تواصلت حدة الردود بين الصحف الورقية في إشكالية الترتيب والاحصاءات التي أعلنتها شركة ابسوس قبل يومين ,فبعد رد جريدة الرياض التي اعلنت احتجاجها في الترتيب نشرت جريدة الجزيرة بياناً اليوم طالبت فيه أن تتقبل جريدة الرياض هذا الأمر بشجاعة ,ومعالجة قصورها وأن تقوم بتهنئة الصحف الزميلة التي أظهرت نتائج (ابسوس) تفوّقها في المقروئية كما فعلت الجزيرة حين هنأت جميع الصحف الزميلة التي حصلت على مواقع متقدّمة. وأضافت في بيانها أن صحيفة الرياض قد احتلت في السابق موقعاً متقدماً على بعض زميلاتها الصحف الأخرى ولم يثر ذلك التصنيف غضب الصحف التي جاء ترتيبها تالياً لجريدة الرياض، وبالتالي فهو اتهام مرفوض لأن سببه ودوافعه عدم رضا الزميلة بالموقع الذي أهلّه لها إحصاء (ابسوس). وتسائلت الجزيرة في بيانها اليوم عن أيهما أفضل أن تقوم الصحيفة (أي صحيفة) بتوزيع أعداد منها في الجامعات ضمن رعاية كراسيها في هذه الجامعات، وحيث البيئة النخبوية من القراء، أم تقوم الصحيفة (أي صحيفة) بتوزيع أعداد منها على محطات الوقود حيث تقدّمها مجاناً لزبائنها؟! نص الرد من جريدة الجزيرة لا نلوم أي صحيفة بما في ذلك الزميلة صحيفة الرياض حين تنزعج وتنفعل ولا تكاد تصدق تلك الأرقام والإحصاءات التي لا تخطئها العين عن مقروئيتها التي ترى بأنها متواضعة مقارنة بالصحف السعودية سواء على مستوى المملكة أو من خلال مناطقها، مع أنه يفترض منها أن تواجه ذلك بشيء من الشجاعة بقبول هذه النتائج مع التصميم على المبادرة الفورية للبدء في معالجة أي قصور إن وجد، غير أن بيان الزميلة الرياض فضّل أن يكون في موقف المدافع وأن يختار القاعدة الرياضية التي تقول: إن أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم، لهذا فقد هاجم بيانها الجميع بأسلوب افتقد للموضوعية والحقائق والهدوء ولم يسلم أي طرف ذي صلة بالموضوع من هذا الهجوم غير المبرر، فيما كان ينتظر من الصحيفة أن تهنئ الصحف الزميلة التي أظهرت نتائج (ابسوس) تفوّقها في المقروئية كما فعلت الجزيرة حين هنأت جميع الصحف الزميلة التي حصلت على مواقع متقدّمة، وأن تنأى زميلتنا بنفسها عن هذه الاتهامات التي ما كان ينبغي أن يتبناها بيانها، وخصوصاً أن صحيفة الرياض حصلت على المركز الرابع على مستوى المملكة والثاني على مستوى المنطقة الوسطى، وهي - بنظرنا - مواقع ليست سيئة، وهناك فرصة أمامها لتعديلها بمزيد من الجهد والعمل الصحفي الاحترافي خلال السنوات القادمة. *** ونحن لا نلوم صحيفة الرياض، فقد اعتادت وفي كل مناسبة أن تضع نفسها مقيّماً لمستواها ولمستوى زميلاتها دون أن تتقبل وجهة نظر غيرها فيها، إلا إذا كانت ترى في هذه الجوائز - المثيرة للانتباه - والتي تغدق على الصحيفة دون أي صحيفة عربية أخرى مبرراً تتكئ عليه لتطالب بحرمان الصحف الأخرى من حقها في التفوّق وفق المقاييس العالمية وضمن الآلية المعتبرة دولياً في قياس حجم المقروئية لكل صحيفة من هذه الصحف وهي عكاظ والوطن والحياة والمدينة واليوم والجزيرة وغيرها، ما يوحي بأن ردة الفعل الغاضبة وإن جاءت بمثل ما حمله بيانها لا تعدو أن تكون فقاعات لا تغيّر من الأمر شيئاً، إلا إذا كان لدى الزميلة بديل مقنع يمكن أن يُعتمد عليه ويُعتد به كآلية مقبولة ومناسبة بشرط ألا يفصّل هذا البديل بمقاسات صحيفة الرياض ذاتها ووفقاً لأهوائها، وإن كان هذا ضرباً من المستحيل. *** إن اتهام بيان الرياض لزميلاتها الصحف الأخرى ولو بشكل غير مباشر بأن علاقتها ب(ابسوس) تقوم وتعتمد على تزييف الأرقام وفقاً لمن يدفع أكثر، هو اتهام خطير كان على الصحيفة أن توثّقه، لأن شكوى قنوات وصحف مغمورة في لبنان - رغم عمرها الطويل - ضد هذه الشركة لا قيمة له، وبخاصة حين نعرف أن هذه الصحف والقنوات هي في ذيل قائمة التصنيف، وأن نتائج مقروئيتها ومشاهدتها جاءت بما يتفق مع مستواها وقناعة الناس وليس فقط بما أظهرته نتائج (ابسوس) عنها، غير أن الأهم من ذلك أن أي صحيفة تحترم نفسها لن تلقي جزافاً تهماً دون سند أو توثيق، وبخاصة حين يكون اتهاماً يحمل رائحة راشٍ ومرتشٍ مقابل الحصول على مواقع متقدّمة ولاسيما أن صحيفة الرياض قد احتلت في السابق موقعاً متقدماً على بعض زميلاتها الصحف الأخرى ولم يثر ذلك التصنيف غضب الصحف التي جاء ترتيبها تالياً لجريدة الرياض، وبالتالي فهو اتهام مرفوض لأن سببه ودوافعه عدم رضا الزميلة بالموقع الذي أهلّه لها إحصاء (ابسوس) عن مقروئيتها سواء على مستوى المملكة أو على مستوى مناطقها، ولا تعنينا شركة (ابسوس) ولسنا في موقع من يدافع عنها أو يتحدث عن مصداقيتها، إذا يكفي أنها شاركت مع وكالة رويترز في استطلاعات الرأي عن الانتخابات الأمريكية بعد المناظرة الأولى بين المرشحين، لكننا نرى في بيان الصحيفة ما يمس بالإساءة كل الصحف والبنوك والشركات العالمية والمحلية التي تقوم الشركة بعمل دراسات واستطلاعات لها دون وجه حق، ضمن حملة أملاها إصرار الزميلة على أن تختار لها (ابسوس) الموقع الذي ترضى عنه، وإلا فإن التخوين ولو في بيان ضعيف ومهزوز هو الرد على أي نتائج لا تستجيب لتطلعات الصحيفة وهذا ما حدث. *** ولعلنا نستفيد من هذه التجربة فنعمّق من اليوم وليس غداً الشعور بإمكانية التعاون ودون أنانية فيما بين الصحف السعودية بما فيها الزميلة صحيفة الرياض لتكون كل الصحف في مركب واحد يكرّس رسالتها السامية نحو جمهورها، ويعطي انطباعاً حسناً عنها، وهذا لا يتّأتى إلا من خلال احترام المنافسة الحقيقية، وتقبّل الحوار الهادئ، والابتعاد عن الغرور، والنظر إلى كل الأمور ذات العلاقة والصلة فيما بين الصحف بأنها تخضع دائماً للتغيّر ارتفاعاً أو هبوطاً بحسب اجتهاد كل صحيفة وتطور مستواها وتفاعل القراء معها. *** وأخيرا، فإن الأمر المثير للاستغراب أن «إبسوس» التي زعم الزملاء في صحيفة الرياض، عبر صفحتهم التي نشروها أمس، أنها «تضلل نسب توزيع الصحف» وأنها «النموذج لبيع متخيل الوهم وتزييف الأرقام لمن يدفع» (رغم أننا لم نفهم ماذا تعني عبارة «لبيع متخيل الوهم»!!) وأنها «تتلاعب بنتائج الإحصاءات».. الأمر المثير للاستغراب أن إبسوس هذه هي الشركة نفسها التي يحيل إليها الزملاء في صحيفة الرياض قراءهم كمصدر «موثوق» ومعتمد لدقة المعلومات في الصفحة المخصصة للتعريف بمؤسسة اليمامة وصحيفة الرياض. ويبدو أن الفطنة لم تسعف الزملاء الذين عكفوا على إعداد البيان، إذ إن هذه العبارة “بحسب الإحصاءات الصادرة من شركة إبسوس للأبحاث لعام 2010" ما زالت حاضرة في الصفحة الخاصة بالمعلومات عن جريد الرياض حتى ساعة إعداد هذه المادة، وننصح الزملاء بالمسارعة بحذف هذه الإحالة من الموقع؟! إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل * * * * سؤال بريء جداً! أيهما أفضل أن تقوم الصحيفة (أي صحيفة) بتوزيع أعداد منها في الجامعات ضمن رعاية كراسيها في هذه الجامعات، وحيث البيئة النخبوية من القراء، أم تقوم الصحيفة (أي صحيفة) بتوزيع أعداد منها على محطات الوقود حيث تقدّمها مجاناً لزبائنها؟!