حذرت عائلة نائب رئيس الوزراء العراقي السابق طارق عزيز من تدهور حاله الصحية في سجن الكاظمية في بغداد، وطالبت بتوفير الرعاية الطبية له في احد المستشفيات العراقية. وقال زياد النجل الأكبر لطارق عزيز ان امه واخته زينب زارتا والده في السجن، الخميس الماضي حوالى ساعتين ونصف الساعة، موضحاً ان الزيارة مقررة في العادة من الثامنة صباحاً وحتى الثانية عشرة ظهراً، لكن إجراءات التفتيش والدخول تجعلها لا تتجاوز الساعتين ونصف الساعة. وامتدح زياد عزيز معاملة العراقيين والدَه، مؤكداً انها «افضل من (معاملة) الأميركان». لكنه اعتبر ان الرعاية الصحية تنقصها، خصوصاً لمريض مثل والده، مضيفاً: «طلبنا ان ينقل الى مستشفى عراقي للعلاج منذ يوم الجمعة ولكن شيئاً لم يحدث». ويعيش طارق عزيز في زنزانة مع شخص آخر ليس من زملائه في النظام السابق. وحملت الزوجة والابنة معهما الى السجن بذلة رياضة بنية اللون (هي لون سجن الكاظمية) ومحارم ورقية وفواكه جافة وصحف ومجلات اجنبية وسجائر. لكن الإدارة رفضت ادخال مقص اظافر الى السجن ما اضطر الزوار الى استعارة مقص من الحراس لقص أظافره الطويلة. وتنقل الزوجة عن طارق عزيز انه ما زال مدخناً شرهاً يدخن ثلاث علب سجائر يومياً، وان ادارة السجن سمحت له باقتناء ولاعة (رغم منعها) حتى يخفف التدخين لأنه من دونها سيضطر الى إشعال سيجارة من أخرى. ونقل زياد عن أمه ان اللقاء تم في باحة السجن حيث أحضر طارق عزيز بمساعدة اثنين من حراس السجن، وأجلس على كرسي بلاستيكي، فيما جلست زوجته وابنته على الأرض، وشاركهما الزيارة سائقه السابق وعدد من الموظفين الذين عملوا تحت إمرته قبل الاحتلال الاميركي. وهذه هي المرة الاولى التي يسمح لأشخاص من خارج العائلة بزيارته. وقال زياد: «قدرته على الكلام والحركة شبه معدومة. لا يمكن فهم 90 في المئة من كلامه. مخارج الحروف غير واضحة، ما اضطر زواره للتفاهم الكتابة على الورق». وأكد زياد عزيز أن امه واخته زينب غادرتا عمان الى بغداد من طريق البر في 26 آب (أغسطس) الماضي، وتمكنتا من زيارة طارق عزيز رغم أن الزيارة لهذا الشهر مخصصة للرجال، لأن إدارة السجن سمحت لهما بالزيارة بسبب إصابته بجلطة دماغية عقب دخوله سجن الكاظمية، هي الثانية منذ بداية العام. ورداً على سؤال عن اتصالاتهم مع الأممالمتحدة والفاتيكان لإخراج والده من السجن قال زياد: «لا أحد يهتم بالموضوع لا الأممالمتحدة ولا الفاتيكان، ونحن نطالب وزارة العدل العراقية بنقله الى المستشفى للعلاج». وبحسب العائلة، تركز اللقاء على أمور عائلية، لأن هذه هي المرة الأولى التي يرى فيها ابنته زينب منذ خمس سنوات، كما دار الحديث مع زملائه في الوظيفة عن احوال العراق. وقال زياد إن والده فرح لردود الفعل على مقابلته مع صحيفة «ذي غارديان» البريطانية «لأنها أعادت الموضوع العراقي الى واجهة الاهتمام».