استنجدت معنفة عمرها (20 عاما) برجال الأمن بمركز الحفاير بمحافظة خميس مشيط، لحمايتها من تعذيب زوجها لها، وهربت من بطشه واعتدائه عليها بالضرب والكي وسجنها في المنزل. وقال الدكتور هادي علي اليامي عضو هيئة حقوق الإنسان والمشرف العام على فرع الهيئة في عسير «تم وصول بلاغ إلى الهيئة عن حالة المرأة المعنفة وعلى الفور تم توجيه باحثات اجتماعيات من القسم النسوي في الهيئة لمتابعة الحالة الصحية للمعنفة في المستشفى، والرفع بتقرير عن حالتها ودراسة وضعها الأسري وتوفير الحماية لها كافة ما تحتاجه من خدمات صحية وإيواء، بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة في الشؤون الاجتماعية والصحية والجهات الحكومية الأخرى حسب ما تتطلبه حالة المعنفة». وأضاف: نحن في الهيئة جهة رقابية، وما تعرضت له المعنفة من زوجها حسب ما وصلني أنه من نوع العنف الأسري، وستتم دراسة وبحث القضية ومن ثم اتخاذ الإجراءات النظامية المتبعة في مثل هذه الحالات وتوفير كافة ما تحتاجه لحمايتها وسلامتها وذلك بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة حسب ما يتطلبه الوضع. وأستطرد قائلا «نحن في الهيئة نستقبل بلاغات العنف الأسري وكافة القضايا المختصة بحماية الإنسان سواء المرسلة من المواطنين أو المقيمين أو الجهات الرسمية مثل الشرطة أو المستشفيات، وتتم فورا مباشرتها وبدء العمل في حلها، وليس بالضرورة أن يكون المبلغ هو نفسه من تعرض لأي نوع من العنف الأسري، فربما يصعب عليه ذلك لعدة أمور منها عدم استطاعته الوصول الى مقر الهيئة أو معرفة هواتفها أو لأي سبب من الأسباب، ولكننا نتحرك عند معرفة الهيئة لأي بلاغ عن أية حالة تختص قضيتها بهيئة حقوق الإنسان، وتتم متابعتها ودراستها بالتضافر مع الجهات الحكومية سواء في الشؤون الاجتماعية أو الإمارة أو الشؤون الصحية وبالتنسيق المتبادل حتى يتم وضع الحلول وإنهاء أية معاناة». من جهته، قال الناطق الإعلامي لشرطة منطقة عسير المقدم عبدالله آل شعثان «إن المعنفة لجأت إلى مركز الحفاير هاربة من معاملة زوجها لها، وهناك عدة قضايا وشكاوى لها في المركز منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف السنة؛ نتيجة خلافات زوجية وأسرية بينها وبين زوجها، وهناك شكاوى واتهامات عدة متبادلة بينها وبينه من زمن لم يستطيعا احتواءها فيما بينهما، مما ولد هذا العنف وهروبها من زوجها وطلب الحماية لها من قبل الجهات الأمنية. وبين أنه تم على الفور فتح محضر بالقضية وإحالة المعنفة إلى مستشفى خميس مشيط المدني لاستكمال الكشف وتقديم الخدمات الطبية لها، وسلمت لشرطة المسشفى لاستكمال اللازم وحمايتها من قبل رجال الأمن في ذات المسشتفى، برفقة أحد رجال مركز شرطة الحفاير وسجانة ومندوب من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وأوضح أنه تم استدعاء والد الفتاة الذي يقيم خارج منطقة عسير، وإحضار زوجها، وما زال التحقيق جاريا لمعرفة ملابسات القضية ومن ثم الرفع بها إلى الجهات المختصة ذات العلاقة بالعنف الأسري ومنها الإمارة لاتخاذ الإجراءات النظامية المتبعة في مثل هذه القضايا وتأمين الحماية الأسرية لها. وبحسب عكاظ أن المعنفة العشرينية متزوجة منذ ست سنوات ولها طفلة واحدة وتشكو من عنف زوجها وتعذيبه لها بالضرب بألواح الخشب وكيها بالنار وحبسها في دورات مياه منزلها وممارسة أبشع أنواع العنف ضدها وتعذيبها بأشكال عدة ومتعددة، وأنها وجدت فرصة لغياب زوجها وغفلته عنها في المنزل وهروبها إلى مركز شرطة الحفاير وطلب النجدة والحماية لها، وهي في حالة من الهلع والخوف. وطالبت المعنفة بتدخل الجهات ذات العلاقة في هيئة حقوق الإنسان وإمارة عسير والشؤون الاجتماعية والجهات الأمنية لحمايتها وطفلتها مما تتعرض له من عنف أسري وقهري أوصلها إلى هذه المرحلة من التشرد، وتطلب إيواءها بعيدا عن زوجها وطالبت بحقوقها وكل ما لحق بها من جراء تعذيبها من قبل زوجها، حيث إنها تعاني من حالة نفسية وصحية سيئة للغاية، وأن ما تعرضت له لا يمكن أن يصدر حتى من الذئاب المفترسة، مطالبة بضرورة إيقاف زوجها والتحقيق معه وإحالته إلى القضاء لما ارتكبه من جرم لا يقره دين ولا إنسانية. وعن حالتها الصحية في المستشفى قال الناطق الإعلامي لصحة عسير سعيد النقير: إن حالة المريضة مستقرة، وأدخلت طوارئ مستشفى الأطفال والولادة بالخميس وتم تنويمها مباشرة بعد أن قرر الطبيب ذلك، وتم طلب حراسة أمنية لها داخل القسم وخارج المستشفى.