توالت ردود الفعل الغاضبة حيال المجزرة التي شهدتها مدينة الحولة في سورية، إذ طالبت دولة الإمارات العربية المتحدة بعقد اجتماع عاجل لجامعة الدول العربية، ودعت بريطانيا إلى انعقاد اجتماع لمجلس الأمن الدولي خلال الأيام القليلة المقبلة للنظر في ملابسات المجزرة التي ارتفعت حصيلة ضحاياها إلى 114 قتيلا، بينهم 32 طفلا بعدما تم تسليم المزيد من الجثامين والعثور على جثامين أخرى أمس. واتصل وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان بالأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ومبعوث الجامعة والأممالمتحدة كوفي عنان لبحث تداعيات المجزرة، داعيا جامعة الدول العربية إلى أن تتحمل مسؤولياتها من خلال تفعيل كافة الحلول التي تضمن حماية المدنيين السوريين وعقد اجتماع عاجل. وفي سياق متصل قال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني إن دول المجلس تعرب عن استنكارها لاستمرار استخدام القوة المفرطة من قوات الحكومة السورية. وتابع يجب على المجتمع الدولي الاضطلاع بمسؤولياته لوقف نزيف الدماء الذي يجري في سورية بشكل يومي. ومن جهته قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في بيان «باشرنا مشاورات عاجلة مع حلفائنا لبلورة رد دولي قوي، شملت مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي والمنظمات المكلفة حقوق الإنسان داخل الأممالمتحدة»، وأضاف «سنطالب باجتماع عاجل لمجلس الأمن خلال الأيام القليلة المقبلة». وأدان رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سورية روبرت مود مجزرة الحولة. وقال في تصريحات للصحافيين إن المراقبين يدينون هذه «المأساة الوحشية»، مؤكدا أن التدقيق الذي أجروه كشف «استخدام مدفعية الدبابات» في قصف المدينة، ودعا الحكومة السورية إلى وقف استخدام الأسلحة الثقيلة. واعتبر كل من عنان والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجزرة الحولة انتهاكا صارخا ورهيبا للقانون الدولي. ودعا المجلس الوطني السوري المعارض في بيان مجلس الأمن الدولي إلى عقد اجتماع فوري واتخاذ القرارات الواجبة تحت الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة، والتي تتيح حماية المواطنين السوريين من جرائم النظام باستخدام القوة. وأفاد أن عنان اتصل برئيس المجلس المستقيل برهان غليون منددا ب «الجريمة النكراء» في الحولة. ومن جانبه هدد الجيش السوري الحر بوقف التزامه بخطة عنان إذا لم يتحرك مجلس الأمن بسرعة لحماية المدنيين عبر توجيه ضربات جوية لقوات النظام السوري، وجاء في بيان للقيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل «نعلن أنه إذا لم يتخذ مجلس الأمن الدولي إجراءات سريعة وعاجلة وطارئة لحماية المدنيين فلتذهب خطة عنان إلى الجحيم». إلى ذلك أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان البارحة أن حصيلة ضحايا مجزرة الحولة ارتفعت إلى 114 قتيلا، بينهم 32 طفلا بعدما تم تسليم المزيد من جثامين الضحايا في وجود المراقبين الدوليين والعثور على جثامين أخرى، وأوضح أن قوات النظام السوري واصلت إطلاق النار على المواطنين في مناطق عدة أمس ما أدى إلى مقتل 43 شخصا وإصابة العشرات بجروح.