نجحت المكسيك في انتزاع ورقة التأهل إلى الدور نصف النهائي وأنهت مغامرة السنغال بعد لقاء مثير 4-2 في الدور ربع النهائي لمسابقة كرة قدم الرجال في أولمبياد لندن 2012 FIFA. احتاجت المكسيك للعب الوقت الإضافي للفوز، برباعية سجلها إنريكيز (9) أكوينو (61) دوس سانتوس (97) هيرارا 108، فيما سجل للسنغال كوناتي (68) بالدي (75). وبذلك تلتقي المكسيك مع اليابان للتأهل للموقعة النهائية. أدرك المنتخب المكسيكي أن اللعب بهدوء وجس النبض لدقائق أولى لن يكون إلا فرصة لمنافسه السنغالي ليتسلح بالثقة الهجومية، ولذلك فقد بدأ المكسيكيون بالمبادرة وبوقت سريع، حيث حاول فابيان الاختراق من الجهة اليسرى، قطعت كرته لكن الدفاع تهاون وارتبك في ابعاد الكرة، لينقض عليها فابيان من بين اثنين ويسددها دون تردد بشكل مقوس فضربت العارضة ونجا مرمى الحارس عثمان من الاهتزاز (3). لكن هذه الكرة لم تكن إلا مقدمة لما فعله المكسيكيين، إذ عكس جيوفاني دوس سانتوس كرة مباشرة من الجهة اليمنى اتجهت داخل الجزاء وتدخل عليها خورخي إنريكيز وحولها برأسه "بمهارة" ليتحول مسارالكرة بعيدا عن متناول الحارس لتهز شباكه بالهدف الأول (9). دق الهدف ناقوس الخطر في صفوف السنغال وأجبرهم على ضرورة الاسراع في الدخول لأجواء اللقاء، فانطلقوا للهجوم بحثا عن التعديل السريع، وكعادته كان هدافهم الأول كوناتي "بطل" التهديدات الخطيرة، فخطف الكرة من الدفاع وتقدم بمهارة ثم أطلق كرة قوية "عذبت" الحارس كورونا قبل أن يبعدها للركنية (17). رفعت الركنية داخل المنطقة وأحدثت دربكة وفي غمرة انشغال الدفاع بالخروج نفذت الكرة المعادة لتتهادى أمام كوناتي الذي كان قريبا من المرمى لكنه لم سحين التسجيل (18). وسرعان ما عاد كوناتي ليهدد من جديد، حيث ارتقى لركنية عالية وسددها برأسه تعامل معها الحارس بحضور وأخرجها (25). تراجع لاعبو المكسيك لاغلاق مناطقهم الدفاعية خوفا من الزحف السنغالي، واعتمدوا على الهجمات المرتدة، انعكس ذلك على غياب التهديد بقية دقائق الشوط، لكن اللحظات الأخيرة شهدت تهديدات خطيرة للمكسيكيين، حيث عكس فابيان كرة عرضية لعبها بيرالتا برأسه لتمر بالكاد بجوار القائم الأيمن (43). عاد ممثلوا أفريقيا بحماس منقطع النظير للشوط الثاني، وسارعوا للهجوم وتهديد مرمى كورونا الذي تالق في انقاذ رأسية سواري القوية قبل أن يساعده الدفاع على انهاء الخطر (45). ومن ثم ارتقى ماني في الهواء وسدد برأسه إثر ركينة وكان لها كذلك الحارس بالمرصاد (58). كان واضحا أن المكسيكيين ينتظرون المساحات في الدفاع السنغالي للتقدم بمرتدات خطيرة، وبالفعل إثر هجمة منسقة توغل دوس سانتوس في منطقة الجزاء ومرر كرة أرضية غمزها بيرالتا لترتد من الحارس عثمان أمام المتابع أكوينو الذي هز الشباك بالهدف الثاني (61). اعتقدت جماهير المكسيك وكل من تواجد في ويمبلي أن السنغال قد سلمت بالأمور، ولكن ذلك لم يحدث بل على العكس، عادت "أسود التيرانجا" للاندفاع الهجومي، وهددوا مرمى كورونا قبل أن يهزه المتألق كوناتي الذي ارتقى عاليا خلف كرة سواري العرضية مقلصا الفارق (68). منح الهدف الكثير من المعنويات للسنغاليين الذي لم يتخلوا عن نهجهم، وبحثوا عن التعادل الذي أدركوه بفضل الكرات الهوائية، حين ارتقى بالدي عاليا وحول الكرة الركنية بعيدا عن متناول كورونا ليهز الشباك مرة ثانية (75). بدا أن الفريقين مقتنعين بالتعادل، حيث تقلص الخطر نوعا ما، ولكن قبل انطلاق الصافرة كاد بيرالتا أن يحدث "الصدمة" عندما ارتقى لعرضية دوس سانتوس وسحولهابرأسه مرت بالكاد فوق العارضة (90+3). في الشوط الإضافي الأول كان التهديد الأخطرمن قبل الهجوم المكسيكي، حيث عانى الحارس عثمان قبل أن يتالق في منع فابيان من التسجيل حين سدد كرة من مسافة قريبة (92)، ولكن السنغاليين لم "يتعظوا" فتلكأ الدفاع في إبعاد الكرة فعادت نحو جوييه الذي فكر بتمريرها للحارس لكن دوس سناتوس كان سباقا وانتزع الكرة وسدد بسرعة في المرمى الهدف الثالث للمكسيك (97). وفي الشوط الثاني حاول السنغاليون التعديل، واندفعوا دون حساب خلف كرة حرة مباشرة ارتدت من حائط الصد واطلقت بعيدا عن الخطر، لكن ثلاثة مكسيكيين سارعوا للضغط على المدافع الأخير عبدولاي با الذي أعادها برأسه إلى الحارس قصيرة فخطفها خيمينيز ولعبها لترتد من الحارس عثمان ويجدها هيرارا أمامه ويسددها برأسه دون عناء في الشباك المشرعة الهدف الرابع (108) والذي حسم الأمور نهائياً.