عادت قصة مخلفات حرب الخليج الثانية إلى الواجهة، على يد حرس الحدود البرية بعد عثور إحدى دورياته على لغم أرضيّ في صحراء محافظة حفر الباطن أثناء قيام الدورية بمهمة استطلاع اعتيادية. وطبقاً لبيان مقتضب بثه أمس الناطق الإعلامي لقيادة المنطقة الشرقية العقيد محمد الغامدي، فإن "إحدى الدوريات عثرت على جسم غريب وقامت بعمل طوق أمني حوله لحين وصول الجهة المختصة التي قامت بمعاينته والكشف عليه". وأضاف الغامدي أن المعاينة كشفت عن أن الجسم "عبارة عن لغم قديم و سيجري تفجيره". وشدد على "ضرورة الإبلاغ عن الأجسام أو المواد غير المعروفة" محذراً من "الاقتراب منها" ومؤكداً "التقيد بإرشادات السلامة باستمرار". وتمثل هذه الواقعة واحدة من سلسلة اكتشافات لمخلفات الحرب التي انتهت بتحرير دولة الكويت عام 1991. وعلى مدى السنوات اللاحقة امتلأ سجل صحراء حفر الباطن والمناطق المتاخمة للحدود السعودية الكويتية والعراقية بحوادث متباعدة وقع ضحيتها مواطنون ومقيمون، وكان آخر الضحايا آسيويين يعملان في رعي الماشية تضرّرا بإصابات شديدة بعد انفجار مقذوف مهمل في صحراء حفر الباطن وجداه وعبثا به. وكان ذلك في فبراير العام الماضي. وفي شهر يوليو من عام 2007 عثر شاب على كمية ذخائر، بالقرب من مراعي أغنامه بجنوب صحراء محافظة حفر الباطن. وشهد عام 2008 سلسلة اكتشافات وحوادث ذات صلة، ففي منتصف يناير من هذا العام ،عثر راعي ماشية على صاروخ أكدت معاينات عسكرية أنه من مقذوفات الطائرات، ويصل طوله إلى متر و30 سنتيمترا. وقبل ذلك بأيام استُدعي فريق من سلاح المهندسين للتعامل مع صاروخ عثر عليه راعي أغنام أيضاً شمال حفر الباطن. وفي الشهر ذاته عثر مواطنون على مقذوفين في منطقه الفاضلي الصحراوية "30 كيلو مترا شمال الجبيل"، أثناء رحلة برية. وفي يونيو من ذلك العام فقد سعودي في الخامسة والعشرين إحدى قدميه في انفجار قذيفة مهملة في صحراء حفر الباطن، وكانت الحادثة الثالثة من نوعها في غضون عامين وقتها بعد حادثة مشابهة ذهب ضحيتها راعي أغنام آسيوي في منطقة صحراوية بين حفر الباطن والقيصومة، وحادثة سبقتها أصيب فيها راعي أغنام آخر بمنطقة "أبرق الكبريت" الصحراوية. وفي نفس الشهر، أزالت مجموعة الإسناد الهندسي السادسة التابعة لقاعدة الملك خالد العسكرية بالمنطقة الشمالية ثلاث قذائف صاروخية في منطقة الرقعي المتاخمة لحدود الكويت والعراق، وفي مايو من العام ذاته، عثرت شركة تنقيب على مقذوف صاروخي قرب مركز سماح الحدودي مع العراق "140 كيلو مترا حفر الباطن"، وتم إيقاف العمل و إبلاغ الجهات المختصة، إلى أن تدخلت فرقة من سلاح المهندسين لإبطال مفعول المقذوف وإزالته. يذكر أن المناطق الصحراوية المعنية تخضع حالياً لمشروع إعادة تأهيل تحت إشراف الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، ويشمل المشروع أكثر من 30 منطقة عمل. وكانت وزاره الداخلية قد حذرت في أغسطس عام 2005 المواطنين والمقيمين في محافظة الخفجي والمناطق المجاورة لها من احتمال العثور على ذخائر مخلفات حرب تحرير الكويت، وأكدت الوزارة، وقتها، أنه تم مسح المنطقة من قبل المختصين في وزارة الدفاع والطيران، وتبين خلوها من الذخائر المتفجرة إلا أن طبيعة الأرض في تلك المنطقة قد تخفي بعض الذخائر تحت سطح الأرض بسبب زحف الرمال.