تمكن المواطن الفلسطيني حسن حماد 45 عاماً، والذي يعمل مدرساً في معهد قلنديا التابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، من تسخير طاقة الطبيعة في صنع طباخ شمسي. وقال إنه سيخفف الكثير عن الفقراء بالإضافة إلى كونه صديقاً للبيئة التي أصبحت مليئة بالملوثات. وقال حماد في لقاء مع "العربية.نت" إنه صنع طباخاً شمسياً بأقل التكاليف، من خلال استغلال مجموعة من العواكس ألصقت على أطباق لاقطة، وأن آلية عمل الطباخ هي استغلال الشمس بتركيز الحرارة في مساحة محددة، واستغرق تجهيزه يوماً كاملاً من العمل. ويملك حماد مشغلاً في مدينة الدوحة ببيت لحم جنوب الضفة الغربية، ويطمح من خلاله في توفير طاقة كهربائية بديلة نظيفة عبر توربينات، مستغلاً الطاقة الشمسية لتوفيرها للتجمعات السكانية التي لا تصلها الكهرباء. حماد استخدم في صناعة الطباخ 1200 مرآة صغيرة، تعكس أشعة الشمس إلى نقطة محددة، تنتج ما يعادل 3 كيلو واط حرارة، بمساحة تغطي نحو 150 مترآً. ويضيف حماد ل"العربية.نت": إن الطباخ يساعد على الحد من التلوث البيئي، وإن تكلفة الطباخ الواحد تبلغ من 350-500 دولار أمريكي، وذلك حسب الحجم المراد صنعه، وقد تمكن حتى اللحظة من صنع 4 طباخات ويأمل في صناعة المزيد. وأوضح حماد أنه قرر صناعة هذا الطباخ الشمسي لمساعدة الفقراء خاصة في قطاع غزة، وذلك بعد مشاهدته تقريراً تلفزيوناً عن الحصار الإسرائيلي في قطاع غزة، يتحدث عن معاناة الناس هناك نتيجة نقص الوقود. وقال "حقيقة الحاجة هي أم الاختراع، أردت أن أقدم شيئاً للفقراء والمحاصرين في غزة من دون الحاجة إلى إسرائيل ووقودها، فآلية عمل الطباخ هي استغلال الشمس، وتركيز الحرارة في مساحة محددة". ولإظهار فعالية الطباخ، أعد حماد طعاماً على طباخه الشمسي بسرعة قياسية، قائلاً: إنه أسرع طباخ في العالم، ويعطيك طعماً لذيذاً مختلفاً عن الطعم الذي تعودنا عليه طيلة حياتنا. وباع حماد طباخاته التي صنعها لبعض العائلات، ولمؤسسة "مهندسون بلا حدود الدولية"، ويدرس إنتاج المزيد منها وإجراء تحسينات على أحجامها وحركتها. وقد أعرب عن أمله في إيصال عدد من هذه الطباخات لقطاع غزة، مشيراً إلى أن هذا الطباخ يفترض أن يبقى بحالة جيدة لأكثر من 25 عاماً.