قصر عملاق محركات البحث على الإنترنت الشهير google احتفاله بالذكرى 121 لمولد الأديب والمفكر المصري طه حسين، والملقب بعميد الأدب العربي، على موقعه المخصص لمصر فقط، google.com.eg، على خلاف ما حدث عند الاحتفاء بذكرى مولد أمير الشعراء أحمد شوقي، التي جرى الاحتفال بها على كل نطاقات وصفحات المحرك البحثي الشهير في كل البلدان العربية، ما أثار تساؤلات وجدلاً بين المهتمين بالشأن الثقافي العربي، خاصة أن طه حسين لا يقل شهرة على المستوى العالمي عن شوقي. وكعادته بالاحتفاء بالمشاهير وكبار الشخصيات في ذكرى مولدهم أو وفاتهم، وضع google شعاره الشهير يتخلله صورة لطه حسين مصحوبة بتعليق يقول: "ذكرى ميلاد عميد الأدب العربي طه حسين"، ولكن مستخدمي الموقع في مصر فقط هم من تمكنوا من المشاركة في هذا الاحتفاء، الذي اقتصر على النطاق المخصص لمصر دون غيرها من البلدان العربية. وسبق لمحرك البحث الشهير أن احتفل منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي بالذكرى 78 لأمير الشعراء أحمد شوقي، إذ استبدل شعاره الخاص بشعار آخر يحمل بيت شعر شهيراً لأمير الشعراء هو: "وطني لو شُغلت بالخلد عنه .. نازعتني إليه في الخلد نفسي". وكان هذا الاحتفاء حينها متاحاً لكل مستخدمي google في كل الدول العربية. يُشار إلى أن عملاق محركات البحث الشهير يخصص نطاقاً (صفحة) محلية لمعظم دول العالم، تنتهي برموز هذه الدول المتعارف عليه في عناوين الانترنت، مثل eg بالنسبة لمصر وae بالنسبة للامارات وغيرها، حتى يسهل من عمليات البحث والوصول للمعلومات بالنسبة لمستخدميه. وولد عميد الأدب العربى فى مثل هذا اليوم 14 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1889، وفقد بصره وهو في الرابعة من عمره، ولكن هذا لم يثنيه عن استكمال تعليمه في مصر وفرنسا التي حصل منها على درجة الدكتوراه عام 1934، ويعد واحداً من أبرز دعاة التنوير في العالم العربي، ولم تخل حياته من الأزمات الشهيرة، وأبرزها أزمة كتابه "في الشعر الجاهلي" بعد أن اتهم بالكفر من بعض المتشددين. وفي 1950 صدر مرسوم بتعيينه وزيراً للمعارف، وبقي في هذا المنصب حتى سنة 1952، ومنح لقب الباشوية سنة 1951. ورشحته الحكومة المصرية لنيل جائزة نوبل أكثر من مرة، وفي سنة 1964 منحته جامعة الجزائر الدكتوراه الفخرية، ومثلها فعلت جامعة بالرمو بصقلية الإيطالية سنة 1965، وفي السنة نفسها ظفر طه حسين بقلادة النيل، إضافة إلى رئاسة مجمع اللغة العربية، وفي عام 1968 منحته جامعة مدريد شهادة الدكتوراه الفخرية، وفي سنة 1971 رأس مجلس اتحاد المجامع اللغوية في العالم العربي، ورشح من جديد لنيل جائزة نوبل. وتوفي عام 1973. ومن أبرز مؤلفاته: "حديث الأربعاء"، و"دعاء الكروان"، و"الأيام"، و"المعذبون في الأرض"، و"ذكرى أبوالعلاء"، و"فلسفة ابن خلدون".