أدى اغتصاب فتاة تبلغ من العمر 23 عاما في ديسمبر/كانون الأول الماضي في العاصمة الهندية دلهي إلى احتجاجات واسعة النطاق أسفرت عن مطالب بتشديد الامن لحماية المرأة واطلاق مبادرة واحدة على الاقل تدعو الى تزويد النساء بالسلاح. وفي منطقة لالبواغ في وسط مدينة مومباي التي تسكنها الطبقات المتوسطة وزع نشطاء تابعون لمجموعة من السياسيين المنتمين لاقصى اليمين المتشدد مديّات، و21 ألف نصل حاد على النساء. ووقفت الاف النساء تحت وطأة جو رطب بغية الحصول على نصيبهن، وذلك خلال مراسم احتفالية بعيد ميلاد بال تاكيري، مؤسس حزب شيف سينا الاقليمي. كان تاكري قد اسس الحزب عام 1966 من أجل دعم حقوق مجموعة ماهاراشتريان لمناهضة موجة الهجرة من جنوب الهند. واصبح شيف سينا، بفضل جناحه العسكري وولعه بالاضرابات العامة واعمال العنف، قوة سياسية رئيسية في المدينة كما استطاع فرض السيطرة على ولاية ماهاراشترا عام 1995، في حين قادت شخصية تاكيري الجذابة اضرابات حتى وفاته في نوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي. وفي اعقاب حادثة الاغتصاب التي وقعت في مدينة دلهي في ديسمبر/كانون الاول الماضي تحول تركيز شيف سينا الى قضية حقوق المرأة التي سيطرت على الصحف والقنوات التلفزيونية. ويعزى الفضل في ذلك الى شيف سينا نظرا لأن كلمة التحرش الجنسي كادت تختفي في مومباي مقارنة بأي مدينة كبيرة اخرى في الهند. فعلى الرغم من تعصب بعض اعضاء شيف سينا، فان سجل الحزب من حيث الدفع بمرشحات من النساء ومناهضة عادة 'ساتي' (وهي عادة محظورة تقضي بحرق الارملة على محرقة تشييع زوجها المتوفى)، والزواج القسري، تحظى باعجاب الكثيرين. التقى مراسل بي بي سي مع فايبهاف بورانداري، الصحفي السياسي وكاتب سيرة تاكيري، الذي اكد ان 'شيف سينا يواجه ازمة هوية'، وذلك ردا على سؤال بشأن دور الحزب كمدافع عن المرأة في المدينة. واضاف 'منذ ان فقدوا السلطة في الولاية عام 1999، بدأت معاناتهم.' وقال 'بعد حادثة الاغتصاب في حافلة دلهي هب المواطنون يعربون عن قلقهم بشأن سلامة المرأة، كما نظمت احتجاجات تلقائية مع شعور بأن الحكومة لا تبذل ما ينبغي من جهودها، وهو ما دفع شيف سينا الى الاعتقاد بامكانية اغتنام هذه الفرصة.' وردا على سؤال بشأن تقارير افادت باعتداء 'قوة شرطة اخلاقية' تابعة للحزب على النساء لارتدائهن تنورات قصيرة فضلا عن التعرض لازواج يسيرون مشبكي الاذرع في الاماكن العامة قال 'هناك جانب من الحقيقة في هذه القصص.' واضاف 'لكنهم ليسوا بلطجية'، مؤكدا ان مجتمع ماهاراتي 'لديه نساء اقوياء يتمتعن بفكر مستقل.' كما التقى مراسل بي بي سي بشويتا باروليكار، إحدى النجمات السياسية لشيف سينا، وهي سيدة جادة تحظى بضبط النفس وقالت 'ماذا تفعل بعدما استنفدت شتى الطرق العادية والقانونية؟' واضافت 'في النهاية ما الذي يفعله الرجل العادي؟ سيخرج الى الشوارع'. ووصفت باروليكار توزيع الحزب مديّات بانه 'اجراء للفت الانتباه والتركيز على القضية.' ودافع زعيم محلي لشيف سينا باستماتة على شاشات التلفزيون في تلك الليلة عن 'تسليح' سكان المدينة من النساء قائلا 'قال بال تاكيري انه ينبغي للنساء وضع مديّة في محفظة نقودهن بدلا من وضع احمر شفاه.' وأضاف 'لقد اخفقت هذه الحكومة في توفير الامن للنساء لذا وزعنا هذه المديّات لتمكينهن من الدفاع عن أنفسهن.'