اعتبرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية أن إقدام ميليشيات بشار الأسد على ارتكاب مجزرة الحولة في ريف حمص قد جاء انتقامًا من الثوار بعد محاولة تسميم ستة من كبار قادة نظام بشار الأسد، بينهم زوج أخته آصف شوكت. وكتب الصحافي "جورج مالبرونو" في تقرير نشرته "لوفيغارو" اليوم يقول: إن آصف شوكت - زوج أخت بشار الأسد - وخمسة من كبار المسؤولين الآخرين في النظام السوري، نجوا من محاولة تسميم خلال الأسبوع الماضي. وطبقًا للمعلومات التي أوردتها مصادر متطابقة، فإن أحد الحراس الشخصيين للأمين العام لحزب البعث محمد سعيد بختيان دسَّ له السم في الطعام المقدم له ولكبار المسؤولين، وكان منهم آصف شوكت نائب وزير الدفاع، ووزير الدفاع: داود راجحة، وزميله في الداخلية: محمد الشعار، وحسن تركماني، ورئيس مجلس الأمن القومي، وهشام بختيار. وقد فرَّ الحارس الشخصي تحت حماية مقاتلي الجيش السوري الحر، وتحديدًا كتيبة الصحابة، ثم هرَّبوه إلى تركيا، وفقًا لمصادر استند إليها المراسل الفرنسي "جورج مالبرونو". وأعلن الجيش السوري الحر بتاريخ 20 مايو الجاري أنه جرت محاولة تصفية أعضاء "اللجنة الأمنية" المسؤولة عن إدارة الأزمة تحت إشراف رئيس النظام بشار الأسد، وقد تم الإعلان عن مقتل أعضاء منهم قبل أن يظهروا بعد بضع ساعات على شاشات قناة تلفازية مقربة من النظام. وآصف شوكت زوج بشرى الأسد الرئيس السابق لجهاز المخابرات العسكرية القوية، شخصية أمنية نافذة معروفة لدى الأجهزة الاستخبارية الفرنسية والأميركية. وتم إنقاذ القادة العسكريين الستة بعد الإسراع بهم إلى أحد المستشفيات في دمشق في حالة استعجالية، حسب المراسل الفرنسي لصحيفة "لوفيغارو". ومحاولة الاغتيال هذه هي الأولى المعلن عنها منذ بداية الانتفاضة ضد النظام السوري. وتدلل على أن معارضي الأسد لديهم القدرة على اختراق الدائرة المقربة من بشار الأسد. ونقل الصحافي الفرنسي "جورج مالبرونو" في تقريره عن "رجل أعمال فرنسي سوري مقرب من الأجهزة الأمنية في دمشق" قوله: "تخيل ماذا كان سيحدث لو قُتل القادة الستة". وحسب المراسل الفرنسي، فإن كشف هذه المحاولة وفشلها، قد يكون وراء الانتقام الوحشي من سكان المدن الثائرة، والذي صدم العالم، بارتكاب مجزرة الحولة بريف حمص يوم الجمعة الماضي، والتي قتل فيها أكثر من 100 شخص من بينهم 49 طفلاً. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أكد أن حصيلة ضحايا المجزرة المروعة في الحولة ارتفعت إلى 114 قتيلاً بينهم 32 طفلاً بعدما تم تسليم المزيد من جثامين الضحايا. وقال المرصد في بيان: "ارتفع إلى 114 عدد الشهداء الذين سقطوا منذ الجمعة في منطقة الحولة بمحافظة حمص بينهم 32 طفلاً بعدما تم تسليم المزيد من جثامين الشهداء والعثور على جثامين أخرى السبت".