خرج عشرات الآلاف من الموريتانيين في مسيرة حاشدة لإسقاط نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز الذي يعاني منذ فترة من تضائل شعبيته، وطالب المتظاهرون برحيل الرئيس الذي يحكم البلاد منذ سنة 2008 بعد انقلاب أبيض قاده حين كان رئيسا للحرس الرئاسي منهيا فترة سيدي ولد الشيخ عبد الله أول رئيس منتخب ديمقراطيا في البلاد. بحسب موقع العربية , شارك في مسيرة "الرحيل" التي تعد أكبر مظاهرة تعرفها موريتانيا منذ استقلالها رؤساء سابقون وزعماء من التيار الإسلامي وأحزاب المعارضة التي دعت للمظاهرة وفعاليات المجتمع المدني وشخصيات عسكرية ودينية. 100،000 متظاهر وردد المتظاهرون في المسيرة التي انطلقت من أمام دار الشباب بالعاصمة الموريتانية نواكشوط باتجاه الساحة الواقعة شرق المسجد العتيق، شعارات تطالب بالإطاحة بحكم الرئيس محمد ولد عبد العزيز وتنتقد سياسة حكمه، وحمل المتظاهرون لافتات تطالب بالتغيير كتب على بعضها "نريد رحيل عزيز" و"حشود الرحيل بداية التغيير" و"عزيز.. 23 زيادة في البنزين"، و"فشل لم يسبق له مثيل" و"ارحل.. لست بعزيز". وقالت المعارضة إن مسيرتها التي شارك فيها نحو 100,000 شخص ستكون فاتحة أنشطة احتجاجية عديدة لإسقاط نظام ولد عبد العزيز بعد فشل الرئيس في تحقيق وعوده الانتخابية وانفراد الحزب الحاكم بتسيير البلاد، إضافة إلى ارتفاع مستويات الفقر والبطالة، وانتهاء مأمورية المؤسسات التشريعية. ولوحظ غياب تام لعناصر الشرطة والحرس من شوارع المنطقة التي نظمت فيها المظاهرة، وتولت تأمين المسيرة مجموعات شبابية تنتمي لمنسقية المعارضة، وجابت المسيرة التي تميزت بحضور نسائي وشبابي كبير أهم شوارع وسط نواكشوط وانتهت بتنظيم مهرجان ختامي وقراءة بيان مشترك يدعو الرئيس إلى الرحيل و"ترك موريتانيا تعيش الديمقراطية". استفتاء شعبي وتوالى زعماء المعارضة على الكلام خلال المهرجان، حيث قال رئيس حزب تواصل الإسلامي محمد جميل ولد منصور إن "الشعب الموريتاني يقول اليوم لولد عبد العزيز "نستودعك الله ..ارحل". أما رئيس البلاد السابق اعل ولد محمد فال الذي تنازل طوعا عن الحكم بعد تنظيم أول انتخابات نزيهة فقال إن القرارات التي اتخذها الرئيس محمد ولد عبد العزيز فاقدة للشرعية، وإن ما حصل سنة 2008، تمرد من شخص واحد وليس انقلابا عسكريا. وقال محمد فال إن الجيش متضرر مثل المواطنين من بقاء ولد عبد العزيز في السلطة بعد أن فقد البرلمان والرئاسة الشرعية، ودعا جميع السفارات الأجنبية إلى عدم إبرام أي اتفاقيات مع النظام الحالي لكونه فاقدا للشرعية. أما زعيم المعارضة أحمد ولد داداه فأثنى على مشاركة فال في مسيرة "الرحيل"، وقال إن تواجد الرئيس السابق "دليل على نجاح المعارضة في استقطاب الكثير من شرفاء البلد". واعتبر ولد داداه أن هذه المسيرة عبارة عن "استفتاء شعبي" يطالب ولد عبد العزيز بالرحيل. ومن ناحيتها لجأت السلطات الحاكمة إلى إجراءات لإفشال مسيرة المعارضة كالإعلان عن فتح دكاكين التضامن الاجتماعي وتوزيع كميات من الأرز والسكر والسمك وقت تنظيم المسيرة، كما دعت وزارة الشؤون الإسلامية إلى تقديم دروس في الوعظ والارشاد للمصلين بعد صلاة العصر في سائر مساجد نواكشوط. يذكر أن موريتانيا تعيش احتقانا سياسيا غير مسبوق بسبب انتهاء مأمورية المؤسسات التشريعية وانفراد الحزب الحاكم بتسيير البلاد وعقد صفقات مشبوهة وتنامي الحركات الاحتجاجية.