تأهل المنتخب الإسباني لنهائي كأس القارات لكرة القدم بعد فوزه على إيطاليا بركلات الترجيح 7-6 عقب انتهاء المواجهة في الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي الخميس في نصف نهائي المسابقة في فورتاليزا. بعد 120 دقيقة عقيمة، لجأ الفريقان لركلات الترجيح فسجل لإسبانيا على الترتيب كل من تشافي وأندرياس إنييستا وجيرار بيكيه وسيرجيو راموس وخوان ماتا وسيرجيو بوسكيتش وخيسوس نافاس. في حين نجح في التسجيل لإيطاليا كل من أنطونيو كاندريفا وألبرتو أكويلاني ودانييلي دي روسي وسيباستيان جيوفينكو وأندريا بيرلو وريكاردو مونتوليفو فيما أضاع ليوناردو بونوتشي الركلة الأخيرة للأزوري. ويواجه المنتخب الإسباني في النهائي منتخب البرازيل بعد مرور27 سنة على آخر مواجهة رسمية بين المنتخبين والتي كانت سنة 1986 في مونديال المكسيك وعادت فيه الأفضلية لراقصي السامبا بهدف دون رد في الدور الأوّل، لكن تبقى آخر مباراة بينهما سنة 1999 وكانت بنكهة الوديات وانتهت سلبياً في فيغو الإسبانية. ويبحث المنتخب الإسباني عن الفوز أمام البرازيل منذ 79 سنة على آخر نصر للماتادور والذي كان سنة 1934 في مونديال إيطاليا بنتيجة 3-1. وكان الصراع بين المنتخبين عموماً في 8 مناسبات، فازت البرازيل في 4 مواجهات وانتصرت إسبانيا مرتين فيما خيّم التعادل على مباراتين. وتبحث إسبانيا عن لقبها الأوّل في المسابقة ولم يسبق لها خوض المباراة النهائية في حين تسعى البرازيل، حاملة اللقب، لتتويج رابع بعد 1997 و2005 و2009. وتلعب إيطاليا مع أوروغواي في مباراة تحديد المركز الثالث. الشوط الأول استهلال إيطالي مفاجئ استهل المنتخب الإيطالي مباراته أمام ال"ماتادور" بنهج تكتيكي كان ناجحاً شُلت من خلاله كل الحلول الهجومية للإسبان فكان المدرب تشيزاري برانديلي على يقين بأن من إحدى مقومات الحد من قوّة منتخب إسبانيا اللجوء إلى الهجوم والتخلي عن الفكر الدفاعي والتقوقع في الخطوط الخلفية فسيطر على أداء "الأزوري" النهج الهجومي والتدرّج في بناء الهجمة من خلال الكرات السلسة، فهددوا شباك الحارس إيكر كاسياس الذي أنقذ مرماه في الدقيقة 17 من رأسية كريستيان ماجيو. بدا أن برانديلي عاين منتخب إسبانيا عن كثب عندما أعطى تعليماته لماجيو وأندريا برزالي بمراقبة تقدم جوردي ألبا مع اتباع سياسية الضغط العالي وشل تحركات أنييستا وتشافي. استغل المنتخب الإيطالي نقطة الضعف الموجودة في دفاع إسبانيا والتي تتمثل في الظهير أربيلوا لشن الهجمات ثم البحث عن تقدم ماجيو للهجوم من الجهة اليمنى وكاد الأخير أن يهز شباك ال"ماتادور" في الدقيقة 36 لولا براعة كاسياس الذي كان جاهزاً لردّ الأذى عن مرماه. إسبانيا بوجهٍ شاحبٍ اعتقد الجميع بأن المنتخب الإسباني في طريق مفتوح لتكرار سيناريو نهائي كأس أمم أوروبا 2012 لكنه ظهر بوجه شاحب إذ أن تركيز الطليان وحسن استعدادهم للمواجهة أدخلا ال"ماتادور" في زرداب مظلم مخيف. تعوّد الجميع على النقلات القصيرة التي تميّز منتخب إسبانيا لكن الفترة الأولى غابت فيها التمريرات الدقيقة والفرص الكثيرة التي كان ينسجها لاعبو الناخب الوطني فيسينتي ديل بوسكي عادة، فلم نشاهد سوى فرصة وحيدة للإسبان كانت بقدم توريس في الدقيقة 37 لكنه أخطأ طريق الشباك بعد مراوغة أنيقة وتجاوز رائع للمدافع برزالي، لتنتهي حكاية الفترة الأولى سلبياً على تميّز إيطالي وسراب إسباني. الشوط الثاني إسبانيا تعود لنقلات القصيرة في الشوط الثاني، عادت إسبانيا نوعاً ما إلى التدرّج في بناء الهجمة والاحتفاظ بالكرة واعتماد طريقة النقلات القصيرة واسترجاع ما ضاع منها في الشوط الأوّل لكن دون احراج مرمى الطليان، في المقابل واصل منتخب إيطاليا اتباع نفس السيناريو الذي انتهجه. بدا أن الرطوبة المرتفعة في مدينة فورتاليزا (66 بالمئة) ودرجة الحرارة التي بلغت 28 درجة مئوية أثرت على أداء لاعبي المنتخبين وشعرنا برتابة في أغلب حيثيات المواجهة في هذا الشوط. وفي الدقيقة 85 أوصل توريس الكرة للوافد الجديد خيسوس نافاس الذي مرر عرضية للمتقدم بيكيه الذي سدد كرة عالية دون عنوان. ونظراً لأن هذه الفترة لم ترتق إلى مستوى كبير، سيطر هاجس النتيجة على معطيات الدقائق الأخيرة، فانتظر الكل ركنية مثمرة أو كرة ثابتة لإنهاء التشويق، والامر كاد ان يحدث إلا أن رأسية راموس الخطيرة في آخر دقيقة من الوقت القانوني لم تجلب معها الجديد لتنتهي المواجهة بالتعادل السلبي والمرور للحصص الإضافية بات ملزماً. الحصتان الإضافيتان في الحصة الأولى، كاد الطليان أن يخطفوا هدف التأهل في الدقيقة 93 بعد عرضية كاندريفا التي وصلت أمام جاكيريني الذي صوّب يسارية قوية في العارضة لم يحرّك لها كاسياس ساكناً. بعد ذلك أتى الدور على ال"ماتادور" الذي أهدر العديد من الفرص في هذه الفترة كانت جلها بإمضاء قلبي الدفاع، راموس وبيكيه، اللذان سددا أكثر من مرة فوق العارضة من مكان قريب من الخشبات الثلاثة. وظهر أن استفاقة إسبانيا، عقب سلسلة من المحاولات الخطيرة، كادت تطيح بالطليان ففي الدقيقة 99 وبعد تمريرة رائعة متوسطة الارتفاع من إنييستا سدد ألبا كرة طائرة علت العارضة بقليل وسط ذهول الجميع. أما في الحصة الإضافية الثانية، نزل أداء لاعبي المنتخبين بسبب الإرهاق لكن الإسبان استنجدوا بالمبدع ماتا الذي حاول هزّ عرين إيطاليا بتصويبة رائعة بعيدة المدى في الدقيقة 115 كاد بوفون أن يرتكب معها خطأ حياته إذ اصطدت الكرة بكفه اليسرى غير المحكمة فتحولت الكرة إلى العارضة تلتها متابعة حمراء لم تدرك طريقها، فمرت المحاولة الأخطر برداً وسلاماً على حصون إيطاليا، ثم لتاتي صافرة الحكم هاورد ويب معلنة عن ركلات ترجيحية حاسمة ابتسمت لبطل أوروبا والعالم.