بخمسة أضعاف. وقال البروفيسور تورالف نيندورف من مستشفى شاريتيه: "سجَّلت الصور أدق الهياكل التشريحية للقلب، مما جعل من الممكن الفصل الدقيق بين الدم وعضلة القلب". وتعمل أشعة الرنين المغناطيسي الحالية لتصوير القلب بمجال مغناطيسي بقوة 5.1 تيسلا، وكان هدف فريق الباحثين هو استخدام مجال مغناطيسي بقوة 7 تيسلا، وذلك للمرة الأولى، وهو ما يعادل 150 ألف ضعف المجال المغناطيسي للأرض. وأضاف نيندورف: "ولكن قوانين الفيزياء كانت تعترض هذا الهدف، وأنه من الضروري التوفيق في التزامن بين الكميات الهائلة للبيانات التي يحصل عليها العلماء بواسطة هوائيات الإرسال والاستقبال من جهة وحركة القلب من جهة أخرى، وإلا لكانت الصور غير نقية وضبابية". وأوضح نيندورف أن العلماء يعتمدون عادة في تحقيق هذا الانسجام على إشارة مخطط القلب، وقال: "ولكن هذه الإشارة تبدو مشوَّهة عند ارتفاع قوة المجال المغناطيسي عن أكثر من 3 تيسلا، لذلك تذكرنا اليونانيين القدامى وطوَّرنا نسخة إلكترونية من السماعة الطبية القديمة". وأوضح نيندورف قائلاً: "باستخدام هذا الرسم للقلب والذي يعمل بشكل مستقل عن المجال المغناطيسي، أصبح من الممكن مقارنة وقت الحصول على الصورة بضربات القلب، مما يجعل الصورة التي تلتقط بهذه الطريقة دقيقة جداً. إذا قارنا التقدم الذي طرأ على مثل هذه الصور بمدى تطور نقاء صور الكاميرا الرقمية فإن ذلك يعادل قفزة من 10 ميجا بكسل إلى 50 ميجا بكسل". وتوقع الباحثون تطوير هذه الطريقة خلال 7 إلى 10 أعوام، ولكنهم احتاجوا إلى 18 شهراً فقط. وأضاف نيندورف: "ولم يكن ذلك ممكناً إلا بتعاون مختلف المعاهد المعنية بشكل وثيق مع بعضها البعض لتحقيق هذا الهدف".