شدد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس على أن استحكام الأمن في البلد الحرام عقيدة راسخة أصلها ثابت وفرعها في السماء، لا يضيرها ذمّ اللئام. وقال الشيخ السديس: "هؤلاء اللئام قد تطايرت أحلامهم وملأ الحقد صدورهم، فصاروا أطيش من القدوح الأقرح وساءهم كل ما يفرح، فانعكس عليهم الحال وساءت بهم الأفعال، الأمر الذي قضّ مضاجعهم وبثّ الأراجيف الكاذبة والشائعات المغرضة". ودعا الشيخ السديس في خطبة الجمعة اليوم بالمسجد الحرام إلى عدم الإصغاء لدعاة الفتنة وخفافيش الظلام ومثيري الشغب والفوضى ومروجي الأفكار الضالة، وممن جعلوا أنفسهم أدوات في أيدي أعدائهم، لا سيما عبر شبكات البث المعلوماتي ووسائل التواصل الاجتماعي. وأضاف: "بلادنا بحمد لله آمنة مرؤوسة، وفي تخوم الأمان مغروسة، ومن الأعادي بإذن الله مصونة محروسة، وستظل بحول الله ثابتة على عقيدتها متلاحمة مع ولاتها وقاداتها، وإن أصابتها العضالات ومهما فقدت من رجالات وكفاءات فخلفهم أقياد قادات". وأردف خطيب الحرم: "نحن نتحدث عن قضية الأمن والأمان لا ننسى ما أحل بالأمن من فاجعة عظيمة، وما ألم به من مصيبة جسيمة بوفاة رمز من رموزه الكبار، الذي قاد لأعوام عديدة منظومة العمل الأمني في البلاد، حتى انتشر الأمن بفضل الله في كل الأصقاع والوهاد، فأضحت البلاد بفضل الله تعالى ومنّه واحة أمن وأمان ودوحة سلام واطمئنان، والله وحده أمان كم نتذكر الأيادي الشاهدة والأعمال الرائدة التي أزجاها فقيد الأمة رحمه الله وطيب ثراه، وخصوصًا فيما يتعلق بأمن الحجيج والمعتمرين وسلامة القاصدين والزائرين". وتابع: "رحم الله عبده الفقير رحمة الأبرار وأسكنه فسيح الجنات، وعزاؤنا فيمن خلفه في هذه المنظومة المتألقة والسلسلة المتأنقة، فوفقهم الله وأعانهم وسدد خطاهم في تحمل هذه الأعمال الجسيمة والمسؤوليات العظيمة، ووفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه". في سياق آخر دعا الشيخ السديس القائمين على وسائل الإعلام والقنوات الفضائية إلى أن يراعوا حرمة شهر رمضان، فلا يخدشوا روحانيته بما لا يليق من البرامج والمشاهد والأفلام، ولا سيما ما يمس سيد الأنام صلى الله عليه وسلم وآله وصحابته الكرام. وطالب بمعاهدة الله سبحانه وتعالى على التوبة والإنابة والاستقامة والإخلاص في العمل، لنسعد في الدنيا والآخرة.