قتل خمسون عنصرا من قوات النظام السوري الاثنين في تفجير انتحاري من اكثر العمليات عنفا ضد القوات النظامية منذ بدء النزاع قبل حوالى عشرين شهرا، في وقت اقر المجلس الوطني في ثاني ايام اجتماعاته في الدوحة توسيع امانته العامة لتضم عددا اكبر من ممثلي المعارضة. وقتل صباح الاثنين خمسون عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين له في تفجير سيارة مفخخة نفذه انتحاري في قرية الزيارة في ريف حماة (وسط)، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان "الرجل الذي فجر نفسه بالسيارة ينتمي الى جبهة النصرة" الاسلامية المتطرفة، مشيرا الى ان الانفجار وقع قرب مركز التنمية الريفية التابع للقوات النظامية الذي يعتبر اكبر تجمع للقوات النظامية والمسلحين الموالين لها في المنطقة. واوردت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" من جهتها نقلا عن مصدر مسؤول ان "ارهابيا" فجر نفسه بسيارة مفخخة قرب مركز تنمية انعاش الريف، من دون ان تأتي على ذكر القوات النظامية. وقالت ان وزن المواد المتفجرة التي استخدمت يقدر بنحو طن من المواد شديدة الانفجار، وان "مواطنين اثنين استشهدا واصيب عشرة آخرون". في محافظة ادلب (شمال غرب)، قتل ما لا يقل عن عشرين مقاتلا معارضا في غارة جوية نفذها الطيران الحربي السوري على بلدة حارم، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان ان القصف من الطيران الحربي على حارم تسبب ب"تهدم اكثر من عشرين منزلا"، وان "العديد من الجثث لا تزال تحت الأنقاض". كما شن الطيران الحربي غارة اخرى على بلدة كفرنبل في المحافظة نفسها، تسببت بمقتل 14 شخصا على الاقل. وفي شريط فيديو حول الغارة التقطه ناشطون ونشر على شبكة الانترنت يبدو دمار كبير في شارع تحترق فيه سيارات، فيما يصرخ جريح في وسط الشارع "يا الله"، ويطلب المصور من احدهم مساعدته، فيحمله ثلاثة شبان الى بيك آب ابيض يبدو فيه مصابان آخران. ويرفع شاب شارة النصر ويقول "والله يا بشار، لو تقتلنا جميعا لن نتراجع عن اسقاطك باذن الله تعالى". وتعرضت مدينة معرة النعمان الاستراتيجية التي استولى عليها المقاتلون المعارضون في التاسع من تشرين الاول/اكتوبر للقصف بالطيران اليوم ايضا. فيما وقعت اشتباكات عنيفة، بحسب المرصد، بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في محيط معسكر وادي الضيف القريب من معرة النعمان والذي يحاصره المعارضون، ومعسكر الحامدية. في مدينة حلب (شمال)، وقعت اشتباكات في عدد من الاحياء، بينما تعرضت احياء اخرى للقصف، بحسب المرصد وسكان. وتسببت عمليات القصف والمعارك باحتراق مستودع منظمة الهلال الاحمر الرئيسي في المدينة والمجاور لفرع المخابرات الجوية في حي جمعية الزهراء (غرب)، بحسب ما افاد مصدر في المنظمة وكالة فرانس برس. وحاول المقاتلون المعارضون مرارا مهاجمة هذا الفرع الذي يشهد محيطه غالبا معارك ضارية. وقال صيدلي في منطقة الشهباء جنوب جمعية الزهراء ان الاشتباكات هي "الاقوى" منذ بدء المعارك في المنطقة قبل اشهر. وقتل 122 شخصا في اعمال عنف في مناطق سورية مختلفة الاثنين، بحسب المرصد السوري. في دمشق، شهدت الاحياء الجنوبية للعاصمة اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين وتعرضت بعض مناطقها للقصف. وكانت الاشتباكات امتدت خلال الايام الماضية الى مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين المتاخم لهذه الاحياء، وشارك فيها فلسطينيون انقسموا بين الطرفين المتقاتلين. وافاد المرصد عن مقتل خمسة اشخاص في سقوط قذيفة هاون صباحا قرب حافلة في شارع الثلاثين في مخيم اليرموك، فيما ذكر التلفزيون الرسمي السوري ان "ارهابيين" اطلقوا القذيفة على الحافلة ما تسبب بمقتل سبعة اشخاص. في حي المزة في غرب العاصمة، قتل احد عشر شخصا في تفجير عبوة ناسفة الاثنين واصيب العشرات بجروح، بحسب ما ذكر التلفزيون السوري والمرصد. في الدوحة، اقر المجلس الوطني السوري في اليوم الثاني من اجتماعاته مشروع اعادة الهيكلة الذي يرمي من خلاله الى توسيع تمثيله والتوصل الى آلية اكثر ديموقراطية لاتخاذ القرارات بعد الانتقادات العديدة التي تستهدفه. وافاد المسؤول الاعلامي في المجلس احمد كامل بانه "تمت المصادقة على مشروع اعادة الهيكلة وعلى عملية ترشيق للامانة العامة الموسعة"، وان عدد اعضاء الامانة العامة سيصبح "اكثر من 400 بقليل مع ترك هامش 10% مفتوحا للحالات الطارئة". وتتجه الانظار الى "اجتماع تشاوري" يعقده المجلس الخميس مع هيئات وشخصيات معارضة بدعوة من الجامعة العربية وقطر، سيتناول ايجاد "جسم سياسي" جديد يضم كل اطياف المعارضة ويمهد لتشكيل حكومة في المنفى، بناء على مبادرة طرحها عدد من الشخصيات المعارضة وابرزهم النائب السابق رياض سيف. واشار رئيس المجلس الوطني عبد الباسط سيدا الاحد الى اهمية "تشكيل هيئة مسؤولة تمثل كل السوريين وتكون بمثابة سلطة تنفيذية"، على ان يبقى المجلس "الركن الأساس، والضامن الذي لا يمكن الاستغناء عنه". ورأت لجان التنسيق المحلية الناشطة على الارض في الداخل السوري من جهتها في بيان صدر عنها الاثنين انه "لم يعد مقبولاً تحت أي مبرر كان استمرار غياب قيادة سياسية موحدة وفاعلة للثورة"، داعية "جميع الأطراف السياسية الى التلاقي بالسرعة الممكنة للوصول الى تمثيل سياسي مناسب للثورة". واكدت ان اي "تشكيل سياسي جديد" يجب ان "يضع في اولوياته تأمين الدعم العسكري المنظم للثوار فضلا عن الدعم الاغاثي بعيدا عن الولاءات الشخصية". وكانت الولاياتالمتحدة دعت الى البحث عن بدائل اكثر شمولا من المجلس الوطني، معتبرة انه لم يعد يمثل كل اطراف المعارضة. وفي رد على هذا الموقف، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من القاهرة الاثنين الداعمين للمعارضة السورية بحضها على مواصلة القتال، قائلا ان البعض "يفضلون ان يوحدوا المعارضة ليس على قاعدة المفاوضات وانما على قاعدة مواصلة الاعمال القتالية". والتقى لافروف الموفد الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي والامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي.