كشف شاب سوري معارض عن أهوال رآها خلال فترة اعتقاله من قبل ميليشيا النظام السوري، مؤكدا أن غرف التعذيب السورية تنتمي للعصور الوسطى. وأوضح الشاب المعارض "جولان" أنه قبل اعتقاله كان يجلس في حديقة بدمشق، بانتظار أحد أصدقائه الذين يطالبون بإسقاط النظام، وفجأة أحاط به حوالي 30 من عناصر ميليشيا بشار، وقبل حتى أن يفكر بالفرار كان يتلقى ضربا من عقب البندقية أفقدته الوعي، وعندما أفاق جولان وجد نفسه مقيدا، وقد عصبت عيناه ووضع في تابوت حديدي، ويقوم معتقلوه صباح كل يوم بدفع قطعة صغيرة من الخبز وبيضة مسلوقة من خلال فتحة صغيرة بجانب رأسه ولم يكن يعلم كيف سيمكنه البقاء على قيد الحياة ضمن هذه الظروف لكنه كان يعلم بأن عليه أن يأكل البيضة. ويصف التابوت بأنه ضيق وقصير لدرجة لم يتمكن معها من مد رجليه على استقامتهما وكانت يداه مقيدتين، وكانت البيضة المسلوقة تتدحرج وتسقط من ثقب بجانب قدميه على الأرض لمدة خمسة أيام، وقال "وفي اليوم الخامس من اعتقالي تمكنت من وضع عقب رجلي في الثقب لمنع البيضة من التدحرج للخارج وتمكنت من دفع البيضة للأعلى إلى أن وصلت فمي، كانت البيضة قذرة وغير مقشرة لكني عندما تمكنت من تناولها أدركت بأني سأبقى على قيد الحياة". ويؤكد أنه قضي أول سبعة أيام من احتجازه داخل التابوت، وتعرض للعديد من الإهانات والمزيد من العذاب، ثم تم وضعه معصوب العينين داخل غرفة بارتفاع متر واحد فقط وقد أرغم على الوقوف الأمر الذي اضطره للانحناء لسبعة أيام أخرى ومن ثم بدأوا باستجوابه، ويقول "كنت أتعرض للاستجواب لمدة ثماني ساعات يوميا، كانوا يريدون معرفة كل شيء عن التنسيق وعن الناس المشاركين في الثورة كيف يعملون وكيف يقومون بنقل المصابين من مكان إلى آخر". وعندما رفض التجاوب معهم جعلوا التعذيب أكثر قسوة، وكان يتعرض للجلد بسلك معدني 50 مرة في الصباح ومثلها في المساء، كما أنه علق بالسقف بواسطة سلك، وفي اليوم ال 45 من احتجازه أزالوا تعصيب عينيه، وقال "عندما فتحت عيناي رأيت فتاتين احتجزتا خلال التظاهرات، وكانت الفتاتان متدينتين حيث ترتديان الحجاب، لكن هذه المرة كانتا عاريتين تماما، الشيء الوحيد الذي كانتا ترتديانه هو عصبة العينين فقط. في هذه اللحظة بدأت بالبكاء". ويروي أنه بعد ذلك تم اقتياده لغرفة التحقيق وأخبروه بأنه ما لم يتحدث فإنه سيتم احتجاز والدته وشقيقته وتجريدهن من ثيابهن وتعذيبهما أمامه، إلا أنه رفض فقاموا بنقله لسجن عدرا المدني في دمشق؛ حيث تم احتجازه في مناطق قذرة وضيقة، وبعد ذلك تم استدعائه من قبل المحكمة للرد على سلسلة من الاتهامات تتضمن الاعتداء على هيبة الدولة وتشجيع تمرد الأقليات والمشاركة بالمظاهرات دون تصريح وإقامة مستشفى ميداني دون ترخيص. ويشير جولان إلى أنه خرج في شهر ديسمبر الماضي بضغط من بعض المنظمات الدولية التي تعنى بحقوق الإنسان وبكفالة تعادل 11 جنيه إسترليني. ووفقا للتقرير الذي أعدته صحيفة "ذي إندبندنت" فإن جولان هو اسم مستعار لذلك الشاب، الذي ما إن خرج حتى واصل العمل لجمع الإمدادات والبحث عن جموع من الناس للمشاركة في التظاهرات الاحتجاجية الأسبوعية عقب صلاة الجمعة، وهو عاقد العزم على استخدام قوته الكاملة لسحق النظام السوري. وأشار التقرير إلى أن جولان هزيل ويفتقد أربعة أسنان أمامية جراء الضرب الذي تعرض له ويدخن بشراهة وعصبية لكنه عازم على المضي في القتال، وأن كتائب بشار أبلغت عمه بأنه يجب عليه أن يوقف نشاطه وإلا سيواجه رصاصة في الرأس، فاضطر جولان لتغيير رقم هاتفه والهروب تحت الأرض لمدة 10 أيام. ونقل التقرير عن نديم حوري من هيومان رايتس ووتش قوله "غرف التعذيب في سورية تنتمي للعصور الوسطى. تعتقد قوات الأمن أن تعذيب الناس بما فيهم الأطفال سوف يؤدي إلى إعادة بناء جدار الخوف في سورية"، وأكد أن أن العديد من أساليب التعذيب التي ذكرها "جولان" تعد أمرا مألوفا في سورية، وقد وثقت العديد من جماعات حقوق الإنسان أيضا شهادة جولان وقت احتجازه.