مفكرة الاسلام: بعد تعهُّد الرئيس المصري الجديد محمد مرسي بالإفراج عن عمر عبد الرحمن المسجون في الولاياتالمتحدة, ردَّت الولاياتالمتحدة بأن قضاءها مستقل. وصرَّح نواب بالكونجرس الأميركي بأنه ليس من حق الرئيس المصري التدخل في القضاء الأميركي. وقالت عضو مجلس الشيوخ عن مدينة نيويورك كريستين غيليبراند: إن دعوة الرئيس المصري لإطلاق سراح عبدالرحمن أمر يدعو للقلق العميق إزاء احترام الرئيس المصري لسيادة القانون والديمقراطية. وقد رفضت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية - في تصريحات للصحيفة - التعليق على تعهُّد الرئيس المصري، إلا أن مصدرًا رسميًّا بالوزارة أوضح أن الرد الرسمي هو "أن القضاء الأميركي مستقل". وأضافت المتحدثة أن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ستعلن الرأي الرسمي قريبًا، بعد مناقشة الموضوع على مستويات عليا. وتم القبض على الشيخ عمر عبدالرحمن في عام 1993 بعد سفره للولايات المتحدة ليقيم في نيوجيرسي، ويعالج من عدة أمراض مزمنة. وكان مرسي قد تعهد بالعمل للإفراج عن الشيخ عمر عبد الرحمن، والإفراج عن المدنيين الذي حوكموا أمام القضاء العسكري، وكل نشطاء الثورة المصرية. وأشار الرئيس محمد مرسي في نهاية خطابه الذي ألقاه عصر اليوم الجمعة بميدان التحرير إلى أنه سيعمل على تحرير الشيخ عمر عبد الرحمن المسجون في الولاياتالمتحدةالأمريكية، بعد تاريخ نضال طويل من أهله في المشاركة بالثورة، وتعهد بتحرير جميع المعتقلين سياسيًّا في السجون والمعتقلات العسكرية بمجرد توليه رئاسة الجمهورية فعليًّا. من جانبه، أكد عبدالله نجل الدكتور عمر عبد الرحمن أن ذكر الرئيس المنتخب اسم والده في خطبته بميدان التحرير نقطة تاريخية في تاريخ مصر، مشيرًا إلى أن هذا الخطاب يعطي الإشارة إلى أن مرسي جدير بأن يكون رئيسًا لمصر. وأشاد عبد الله عبد الرحمن في تصريحاته للإعلامي وائل الإبراشي في برنامج الحقيقة بإعلان الرئيس العمل على إطلاق سراح والده، متهمًا المجلس العسكري بأنه هو الذي كان العقبة في الإفراج عن والده، مشيرًا إلى أن أسرة الشيخ عمر عبد الرحمن ذهبت كثيرًا للعسكري، ولكن دون جدوى. والدكتور عمر عبد الرحمن - الزعيم الروحي للجماعة الإسلامية في مصر - هو عالم أزهري من مواليد 1938، وقد كُفَّ بصره بعد مولده بعدة أشهر، وهو محتجز لدى الولاياتالمتحدة منذ العام 1993، بعد أن وجهت له أربع تهم، هي: التآمر والتحريض على قلب نظام الحكم في الولاياتالمتحدة، والتآمر والتحريض على اغتيال حسني مبارك، والتآمر على تفجير منشآت عسكرية، والتآمر والتخطيط لشن حرب مدن ضد الولاياتالمتحدة. والشيخ يعاني من مرض السكر منذ ما يزيد على أربعين عامًا، وقد أدى ذلك إلى تفحم إحدى قدميه، ورفض بترها، فضلاً عن عدة أمراض أخرى جعلته فريسة للآلام الشديدة دون توقف داخل قضبان المعتقل. كما أن الشيخ ممنوع من الزيارة، فلم يسمح له إلا بزيارة واحدة لزوجته عام 1999، كما لا يسمح له سوى بإجراء مكالمتين هاتفيتين في الشهر لمدة ربع ساعة ولا يتحدث سوى مع زوجته.