واجهت رحلة تنقلات الحجاج عبر التاريخ الكثير من المتاعب والصعوبات ، حيث كانوا يتنقلون إلى مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة والمشاعر المقدسة بواسطة الجمال. وكان للجمالة هيئة يطلق عليها ( هيئة المخرجين ) تتولى مسؤولية إحضار الجمال والجمالة , وتتبعهم جماعة أخرى تعرف ( المقومين ) يقدروا حمولة الجمل. واعتمد الحجاج في القدم على العديد من الطرق البرية التي كانوا يسلكونها مرتحلين فوق( الجمال والحمير والبغال ) للوصول إلى مكةالمكرمة. ومن أهم الطرق درب زبيدة ( طريق الحيرة , مكةالمكرمة ), ودرب الحاج المصري , بالإضافة لدرب الحاج الشامي (دمشق , المدينةالمنورة ). وعرف درب زبيدة الذي يبلغ طوله 1266 كلم قبل الإسلام حيث كان يستخدم لأغراض التجارة , وبعد إنشاء مدينة الكروم واتخاذها بدل الحيرة زادت أهمية دروب الحاج العراقي أما ازدهارها فقد ارتبط بظهور الدولة العباسية وانتقال الحكم إلى بغداد فقد نظم العباسيون مواكب تخرج من بغداد برئاستهم أحيانا. في حين عرف درب الحاج المصري الذي يبلغ طوله 1540 كلم بعد فتح مصر واعتناق الغالبية العظمى لسكانها الإسلام وتوجه الكثير منهم لأداء فريضة الحج. مسيرة الحاج المصري كانت تمر بشبه جزيرة سيناء إلى ( أيله ) ثم تسير حتى تصل إلى ينبع ومنها إلى المدينةالمنورة ثم إلى مكةالمكرمة. وفي عام 1366ه وعام 1367ه أصبحت أجور الإركاب كما يلي : أجر الشقدف وتكاليفه عن الشخص الواحد المبلغ بالريال الجهة 4 ريالات عربية من جدة إلى مكةالمكرمة 4ريالات عربية من مكةالمكرمة إلى جدة 6 ريالات عربية من مكة ا لمكرمة إلى عرفات ذهاباً وإياباً 15 ريالات عربية من جدة أو من مكةالمكرمة ذهاباً وإيابا في حين كانت أجور النقل من المدينةالمنورة إلى مكةالمكرمة , ومن مكة إلى عرفة ومنى , ومن جدة إلى مكة مقسمة إلى درجات : الدرجة الأولى سيارة تاكسي , وعلى حسب الترتيب المسبق كانت 12 جنيه إسترليني , 4.50 جنيه , و3 جنيهات إسترلينية. الدرجة الثانية لوري - اتبيس , من المدينةالمنورة إلى مكةالمكرمة كان يبلغ أجرة النقل 8 جنيهات إسترلينية , ومن مكةالمكرمة إلى عرفة ومنى ب 4 جنيهات , ومن جدة إلى مكة 2 جنيه إسترليني. الدرجة الثالثة لوري جديد وتضمنت التعليمات بعدم نقل الأمتعة في السيارة إلا الضرورية أما غير الضرورية فتنقل على الجمال وفق التسعيرة التالية بالقرش السعودي : من جدة إلى مكةالمكرمة قرشان , ومن مكةالمكرمة إلى جدة ثلاثة قروش , ومن مكةالمكرمة أو من جدة للمدينة المنورة ذهاباً وإياباً ثلاثة قروش. إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل في عام 1377ه أصدرت وزارة المالية والاقتصاد الوطني تعرفة الحج وقد تضمنت أجور النقل وفقاً لما يلي بالريال العربي : أجرة النقل من جدة إلى مكة للقدوم أو العودة بالسيارة التاكسي 45 ريالا سعوديا , ومن مكةالمكرمة إلى عرفات وصولا لمنى ذهاباً وإيابا 10 ريال , ومن جدة إلى المدينةالمنورة ذهابا وإيابا 22.50 هللة , في حين تبلغ تكلفة النقل من مكةالمكرمة إلى عرفات ذهابا وإيابا 35 ريالا , ومن جدة إلى المدينةالمنورة ذهابا وإيابا 90 ريالا . وأفاد أمين عام هيئة النقابة أن أجور نقل العفش لما يزيد عن ثلاثين كيلو المسموح بنقلها مع الحاج حددت بالقرش السعودي , مشيرا إلى أن قيمة النقل عن الكيلو الواحد من جدة أو مكةالمكرمة إلى المدينةالمنورة ذهاباً وإياباً كانت بقرشين , واستمرت هذه الأجور حتى عام 1396ه. وفي عام 1392 ه صدر قرار مجلس الوزراء بتشكيل الهيئة العليا لمراقبة نقل الحجاج وبموجبه أصدرت الهيئة بعض القرارات بتصنيف أجور السيارات وزيادة بعض الأمور بما يتناسب مع الوضع السائد آنذاك إذ صدر قرار الهيئة عام 1397ه بتوزيع الأجور وذلك في ضوء صدور قرار مجلس الوزراء عام 1396ه القاضي بزيادة الأجور 100% , تلا ذلك صدور بعض القرارات من الهيئة بتصنيف الأجور ( مكيف / عادي) أو "جمس" كما تضمن قرار الهيئة عام 1405ه بزيادة أجور النقل في المشاعر المقدسة وبالعكس حيث أصبح أجرة الراكب في السيارات العادية (150 ريالا) وفي السيارات المجهزة (180ريالاً). إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل وبين زبيدي أن من سيارات شركات نقل الحجاج في النصف الأول من الأربعينات من القرن الماضي سيارة كانت تسمى بالا بلكاش عرفت كوسيلة نقل تستخدم في نقل الحجاج بين جدةومكةالمكرمةوالمدينةالمنورة. وأشار إلى أن السيارات كان لايسمح باستخدامها في الحج بالعهد الهاشمي , وكانت سياسية الملك الشريف الحسين بن علي هي الاعتماد على الجمل كوسيلة لنقل الحجاج والبضائع والأفراد. وبعد أن وحد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - المملكة أخذ بمبدأ التطور .. فسمح بدخول السيارات واستعمالها .. واندفع الناس في شراء السيارات وتأجيرها للحجاج بواسطة المطوفين ووكلائهم , كما زلفت لذلك شركة أهلية ترعاها الدولة , ثم قامت الدولة بتأسيس عدة شركات للمساهمة في هذا الميدان الجديد. وكان استعمال السيارات في نقل الحجاج بين جدةومكةوالمدينة معرضا لمصاعب عديدة أهمها .. افتقاد الجهاز الفني الذي يدير هذا العمل فلم يكن في البلاد سائقون ولا ميكانيكيون. ولهذا فقد جرى استقدام السائقين والميكانيكيين من البلاد الإسلامية التي تتوفر فيها العمالة المدربة ..وكانت الأجور التي تدفع للسائقين والميكانيكيين مرتفعة بحيث أغرت الكثير من هذه الفئات للقدوم إلى الحجاز والعمل في هذا المجال وبالإضافة إلى ذلك كانت الطرق غير مهيأة لسير السيارات عليها.. فلم يكن هنالك طرق معبده أو مسفلته وكانت السيارات تعلق في الرمال في منطقة الحديبية التي تسمى في الوقت الحاضر "حدا " ويقوم الركاب بدفعها لإخراجها من الرمال فكانت الرحلة من جدة إلى مكة بالسيارة الصغير الجيدة تستغرق ساعتين إن لم تزد على ذلك. أما طريق المدينةالمنورة فكانت هناك الأرض السبخة في رابغ التي كانت تغوص فيها السيارات وخاصة في زمن الشتاء ومواسم الأمطار وكانت السيارات التي تغادر مكة إلى جدة أو المدينةالمنورة تصل إليها بعد يومين إن لم تكن أكثر. وأدى تعرض الحجاج لمتاعب عديدة كتعرض السيارات للعطل في الطريق وخاصة بين جدةوالمدينة وعدم توفر الإسعافات اللازمة في حالات العطل مما أدى إلى قيام الدولة بتأسيس النقابة العامة الأولى للسيارات. وكان الغرض من تأسيسها حماية الحجاج من التعرض للمخاطر والمصاعب في الطريق وحماية أصحاب السيارات من منافسة بعضهم البعض. ووضعت النقابة شروطاً للشركات المسجلة بها وجعلت النصاب الأدنى لهذه الشركات لا يقل عن عشرين سيارة ، كما عينت النقابة هيئة هندسية للكشف على السيارات قبل ترحيلها من الناحية الهندسية وأمرت بتزويد قوافل السيارات بسيارات للإسعاف وقطع الغيار. وانطلاقا من مساندة حكومة خادم الحرمين الشريفين للشركات الناقلة للحجاج فقد بلغت الشركات المنخرطة في عضوية النقابة (11) شركة بلغ إجمالي أسطولها (10811) تم اعتمادها خلال موسم حج 1421ه إضافة إلى ما عززت به الشركات أسطولها باستئجار (1855حافلة). وتبلغ الحافلات التي تملكها شركات السيارات المسجلة في النقابة في عام 1412ه قرابة (9.000) حافلة تبلغ مقاعدها (600000 ) مقعد. وأفاد المتحدث الرسمي لنقابة السيارات أن عدد حافلات الشركات في موسم حج هذا العام 1433ه يبلغ (20.000) حافلة عدد مقاعدها (956000) مقعد بنظام ( الرد والردين ) تنقل ما يقارب (1800000) مليون حاج. وبين أن النقابة تطبق أسلوب النقل الترددي على (4) مؤسسات , مشيرا إلى أنه يهدف لخفض عدد الحافلات العاملة في نقل الحجاج بنسبة 35% وتقليص وقت انتقال الحجاج من مشعر عرفات إلى مزدلفة من (6) ساعات إلى (20) دقيقة فقط , مع تخصيص طرق مغلقة لكل فئة من الحجاج بها جميع الخدمات وتقليل نسبة التلوث البيئي (60%) من خلال اعتماد مكائن للحافلات ( يودوا 3 ). إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل