أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما، في خطاب ألقاه خلال إحياء ذكرى الجنود الأميركيين القتلى في فيتنام (ميموريال داي)، استمرار العمل لإنهاء الحرب في أفغانستان بعد العراق. وتعهد عدم خوض بلاده حرباً جديدة «لا حاجة ماسة إليها»، مع تجنبه التطرق الى التوتر مع إيران وسورية. ترافق ذلك مع إعلان قوات الحلف الأطلسي (ناتو) في أفغانستان أن جنودها قتلوا الرجل الثاني في تنظيم «القاعدة» في أفغانستان السعودي صخر الطيفي المعروف باسمي «مشتاق» و «نسيم»، في غارة جوية شنتها مروحياتها على منطقة واتاهبور في ولاية كونار (شمال)، و «ذلك بعد التعرف إليه مع إرهابي آخر في التنظيم». وأوضح الحلف ان «الطيفي قاد متمردين أجانب وشن هجمات ضد القوات الأجنبية والأفغانية. وهو سافر بانتظام بين أفغانستان وباكستان لنقل أسلحة ومعدات ومقاتلين». وفي خطاب ألقاه أمام النصب التذكاري في واشنطن الذي يحمل أسماء 58 ألف جندي أميركي قضوا في حرب فيتنام قبل 50 سنة، دعا الرئيس أوباما الى أخذ «العبر» من هذه الحرب التي لم يتطرق الى أسبابها، بل الى «العار الوطني» الذي نتج برأيه من كيفية تعامل السلطات مع الجنود القدامى لدى عودتهم الى البلاد. وقال أوباما مخاطباً هؤلاء الجنود: «واجهتم غالباً انتقادات لحرب لم تبدأوها، في وقت كان يجب تهنئتكم لخدمتكم بلادكم بمجد. كان الأمر عاراً وطنياً وفضيحة كان يجب تجنبها، لذا فلنلتزم الآتي اليوم: حين نرسل أبناءنا وبناتنا الى الخطر سنكلفهم دائماً مهمة واضحة، سنزودهم دائماً استراتيجية آمنة، سنعطيهم التجهيزات الضرورية لإنجاز مهمتهم». وأمل أوباما الذي برز على الساحة السياسية الأميركية العام 2002 حين ندد بالحروب «الغبية» خلال تحضير فريق سلفه جورج بوش لاجتياح العراق، بأن «يقول القادة مستقبلاً الحقيقة حول الأخطار والتقدم، وأن يضعوا استراتيجية لإعادة جنودنا بشرف». واستذكر عبارة «نكره الحرب» الشهيرة للرئيس الأميركي الراحل فرانكلين روزفلت، علماً انه ينوي سحب «القوات المقاتلة» من أفغانستان بحلول نهاية 2014، بعد توقيعه اتفاق إطار مع الرئيس الأفغاني حميد كارزاي لتنظيم انتشار الجنود الأميركيين في هذا البلد حتى 2024. وفي كلمة اخرى ألقاها أمام نصب الجندي المجهول في المقبرة الوطنية في ارلينغتون، حيث دفن مئات الآلاف من العسكريين الأميركيين، وبينهم 4500 سقطوا في العراق بين عامي 2003 و2011 وحوالى الفي جندي في أفغانستان منذ بداية الحرب نهاية عام 2001 وحتى الآن، قال اوباما: «بعدما أمضينا عقداً من الزمن تحت الغيوم السوداء للحرب، نستطيع اليوم رؤية الضوء مجدداً في الأفق». وحيّا الجنود الذين قتلوا في العراق، وقال: «حتى بعد صمت الأسلحة ستبقى هذه الصفحة مفتوحة بالنسبة الى الأشخاص الذين فقدوا قريباً. واليوم مع انتهاء الحرب في العراق، لا بدّ من توجيه تحية إجلال الى التضحيات التي قدمت خلال هذا النزاع».