تعالت نداءات 700 طيار سعودي عاطل عن العمل مطالبين بحقوقهم، رغم تخرجهم من معاهد وكليات متخصصة في دول أجنبية، ما حدا بأكثر من 50 طيارا عاطلا منهم رفع قضية تظلم في ديوان المظالم بجدة ضد الخطوط السعودية لعدم ضمهم منذ عدة سنوات، رغم طلب "السعودية" لاستقطاب 120 طيارا هنديا. وحيث أكد مصدر مطلع في الخطوط الجوية السعودية أن الشركة تبحث فعلياً عن عدد من قائدي الطائرات في دول عدة، ومن بينها الهند، كما جاء في الإعلان الذي نشر قبل أيام في إحدى الصحف الهندية. وأوضح أن السبب الرئيسي للإعلان عن تلك الوظائف خارج السعودية هو عدم توافر قائدي طائرات داخل السعودية، لاسيما وأن السعوديين المتاحين متخرجون كمساعدي طيارين وليسوا قباطنة لقيادة الطائرة. وتأتي الوظائف التي أعلنتها "السعودية" في صحف هندية ومواقع عالمية لتوظيف الطيارين براتب يراوح بين 30 ألفاً و37500 ريال، وتشمل الامتيازات. وكانت "السعودية" قد فرضت شروطا على الخريجين عقب تخرجهم، دون علمهم عنها مسبقاً، والتي وصفها المستشار القانوني السديري «بالتعسفية»، حيث كان سفرهم على ضوء الشروط القديمة. واكتفى المتحدث الإعلامي باسم الخطوط السعودية عبد الله الأجهر، بقوله "ليس لدي ما أقوله في هذا الخصوص.. ولا تعليق". وأنشأ الطيارون العاطلون عن العمل، صفحة خاصة بهم على موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" أسموها "دعونا نحلق"، تجاوز عدد أعضائها إلى الآن أكثر من ألف عضو، وتحتوي الصفحة على عدد كبير من المقالات واللقاءات الخاصة بالقضية، بالإضافة إلى البراهين والمستندات التي تدل على حدوث تجاوزات عديدة من قبل الخطوط السعودية. ويقول أحد الذين درسوا الطيران في دولة الفلبين ويدعى محمد بن رباع، وكان موظفا في الخطوط السعودية إنه طلب منهم الذهاب للدراسة خارج المملكة، ولم يوافقوا على ذلك حتى بعد تنازله عن الراتب خلال فترة الدراسة، بحجة وجود تعميم بمنع الإجازات الدراسية للموظفين، وطالبوه بالاستقالة إذا أراد الذهاب، ولم يجد بدا من تقديمها لإصراره على تحقيق هدفه. وأضاف أنها ذهب للدراسة وكانت الشروط التي تفرضها الخطوط معروفة ومحددة وبعد حصوله على الرخصة والانتهاء من دراسته علم أن الشروط قد تغيرت، وعند عودته لم يتم قبوله بسبب أن عمره 27 عاما، وشرطهم بأن أكون أقل من هذا العمر، بعد أن كان شرطهم في العمر المسموح به هو 45 عاما، ليبقى عاطلا دون عمل ليتفرغ للعمل كسائق تاكسي طوال ثلاث سنوات. وجاءت تبريرات الخطوط السعودية في عدم قبول هؤلاء الخريجين من دول الخارج على حسب ما أفصح به الطالب بأنه هو وزملاؤه من الخريجين غير أكفاء للطيران، ولغتهم الإنجليزية ضعيفة، واصفاً أنهم يتهمونهم باتهامات مجحفة وغير مسؤولة، ويضيف «اختبرنا اختبارات الكفاءة عند هيئة الطيران المدني، وحصلنا على رخص التخاطب بالإنجليزي، ونجحنا بتميز، وأتينا بما يثبت أننا تخرجنا من جامعات معتمدة، ولكن الخطوط لا زالوا متعنتين». وأكد بن رباع رفعهم لخطابات تظلم كثيرة للديوان الملكي، وعند استفسار الديوان عن مبررات عدم قبول هذه الدفعات من الخريجين، يأتي رد الخطوط «بأنهم ليسوا أكفاء وأنهم خطر على السلامة الجوية». وأضاف بن رباع "قبل أيام قليلة زرت مستشفى الخطوط السعودية، حيث وجدت مصادفة طيارين من مختلف الدول العربية، وصلوا مؤخراً من بلادهم لعمل الفحوصات الطبية لكي يمارسوا عملهم، حيث كانوا قرابة ثلاثين طيارا من دول مختلفة". وقال المحامي والمستشار القانوني الأستاذ أحمد السديري إنه بصدد رفع دعوى قضائية بحق أكثر من خمسين طيارا متضررا وافقوا للجوء لديوان المظالم، حيث ينتظر السديري رأي الأمير فهد بن عبد الله، رئيس هيئة الطيران المدني، الذي أمر بتشكيل لجنة للاطلاع على كافة الشكاوى التي قدمها هؤلاء الطيارون. وأوضح أن شروط الخطوط السعودية التي وضعتها مؤخراً، لقبول الطيارين كانت ولا زالت شروطا تعسفية تخالف نظام المؤسسات وتخالف قوانين العمل، مضيفاً أن الشروط وضعت بعد أن استكمل كافة الطلاب جميع مراحلهم الدراسية، أي أنه من المفترض فيما لو كانت شروطا سليمة -وهذا محال- أن تطبق الشروط الجديدة على الدفعات القادمة، كون هؤلاء الخريجين ذهبوا على أساس شروط الخطوط السعودية القديمة. وأكد أن شرط العمر بأن لا يزيد عن 27 عاما شرط تعجيزي، ولا يوجد أي طيران في العالم يلزم بمثل هذا الشرط، موضحاً أن الأجنبي بات متميزاً لدى إدارة الخطوط السعودية أكثر من ابن الوطن. وأكد السديري أن الأمير فهد بن عبد الله رئيس هيئة الطيران المدني، سوف يطلع على القضية بالكامل وسوف يتخذ الإجراءات اللازمة، وفي حال كون الأمر لم يجدِ ولم تقم الخطوط السعودية بإلغاء شروطها التعسفية سوف يُرفع ملف القضية المعد مسبقاً لديوان المظالم في مدينة جدة.