أكد صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز رئيس أجفند، حرص " أجفند " على التنقيب عن نماذج النجاح، مبيناً أن جائزة برنامج الخليج العربي للتنمية غطت على امتداد مسيرتها منذ عام 1999م مجالات تنموية عديدة، وقدمت للعالم تجارب ناجحة مبهرة في تنفيذ مشروعات التنمية والوصول بها إلى المستفيدين". جاء ذلك في كلمة لسموه اليوم ، القاها نيابة عنه صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز خلال حفل تسليم جائزة برنامج الخليج العربي للتنمية " أجفند " الدولية لمشروعات التنمية الريادية الفائزة في مجال " الأمن الغذائي للفقراء" للعام 2012م ، بحضور فخامة خوسي موخيكا رئيس الأرجواي ، وذلك في العاصمة الأرغوانية مونتفيديو . وأوضح سموه أن الجائزة تنطلق من استراتيجية أجفند ، وتعكس رسالته وسياساته في السعي بالتنمية المتوازنة بدون أي تمييز بين الشعوب. وقال سموه:" إننا في " أجفند " على قناعة من جدوى معالجة القصور التنموي بإيجاد نماذج النجاح وتعميمها ، كونها إرثاً إنسانياً ومشتركاً عاماً بين المجتمعات ، وبهذا المنظور تعمل بنوك " أجفند " للفقراء التي نؤسسها بالشراكة مع رجال الأعمال، لمواجهة الفقر بالتمويل الأصغر، الذي يستوعب الفقراء في العملية المالية ابتداءً ، ويفتح أمامهم فرص العمل المنتج، ويصبح إضافة حقيقية للاقتصاد، ويحقق التحول الاجتماعي الإيجابي". وبيّن أن بنوك " أجفند " تنتشر الآن في سبع دول، هي سيراليون والسودان ولبنان واليمن وسوريا والبحرين والأردن، وقريباً جداً في فلسطين والفلبين ، مشيراً إلى أن الأرجواي قد تكون ضمن هذه المنظومة إذا التقت الحاجة والإرادة. ولفت سمو الأمير طلال بن عبدالعزيز النظر إلى أن الجنس البشري لم يكن عبر تاريخه، كما هو في هذا العصر من حيث التقارب والتشارك في الآمال والآلام، فالشعوب رغم ما بينها من اختلافات متشابهة في ما تواجهه من إشكالات الحياة ، والفقر ليس له جنسية ولا المرض، وكل ما يندرج تحت اختلال التنمية. وأشاد سموه في كلمته بجمهورية الأرغواي، التي وصفها بالبلاد الرائعة ، وقال:" إنها رغم صغر مساحتها الجغرافية، إلا إنها كبيرة بما أنجزته من تجربة رائدة في السلم الاجتماعي، متجاوزة مرارة سنوات التناحر والاحتراب، وهي أيضاً كبيرة بديمقراطيتها التي حققت التداول السلمي للسلطة، والأرجواي كبيرة بسجلها في كبح الفساد وتطويقه، ما جعلها تنعم بالاستقرار، وبالتالي استمرار معدلات التنمية العالية ". وأفاد سموه أن قضية أطفال الشوارع التي خُصصت موضوعاً لجائزة أجفند عام 2013 م، تشكل هماً تنموياً لكثير من المجتمعات، فهي من أهم القضايا وأخطرها لتداخل أبعادها الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأمنية ولتزايدها باطراد، واستفحالها في بلدان نامية ومتقدمة على حد سواء ، مبيناً أنه نتيجة لهذه العوامل فإن الظاهرة تفرض نفسها وتستقطب اهتمام المعنيين بالتنمية البشرية وحقوق الإنسان، مشيراً إلى أن الإحصاءات المتحفظة تقدر أعداد أطفال الشوارع بأكثر من 120 مليون، وأمريكا اللاتينية وحدها بها ما يفوق الستين مليون طفل شارع ، وبعض الدول العربية تعاني من تفشي الظاهرة التي باتت تعبّر عن نفسها في تداعيات خطيرة. وهنأ صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز مسؤولي المشروعات الفائزة في موضوع " أطفال الشوارع" وقال:" إن هذه المشروعات تقدم تجارب عملية ورائدة للتعامل مع القضية، ونحن على ثقة من أن هذه النماذج ستصبح رصيداً يغني مساعي الكثير من المجتمعات التي ترهقها مضاعفات أطفال الشوارع. وكانت لجنة الجائزة أعلنت فوز ثلاثة مشروعات في مجال " الأمن الغذائي للفقراء" من بين (53) مشروعاً تم ترشيحها للجائزة في فروعها الأربعة، من (37) دولة في 4 قارات ، حيث تم تكريم مسؤولي المشروعات الفائزة ، وهي مشروع غامبيا بخير الفائز بجائزة الفرع الأول، المخصصة لمشروعات المنظمات الدولية والإقليمية في مجال دور المنظمات الأممية والدولية في دعم سياسات الدول النامية وبرامجها الوطنية من أجل أمن غذائي مستدام المخصص لمشروعات المنظمات الأممية أو الدولية، وقد نفذته في غامبيا منظمة منظمة كونسيرن العالمية (CU) ومشروع حصاد المياه الفائز بجائزة الفرع الثاني، المخصصة للمشروعات التي نفذتها الجمعيات الأهلية في مجال جهود الجمعيات الأهلية في تطوير مهارات الفقراء وقدراتهم لزيادة إسهاماتهم في أنشطة الأمن الغذائي في المجتمعات الفقيرة، المخصص لمشروعات الجمعيات الأهلية، وقد نفذته في جمهورية الهند جمعية تطوير العمل الإنساني. وفي الفرع الثالث ، الذي يعنى بالمشروعات التي نفذتها أجهزة حكومية مجال دور الحكومات في توطين برامج ريادية وتطبيقات ناجحة من أجل تحقيق الأمن الغذائي للفقراء، المخصص لمشروعات الوزارات والمؤسسات العامة، فاز بالجائزة ، مشروع برنامج القرية للتكيف الغذائي واستعادة الحيوية، الذي نفذته في إندونيسيا، الوكالة الوطنية للأمن الغذائي. أما في الفرع الرابع المخصص للمشروعات المنفذة بمبادرات من أفراد وقدرها ( 50 ألف دولار)، فقد حجبت الجائزة لأن المشروعات المقدمة لم تستوف شروط الجائزة ومعاييرها. وكانت مدينة مونتفيدو شهدت اجتماعات لجنة جائزة أجفند الدولية ، حيث أعلنت المشروعات الفائزة عام 2013 في مجال " مكافحة ظاهرة أطفال الشوارع". حضر الحفل أعضاء مجلس إدارة أجفند، وأعضاء لجنة الجائزة ، ومسؤولون في الحكومة الأرغوانية ، ومجموعة من التنمويين والإعلاميين .