تقلصت قائمة المطلوبين ال 85 أمنيا التي أعلنتها وزارة الداخلية في الثاني من فبراير عام 2009م إلى واحد وسبعين مطلوبا أمنيا إثر تسليم المطلوب بدر محمد ناصر الكناني الشهري نفسه للجهات الأمنية، عقب تسهيل عودته إلى المملكة تنسيقا مع الجهات المختصة في الباكستان إبان رمضان الماضي، في ظل تواتر معلومات لم تؤكدها أو تنفها جهات الاختصاص تفيد بمقتل المطلوب نايف محمد القحطاني «أبو همام»، الذي أعلن ما يطلق عليه تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب مقتله في بيان نشر على شبكة الإنترنت عبر موقع «صدى الملاحم» التابع للتنظيم، والذي أسسه المطلوب القحطاني. وكشفت مصادر أمنية أمس أن الشهري الذي أبدى تراجعه عن أفكاره الجانحة، أي تلك التي قادته للانتماء إلى تنظيم القاعدة الإرهابي، أبدى رغبته في العودة إلى الوطن من خلال أسرته التي تواصلت مع الجهات الأمنية المختصة في المملكة حول تحقيق رغبة ابنها تسليم نفسه. ولفتت المصادر إلى أن الشهري، ذا الكنية غير المعروفة، ارتبط بالتنظيم الضال في داخل المملكة ومنسقي السفر لمناطق الصراع في الخارج، ممن ينتمون إلى القاعدة. وكان من أبرزهم المطلوبون أمنيا صالح القرعاوي، وأسامة وسعد الشهري. وأشارت المصادر إلى أن المطلوب الشهري غادر المملكة إلى إيران ثم أفغانستان عبر مطار المنامة مطلع رجب عام 1428ه وانضم لصفوف المقاتلين هناك. وأكدت أن وزارة الداخلية، وتقديرا منها لمبادرة المطلوب، فقد مكنته من لقاء أسرته فور عودته إلى المملكة في موقع سكني وفرت فيه كل مسببات العيش الكريم أسوة ببقية من سبقوه من المطلوبين أمنيا ممن سلموا أنفسهم طواعية للجهات الأمنية، وأتيحت له فرصة أداء العمرة خلال شهر رمضان الكريم. وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت في بيان على لسان متحدثها الأمني أمس، أنه إلحاقا للبيان الصادر من وزارة الداخلية بتاريخ 27/2/1430ه والمتضمن الإعلان عن قائمة بأسماء خمسة وثمانين مطلوبا للجهات الأمنية في المملكة، فإن المطلوب بدر محمد ناصر الشهري أبدى في اتصال مع ذويه رغبته في تسهيل عودته إلى المملكة، وتسليم نفسه للجهات الأمنية. وبالفعل جرى التعاون والتنسيق مع الجهات المختصة في جمهورية باكستان لترتيب وتسهيل عودته والتقائه بأسرته فور وصوله إلى المملكة، كما جرى تمكينه من أداء العمرة بمعيتهم. ودعت الوزارة في بيانها مس جميع المتواجدين في الخارج ممن اتضحت لهم الرؤية حيال ما يراد بهم من رموز الفتنة والفساد، إلى العودة إلى رشدهم والمبادرة بتسليم أنفسهم، مؤكدة أن ذلك سيؤخذ في الاعتبار عند النظر في أمرهم. فإن المطلوب الشهري (33 عاما)، جند من قبل المطلوبين القرعاوي واثنين من جماعته، ومن ثم التحق بتنظيم القاعدة في أفغانستان، منضويا تحت نسيج خلية مسؤولة عن تدريب عناصر التنظيم على المهارات القتالية، التي يتولى مسؤوليتها المطلوب في ذات القائمة أسامة حمود غرمان الشهري. وكان يتنقل ما بين أفغانستان، باكستان، وإيران، متواصلا، في ذات الوقت، مع أسرته حين أبدى رغبته في وضع حد للمصير المجهول الذي يكتنف حال عناصر التنظيم الإرهابي، خصوصا بعدما أدرك الكثير منهم حقيقة القاعدة وفسادها وما تخطط له تجاه استهداف الوطن في أبنائه ومقدراته ومصالحه الحيوية باستخدام شباب الأمة والإيقاع بهم كأدوات لتحقيق أهدافها الإجرامية المدعومة من جهات أجنبية هدفها نشر الفوضى وبث القلاقل والعبث بأمن وسلامة الوطن أرضا وإنسانا ومقدرات. وقبيل عودة المطلوب الشهري إلى المملكة، كان متواجدا في الأراضي الأفغانية، ومنها غادر إلى باكستان بعبور الحدود المشتركة برا إلى أن عمدت الجهات المختصة في المملكة وبالتنسيق مع الجهات الباكستانية إلى تسهيل عودته إلى البلاد. والمطلوب الشهري، وبتسليمه لنفسه في رمضان الماضي احتل المرتبة الخامسة من بين المطلوبين الستة الذين سلموا أنفسهم للجهات الأمنية، كونه سبق المطلوب جابر جبران الفيفي الذي سلم نفسه في رمضان الماضي أيضا. وسلم المطلوبون في القائمة محمد عتيق العوفي، فهد رقاد الرويلي، فواز الحميدي الحبردي العتيبي، وعقيل عميش العقيلي المطيري أنفسهم للجهات الأمنية في المملكة بعد تسهيل عودتهم من مناطق الصراع ابتداء من فبراير عام 2009م. إلى ذلك، وصف شيخ قبيلة سلمان بني شهر الشيخ تركي بن شاكر العسبلي ان سليم المطلوب الشهري نفسه للجهات الأمنية بالخطوة الطيبة والمتعقلة وأنها طريق صحيح وسليم وعودة إلى الرشد السوي. وقال العسبلي: «مبادرة بدر الشهري وعودته إلى أرض الوطن وتسليم نفسه للجهات الأمنية تؤكد أنها صحوة ضمير وعودة إلى الحق. وكما يقال العودة للحق خير من التمادي في الباطل. ولا شك أن الدولة وولاة الأمر حريصون أشد الحرص على استعادة أبناء الوطن من فكر من اختطفهم وغرر بهم وزج بهم في الأنفاق الضالة المضلة والمظلمة، والله نسأل أن يعيد بقية المطلوبين إلى رشدهم وأن يهديهم وأن يمن عليهم بمنه وكرمه، ذلك أن للوطن حقوقا لا يجب أن نغفلها أو نتجاهلها. فالوطن كالأم الحانية على أبنائها تغدق عليهم عطفا وحنانا ومحبة، فمن لا يحب وطنه وأهله فلا خير فيه دينا ودنيا». ودعا العسبلي بقية المطلوبين أمنيا إلى التراجع والتوبة النصوح إلى الله والعودة إلى الوطن وتسليم أنفسهم للجهات الأمنية التي لن تقابلهم إلا بكل خير، وأن يقتدوا بمن سبقهم من المطلوبين أمنيا الذين اشتروا العافية والسلامة.