واصل موظَّفو مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف إضرابهم؛ احتجاجاً على تدنّي رواتبهم لليوم الخامس على التوالي، وسط فشل محاولات بذلها المسؤولون في المجمع إلى حلول تشفي غليل المُضربين، غير زيادة 500 ريال لكل موظّف، تأزّمت بسببها القضية، فكانت النتيجة أن توقَّفت طباعة المصحف الشريف . وكان الإنتاج قد شهد تدنياً من 52.840 ألف نسخة يومية إلى 9000 آلاف نسخة يومياً، ليصل اليوم إلى 1000 نسخة، ثم تتوقّف طباعته؛ بفعل الإضراب، في الوقت الذي ما زالت إدارة المجمع تصعّد فيه لهجة خطابها وموقفها اتجاه الموظّفين المُضربين المطالبين بتحسين أوضاعهم المُتردية من عشرات السنين، لينضم أعداد على إثر ذلك بالمُضربين عن العمل. ويبدو أن الموظَّفين قد فاض بهم الكيل، واشتكى الصبر من صبرهم، ومما يُشير لذلك أن قسم المراقبة النوعية بالمجمع أعلن الإضراب عن العمل، ابتداءً من السبت القادم؛ احتجاجاً على عدم تلبية مطالب بتحسين الأوضاع، كان موظّفو القسم قد قاموا ببعثها لإدارة المجمع، وقوبلت بالرفض، وفي وقت أحوج إليه إلى التهدئة والبحث عن حلول، ما زالت إدارة المجمع تتوعَّد الموظّفين المُضربين عن العمل بالمحاسبة والخصم من الرواتب في تصعيد جديد مختلف ومحتقن . وكان إضراب موظّفي مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنوّرة عن العمل احتجاجا على تدنّي مستويات رواتبهم، بدأ يوم الأحد ب 700 مُوظَّف من العاملين في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنوَّرة إضراباً عن العمل؛ احتجاجاً على تدنّي رواتبهم التي لا تتجاوز 2000 ريال، فضلاً عن عدم شمولهم بالمَكْرُمات الملكية، والحرمان من العلاوات السنوية، بحسب المُضربين، الذين أكَّدوا أنهم لن ينخرطوا في العمل حتى ينظر المسؤولون في قضيّتهم، مُناشدين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التدخّل؛ لإنهاء معاناتهم. وأوضحوا أنهم يعيشون حالة من الفقر؛ كون رواتبهم التي وصفوها ب "المتدنّية" ثابتة منذ عدة سنوات, وأبانوا أن منهم مَن خدم المصحف الشريف 17 عاماً، فيما لا يتجاوز راتبه 2000 ريال, وأعلن قسم الرقابة النوعية في المجمع الإضراب الشامل عن العمل حتى الأسبوع المُقبِل. وقد لجأت إدارة المصحف يوم الأحد إلى المُوظَّفين الأجانب، تستنجد بهم، وتطالبهم بعمل ساعات إضافية؛ بسبب النقص الكبير في عدد المصاحف المطبوعة، إلا أن المُوظَّفين رفضوا الاستجابة لطلب الإدارة. وفي يوم الاثنين انضم أكثر من 200 موظف بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف إلى زملائهم البالغ عددهم 700 موظف، كانوا قد بدؤوا إضراباً عن العمل؛ احتجاجاً على تدني رواتبهم التي لا تتجاوز 2000 ريال. وكان الإضراب قد شمل قسم المراقبة النهائية "أكبر قسم في المجمع"، وأدَّى ذلك إلى تراجع المطبوع من المصحف إلى 9000 نسخة مقارنة بالمنتج يومياً قبل الإضراب، الذي كان يبلغ 52840 نسخة، فيما ناشد مختصون ومشايخ خادم الحرمين الشريفين النظر في حال المجمع، الذي يُعدّ واجهة للسعودية. وتعود أسباب إضراب الموظفين إلى عدم شمولهم بالمكرمات الملكية، وحرمانهم من العلاوات السنوية، بحسب المضربين، الذين أكّدوا ل"سبق" حينها أنهم لن ينخرطوا في العمل حتى ينظر المسؤولون في قضيتهم. إلى ذلك وصف مختصّون إضراب موظفي مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة ب"الكارثة الكبرى" التي ستؤثّر في مستوى الإنتاجية السنوية لجميع إصداراته التي تتجاوز عشرة ملايين نسخة؛ حيث ستتوقف طباعة المصحف الذي يستفيد منه ملايين المسلمين والحجاج والزوَّار والمعتمرين من بقاع العالم الإسلامي كافة. وفي عشية يوم الثلاثاء علم أن مجلس إدارة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف عقد اجتماعاً طارئاً لبحث الوضع في المجمع على خلفية التطورات التي أحدثها الإضراب الذي يخوضه موظّفو المجمع لليوم الرابع على التوالي مُطالبين بتحسين أوضاعهم، والنظر في مطالبهم كافة. ويأتي اجتماع مجلس الإدارة في ظل التطوُّرات المتمثلة في ارتفاع عدد موظفي مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنوّرة المُضربين عن إلى 969 موظفاً؛ إثر انضمام 69 موظفاً، غالبيتهم من المراقبين والفنيين العاملين على آلات غلاف المصحف الشريف، وذلك في الإضراب الذي دخل يومه الرابع دون أن تلوح في الأفق بوادر لحل هذه المشكلة التي بدأت ب700 موظف؛ احتجاجاً على تدني رواتبهم؛ إذ لا تتجاوز 2000 ريال، ثم انضم إليهم 200 من زملائهم . وفي تطور لاحق بعث موظّفو أقسام المراقبة النوعية بالمجمع، البالغ عددهم أكثر من 100 موظف، بخطاب لإدارة المجمع، تضمن مناشدة النظر في مطالبهم وتحسين أوضاعهم، وأمهلوا الإدارة 3 أيام للردّ على مطالبهم المنادية بتحسين أوضاعهم المادية، وإلا فإنهم سينضمون لزملائهم المضربين يوم السبت القادم. كما أفاد أحد الفنيين المضربين بأن عملية تغليف المصحف الشريف قد تعطَّلت، وأن المئات من الموظّفين ما زالوا مُضربين عن العمل.