تستعد لجنة مشكلة من عدد من الجهات الحكومية بعد عيد الاضحى المباركة ، للبدء في متابعة المحلات التجارية في مختلف مدن ومحافظات المملكة لمنعها من عرض و بيع عطر \" الكولونيا \" وخاصة محلات العطارة والمواد الغذائية والخردوات . وعملت بان اللجنة الحكومية ستسمح ببيع \" الكولونيا \" في محلات العطور المخصصة فقط ، ومنعها من بيعها للمراهقين ، مع تطبيق العقوبات ضد كل جهة تخالف ذلك واتخاذ الإجراءات النظامية بحقها . وتأتي هذه الإجراءات المشددة حيال الكولونيا أو \" عطر الموت \" كما يلقب بعد رصد هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ووزارتي التجارة والصحة العديد من المخالفات التي تستخدم فيها \" الكولونيا \"، حيث يتعاطها صغار السن والمراهقين كمسكر وتؤدي الى الوفاة لاحتوائها بشكل كبير على مادة (الميثانول) السامة ، وتباع بشكل واسع داخل الاحياء الشعبية في محلات العطارة ومحلات المواد الغذائية ومحلات الخردة . وتشهد مختلف مناطق المملكة سنوياً عدداً من حالات الوفاة اثر تعاطي البعض الكولونيا ( عطر الموت ) اضافة الى ظهور العديد من الأمراض الصحية حيث يعاني المصابين من مستخدمي هذه الكولونيا باستمرار الدوخة والاسهال والام في البطن وتدهور في وظائف الكلى وسرعة التنفس وشحوب في الجلد واتساع حدقة العين وعدم الاستجابة للضوء وفقدان الوعي وتشنجات إضافة إلى الاضطراب البصري الذي يصل لحالة العمى التام في بعض الأحيان . وكانت اللجنة الدائمة للفتاوى قد أكدت في فتوى (22/143 ) ، انه إذا بلغت الكولونيا بما فيها من الكحول درجة الإسكار بشرب الكثير منها حرم الإبقاء عليها قلّت أم كثرت ، ووجبت إراقتها وإتلافها لأنها خمر ، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر المسلمين بإراقة ما لديهم من الخمور حينما نزل قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ) المائدة/90-91 ولما ثبت من قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : \" مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ \" رواه الترمذي (1865) وأبو داود (3681) وصححه الألباني في صحيح أبي داود. وأضافت اللجنة انه على ذلك يحرم شربها والتطيب أو التطهير بها ، أما إن لم تبلغ درجة الإسكار بما فيها من الكحول بشرب الكثير منها فيجو ز شراؤها واقتناؤها واستعمالها تطيباً وتطهيراً بها ، لأن الأصل الجواز حتى يثبت ما ينقل عنه