ارتكب النظام السوري مجزرة جديدة تفوق فظاعتها الوصف، تضاف إلى جرائمه المعلنة كمجزرتي كرم الزيتون والحولة قرب حمص، ولكن هذه المرة في ريف حماة، والضحايا هم من الأطفال والنساء، حيث قُتلت أسر بكاملها بوحشية منقطعة النظير، وباختصار أبيدت قرية القبير الصغيرة بالكامل. وتقول المعلومات المتوفرة، إنه قرابة الساعة الثانية عشرة من يوم أول أمس الأربعاء طوقت دبابات بلدة معرزاف وأغلقت جميع الطرق المؤدية إلى مزرعة القبير وهي مزرعة صغيرة ريفية تقع بجانب بلدة معرزاف شمال غرب مدينة حماة (20 كم) ولا يتجاوز عدد سكانها 130 نسمة يسكنون في 25 منزلاً، ويعود سكانها إلى ثلاث عائلات (اليتيم- العلوان- الفارس) بحسب صحيفة الشرق . وقبل غروب الشمس قام شبيحة من قرى أصيلة والصفصافية وغيرها من القرى العلوية المجاورة بالهجوم على هذه المزرعة الصغيرة الآمنة، وقتلوا معظم سكانها بطريقة وحشية، مخلفين نحو مائة شهيد تقريباً، قُتل سبعون منهم بالسكاكين وثلاثون أحرقوا أحياء، وبين الضحايا 22 طفلاً بعضهم عمره شهرين فقط، و25 امرأة، وهناك 15 مفقوداً بينهم فتيات ونساء وأطفال فيما حملت بعض الجثث إلى القرى العلوية للاحتفال بها وسحلت في الشوارع والساحات. وقالت شهادات أولية أن من بين الشهداء امرأة كانت تحمل طفلاً لا يتجاوز عمره الشهرين فدخل الشبيحة عليها وانهالوا طعناً بالحراب التي دخلت صدر طفلها لتخترق صدر أمه، فيما حبست عائلة من سبعة أشخاص في غرفة وأحرقوا بالكامل. وأكد ناشطون أنهم اتصلوا بالمراقبين طالبين منهم الحضور، لكن المراقبين أجابوا بأنهم لا يتحركون ليلاً ووعدوا بالذهاب إلى الموقع صباحاً، لكنهم بحسب بعض المعلومات لم يستطيعوا الوصول إلى المكان، بسبب حواجز من شبيحة القرى المشاركة في المجزرة، ما اضطر أهالي معرزاف وما بقي من سكان القبير لدفن الشهداء دون معاينة المراقبين للمجزرة وضحاياها. وأصدر مجلس قيادة الثورة بحماة بياناً نعى فيه مبادرة أنان واعتبرها مظلة لمجازر عصابات وميليشيات الأسد، التي تحاول جر البلد إلى مستنقع الطائفية مؤكدا أن الشعب السوري لن ينساق إلى هذا الفخ، وناشد البيان دول العالم وكافة المنظمات الدولية وحقوق الإنسان ومجلس الأمن ومجلس التعاون الخليجي وكافة اللجان والبعثات والوكالات الأممية والحقوقية والبرلمانات لإجارة الشعب السوري من القتل وتخليصه من هذا النظام الوحشي القاتل بكافة الوسائل وبأقصى سرعة.كما تسربت معلومات ل ”الشرق” عن مسؤولية العقيد فضل الدين ميكائيل، وهو ضابط بالقصر الجمهوري، عن ارتكاب مجزرة القبير بشكل مباشر، وأفادت معلومات أخرى أن النظام يحضر لعمليات تفجير جديدة للتغطية على المجزرة وتحويل أنظار العالم عنها، وأنه جرى تفخيخ شاحنة إسمنت بمواد متفجرة لإرسالها إلى منطقة ما وتفجيرها. وفي رد فعل مباشر على المجزرة، نفذ شباب دمشق ما سموه عملية غليان دمشق1 مساء أمس، وذلك حين قطعوا على نحو متزامن 25 طريقاً بالإطارات والمواد المشتعلة بمشاركة تنسيقيات عدة منها المزة واتحاد شباب دمشق للتغيير وتنسيقية السيدة عائشة والميدان وكفرسوسة وغيرها، وأهم الطرق التي قطعت هي طريق دمشق عمان وطريق دمشقبيروت. [image]