انقطعت خدمات شبكة الإنترنت والاتصالات عن العاصمة السورية ومعظم محافظات البلاد بالتزامن مع الإعلان عن إغلاق مطار دمشق بوجه الرحلات الدولية، ووقعت معارك عنيفة في الطريق الواصل إليه بين جيش النظام وكتائب الجيش السوري الحر، في حين قالت السلطات إنها تمكنت من تأمينه بعد إرسال تعزيزات ضخمة. وبينما استمرت المعارك في أحياء بدمشق وبلدات على طريق المطار، قتل 20 شخصا معظمهم أطفال في قصف بالبراميل المتفجرة على أحياء في حلب في يوم دام وثقت فيه لجان التنسيق المحلية سقوط 71 قتيلا. وقال عضو المكتب الإعلامي بالمجلس العسكري في دمشق أبو قتادة الدمشقي للجزيرة إن اشتباكات ضارية تدور منذ ثلاثة أيام في محيط المطار وخاصة في تقاطع عقربا على طريق المطار حيث تعتبر عقربا نقطة الوصل بين الغوطتين الشرقية والغربية للريف الدمشقي، إضافة إلى معارك في منطقة حران العواميد التي لا تبعد سوى كيلومتر واحد عن المطار، مشيرا إلى أن الجيش السوري الحر ينتشر على طول طريق المطار وقادرٌ على السيطرة عليه، وأوضح أن الجيش الحر أجبر النظام على إغلاق المطار. وأوضح أبو قتادة أن آخر طائرة هبطت في المطار كانت في تمام الساعة الثامنة صباحا حيث ما زال الركاب محاصرين في المطار حتى الآن. وقال اتحاد تنسيقيات الثورة وناشطون للجزيرة إن السلطات أعادت موظفي المطار إلى بيوتهم حتى إشعار آخر. ونقل ناشطون عن سلطات المطار تأكيد إغلاقه بذريعة أعمال الصيانة دون تحديد موعد لإعادة فتحه. وفي هذا السياق قال ناشطون ومصادر حقوقية إن المعارك تدور على طول طريق المطار، كما اندلعت اشتباكات في حجيرة شرق العاصمة وببيلا إلى الجنوب الشرقي في مواجهات وصفت بأنها الأعنف في المنطقة منذ اندلاع الثورة في سوريا قبل 20 شهرا. ونقلت وكالة رويترز عن أبو عمر المقاتل في الجيش الحر قوله إن كتائب الثوار أطلقت قذائف هاون على ممرات مطار دمشق الدولي وقطعت الطريق المؤدي إلى العاصمة، مشيرا إلى أن قذائف الهاون ألحقت أضرارا بمدارج المطار. وفي دمشق، استهدف القصف الجوي مواقع في بساتين حي كفرسوسة، وأضاف ناشطون أن القصف المدفعي تجدد على أحياء دمشقالجنوبية، كما شن الجيش النظامي حملات دهم واعتقالات في حي الزاهرة. الرواية الرسمية وفي المقابل قالت السلطات السورية إن الطريق إلى مطار دمشق الدولي المغلق منذ صباح اليوم بات "آمنا" بعد تدخل قوات النظام، بحسب وزارة الإعلام السورية. وفي شريط عاجل بثه التلفزيون الرسمي السوري نقل عن الوزارة قولها "الطريق إلى مطار دمشق الدولي آمن بعد اعتداءات من مجموعة إرهابية مسلحة على السيارات العابرة وتدخل الجهات المختصة". وتحدث التلفزيون الرسمي السوري عن عمليات عدة تنفذها قوات النظام في مناطق محيطة بالعاصمة، منها "تصدي وحدة من قواتنا المسلحة لمجموعة إرهابية مسلحة من جبهة النصرة حاولت التعدي على مطار عقربا بريف دمشق، وهي توقع في صفوفهم خسائر فادحة". وفي موضوع متصل، قالت وزارة الدفاع النمساوية إن اثنين من جنود حفظ السلام النمساويين يخدمان بقوة حفظ السلام في مرتفعات الجولان المحتلة أصيبا بالرصاص اليوم عندما تعرضت قافلتهم لإطلاق النار قرب مطار دمشق. ودفعت هذه التطورات الخطوط الجوية الإماراتية ومصر للطيران إلى إلغاء رحلاتها إلى دمشق. سبق أن أغلق النظام الطرق المؤدية إلى العاصمة دمشق (الجزيرة) قطع الاتصالات والإنترنت وتزامنت هذه التطورات مع انقطاع كامل للاتصالات الجوالة والأرضية والإنترنت عن مناطق واسعة من سوريا بما فيها العاصمة دمشق، مما دفع لجان التنسيق المحلية للتحذير من أن تكون الخطوة تمهيدا ل"مجزرة" قد ترتكبها قوات نظام الرئيس بشار الأسد. وناشدت اللجان العالم أجمع التحرك للقيام بخطوات "لحماية المدنيين من جرائم النظام". في المقابل نقل تلفزيون الإخبارية الموالي للحكومة عن وزير الإعلام السوري عمران الزعبي قوله إن "إرهابيين" وليست الدولة هم المسؤولون عن قطع اتصالات الإنترنت في أنحاء البلاد اليوم. ونسب التلفزيون إلى الوزير قوله ان من وصفهم بالإرهابيين استهدفوا خطوط الإنترنت مما تسبب في انقطاع الخدمة عن بعض المناطق، في حين أفاد التلفزيون الحكومي بأن وزير الاتصالات صرح بأن المهندسين يعملون على إصلاح ما قال إنه خلل في كابل الاتصالات والإنترنت الرئيسي. وكانت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) أوقفت بثها بدءا من الساعة 12:00 ظهر اليوم بالتوقيت المحلي، في حين تعذر الدخول إلى مواقع إلكترونية حكومية منها الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون. وذكرت شركتان أميركيتان للمعلوماتية تراقبان حركة الشبكة أن الإنترنت قطعت الخميس في سوريا. كما أفادت الناطقة باسم المركز السوري الوطني للتوثيق في دمشق ريم الدمشقي للجزيرة أن الكهرباء قطعت عن كافة الريف الدمشقي والأحياء الجنوبية للعاصمة. مجزرة بحلب في غضون ذلك وثقت لجان التنسيق المحلية 71 قتيلا بنيران قوات النظام اليوم بينهم 17 طفلا على الأقل، وأشارت إلى أن أكبر عدد من القتلى سقطوا في حلب وبلغ 41 قتيلا معظمهم أطفال وذلك في "مجزرة" حي الزبدية والأنصاري جراء قصف بالبراميل المتفجرة. وأفاد الناشطون بأن القصف أدى إلى تهدم عدد من المباني السكنية ووقوع أضرار مادية كبيرة. يأتي هذا بعد يوم من سيطرة الثوار في سوريا على مطار وكتيبة للدفاع الجوي في الريف الشرقي من حلب. من جانبها قالت شبكة شام الإعلامية إن القصف المدفعي تجدد على مدينة الحولة في حمص، كما اقتحم جيش النظام قرية تسنين وشن حملة دهم وحرق للمنازل، وأضافت أن القصف تواصل على حي بستان الباشا في حلب، وعلى بلدات كورين وكنصفرة في إدلب. وفي جنوب البلاد، هز انفجار ضخم حي السحاري بدرعا، وقصف جيش النظام بالمدفعية الثقيلة بلدة المزيريب، واقتحم مدينة طفس حيث أحرق عدة منازل وسط إطلاق نار، وكذلك الحال بمدينة السويداء المجاورة، في حين قصت بلدة بريقة قرب الجولان المحتل. وبث ناشطون صورا لقصف على أحياء عدة في دير الزور، وقالوا إن القصف متواصل على ناحية ربيعة في اللاذقية.