أكد معالي وزير الاقتصاد والتخطيط الدكتور محمد الجاسر، أهمية تحويل الاقتصاد السعودي إلى اقتصاد مبني على المعرفة يحركه الابداع والابتكار وريادة الأعمال لإحداث نهضة اقتصادية شاملة في المملكة، باعتبار الاقتصاد المعرفي مورداً اقتصادياً مهماً يفوق مردودة الموارد الاقتصادية الطبيعية، وهو ما يؤكده التقدم الذي أحرزته البلدان التي لا تمتلك موارد طبيعية مثل اليابان وكوريا وسنغافورة. جاء ذلك في كلمة معاليه أثناء مشاركته في افتتاح المؤتمر السعودي الدولي الخامس لحاضنات التقنية وريادة الأعمال والابتكار، الذي تنظمه مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، بمقرها في الرياض، بالتزامن مع المؤتمر السنوي العاشر للمنظمة العالمية لسياسات التقنية (تكنوبوليسي) العاشر TECHNOPOLICY NETWORK، بمشاركة نخبة من الخبراء والعلماء والمهتمين بصناعة حاضنات التقنية وريادة الأعمال من مختلف دول العالم. وقال : إن المملكة تولي اهتماماً خاصاً بالسياسات والبرامج التي تدعم أنشطة البحث والتطوير والابتكار وريادة الأعمال وإنشاء الحاضنات التقنية، وهناك العديد من المؤشرات المحلية والعالمية التي تؤكد تنامي جهود المملكة وانجازاتها في عدد هذه المجالات، مشيراً في هذا الصدد إلى زيادة الانفاق السعودي على البحث والتطوير الذي ارتفع من 0.4% عام 2010م، إلى نسبة 3.4% العام الماضي لتصبح المملكة الأولى على المستوى العربي، وتبوأها موقعاً متقدماً في تقرير التعاون البحثي بين الجامعات والصناعة لعام 2010م حيث احتلت المرتبة 33 بين 139 دولة, كما احتلت المرتبة الأولى عربيا بفارق كبير في عدد براءات الاختراع المسجلة عالميا حيث سجلت حوالي 45% من مجمل المسجل من العالم العربي، وكذلك ارتفع أداء المملكة في مؤشر اقتصاد المعرفة ومؤشر التنمية البشرية ومؤشر التنافسية العالمي من المرتبة 35 عام 2007م إلى المرتبة رقم 17 خلال عام 2011م من بين 142 دولة. من جانبه أكد معالي رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور محمد بن إبراهيم السويل، أن المدينة تولي اهتماماً خاصاً بتطوير العلوم والتقنية والابتكار لدورهما المحوري والمتصاعد في تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، لذلك جاءت الخطة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار متضمنة توجهات رئيسية للقطاعات الوطنية المختلفة مثل الجامعات ومراكز البحوث والشركات والمستثمرين وغيرهم لتطوير وتوطين التقنيات المتقدمة لدى جميع القطاعات الانتاجية والخدمية في المملكة من أجل رفع كفاءتها الانتاجية وتعزيز قدراتها التنافسية. وقال معاليه خلال افتتاحه أعمال المؤتمر، إن أعمال البحث والتطوير في المدينة تعدت مراحل التنظير والبحث الأكاديمي النظري إلى مراحل تطوير متقدمة لتقنيات استراتيجية ذات أولوية لاقتصاد المملكة وبيئتها، مشيراً في هذا الصدد إلى بعض انجازات التطوير التي أخذت طريقها إلى السوق مثل: تطوير تقنية التحلية بالطاقة الشمسية وأن المدينة على وشك انشاء محطة للتحلية بالطاقة الشمسية، وتصميم وتطوير نظام تحكم آلي لأنظمة الطيران اثبت قدرته وفعاليته، وإنتاج ثلاثة أنواع من طائرات بدون طيار متوسطة وصغيرة الحجم وكهربائية، بالإضافة إلى تصنيع واختبار الأقمار الاصطناعية، وفك شفرة الجمال والنخيل وما نتج عنها من بناء قدرات لدراسة التسلسل الوراثي والتعاون مع مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث لتطوير أساليب علاج بعض الأمراض الوراثية في المملكة. وأوضح الدكتور السويل أن المدينة تسعى جاهدة وتسخر جميع برامجها للمساهمة في زيادة النهضة الاقتصادية والعمل على دفع عجلة تنويع الاقتصاد السعودي وتقليل الاعتماد على مصادر النفط والبتروكيماويات، من خلال دعم البحث العلمي وريادة الأعمال التقنية وتوفير البيئة المحفزة للابتكار، وفقاً للخطة الوطنية الشاملة للعلوم والتقنية والابتكار، التي رسمت رؤية استراتيجية واضحة لتحول الاقتصاد السعودي إلى اقتصادي مبني على المعرفة بحلول عام 2025م. من جهته أشاد معالي محافظ الهيئة العامة للاستثمار المهندس عبد اللطيف العثمان، بتنظيم المؤتمر لدعم الابتكار وريادة الأعمال في المملكة لإنتاج مشروعات تقنية جديدة تسهم في تنويع مصادر الدخل ودفع عجلة الاقتصاد الوطني، مؤكدًا حرص هيئة الاستثمار على دعم وتشجيع جميع المبادرات الهادفة إلى نمو مجتمع واقتصاد المعرفة في المملكة. وأشار العثمان إلى جهود هيئة الاستثمار في تحفيز ودعم قطاع الأعمال والاستثمار في المملكة، ودعم الشركات الناشئة الصغيرة والمتوسطة والمساعدة على إيجاد جو منافسة يؤدي إلى نمو الأعمال المستدامة للوصول إلى التنافسية والتميز. بدوره أكد المدير التنفيذي لبرنامج بادر لحاضنات التقنية الأستاذ نواف بن عطاف الصحاف، نجاح المدينة ممثلة في برنامج بادر في دعم وإنشاء 11 حاضنة بالمملكة في كل من الرياض، وجدة، ومكة المكرمة، والمنطقة الشرقية، والقصيم، والخرج، والمدينةالمنورة، والباحة، والتي تلعب دوراً مهماً في دعم مسيرة التنمية الاقتصادية. وأوضح الصحاف، أن برنامج بادر يقوم بدور مهم في دعم ورعاية المبدعين والمبتكرين السعوديين، وتقديم مختلف أوجه الدعم والتسهيلات التي تساعدهم على تحويل أفكارهم إلى مشاريع تقنية واعدة، مشيرًا إلى نجاح بادر في توقيع عدة اتفاقيات تعاون وشراكات استراتيجية مع مؤسسات وجامعات وشركات عالمية متخصصة في مجال الحاضنات وريادة الأعمال، وتنظيم العديد من الفعاليات والأنشطة الهادفة لدعم ريادة الأعمال وفي مقدمتها هذا المؤتمر الذي تحرص المدينة على تنظيمه سنوياً منذ عام 2009م للاستفادة من خبرات العلماء والمختصين في مجال الحاضنات وريادة الأعمال لإعداد جيل متميز من رواد الأعمال التقنية في المملكة. وفي ذات السياق أكد رئيس مؤتمرتكنوبوليسيرئيس شبكة التقنية والرئيس والمدير التنفيذي لمؤسسة انوفيشن أمريكا والرئيس والمدير التنفيذي لحاضنة التقنية الحيوية والصحة بالولايات المتحدةالأمريكية البروفيسور ريتشارد بنديس ، أهمية تنظيم مثل هذه الفعاليات الدولية لدعم الابتكار وريادة الأعمال في المملكة، عادًا هذا المؤتمر خطوة كبيرة وفرصة مهمة للتعاون والاستفادة من الخبرات الدولية واستثمارها في دعم توجهات المملكة نحو الاقتصاد المعرفي. ومن المقرر أن يبحث المؤتمر الذي تستمر أعماله يومين عدة محاور رئيسية تتضمن "برنامج جولة الابتكار"، و"ريادة الأعمال التقنية والعلوم كمحفز للتغيير"، و"إطلاق ونمو الأعمال التقنية"، و"قياس تأثير الحاضنات على الاقتصاد الاقليمي"، و"المحافظة على نمو المنشآت الصغيرة والمتوسطة"، بالإضافة إلى ورش عمل تتناول "دور العلوم والتقنية في فهم أفضل الطرق لتشجيع ودعم الأعمال التجارية المبتدئة"، و"استمرارية نمو الأعمال التقنية المتقدمة في قطاعات الصحة والطب والاتصالات"، و"تنسيق الأنظمة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي لملائمة متطلبات الاقتصاد".