جاءت قضية اعتذار الكاتبة بصحيفة الجزيرة سمر المقرن عن الحضور لمنطقة القصيم وإلقاء محاضرتها ضمن برنامج كرسي الجزيرة وكذلك عدم قبول دعوة النادي الأدبي بالقصيم لتعيد المنطقة للوراء ثلاثين عاما مضت بعد أن كان البعض يعتقد أن سنين التهديدات الدعوية وغيرها ولت إلى غير رجعة لكن التهديدات التي صرحت بها الكاتبة لصحيفة (عاجل) والتي وصلت حد تصفيتها جسديا إن حضرت لإلقاء محاضرتها وكذلك الضغوط الدعوية الهائلة التي تعرض لها المسؤول عن برنامج كرسي الجزيرة وكذلك رئيس النادي الأدبي والتي وصلت حتى التهديد بحرق النادي كما أكد ذلك لعاجل مصدر خاص أعطت مؤشرا على لغة التخاطب لازالت غير سليمة بين الأطياف المختلفة بالمنطقة واثبتت فشل كافة أنواع الفعاليات الحوارية لكونها لم تصل لعمق المشكلة وهي الحوار الفكري إذ تبقى قشور المواضيع المطروحة للنقاش والحوار هي للتغطية سعيا لإثبات أن هناك ما يسمى حوارا لدينا..!! ارتكبت جامعة القصيم والنادي الأدبي بالمنطقة خطأ فظيعا ومهنيا في صياغة خبر محاضرة الإعلامية سمر المقرن بعد أن جعلته مفتوحا للتأويلات في مجتمع لايقبل التأويل فنتج عنه تحركا دعويا يتزامن مع لغة التأويل التي فتحتها الجامعة والنادي على نفسهما وفي الأخير انتصر التأويل الذي أراده الدعويين وخاب مسعى الجامعة واُعلن تاريخيا أن النادي الأدبي بالقصيم قطعة فكرية خائبة لم تنجح في اختبار سمر المقرن البسيط..!! لايهم أن كان الدعويون على حق أم الجامعة والنادي الأدبي على حق فالكل محل التقدير والرب سيحاسب الجميع على أفعاله لكن من المهم جدا أن يدرك الطرفان أن ولادة الفكر المعارض بهذا الشكل ومقابلته أيضا بهذا الجبن والخوف هو ليس بصالح الجميع بل يضر بسمعة الدعاة والمحتسبين الذين يعتقد البعض منهم أنه حقق انتصارا مذهلا بل كأني اشاهده وهو يكبر ويهلهل أمام جماعته ..!! في قضية سمر المقرن سقط رئيس النادي الأدبي عندما أكد أن النادي كان مجرد مستضيف للمكان وأن جامعة القصيم ي من تتولى كل شيء ليأتي بيان الكاتبة ليظهر أن النادي دعاها رسميا وأن كلام رئيس النادي لم يكن دقيقا بل كان لمحاولة الهروب من المشكلة التي وصلت لحد الضغط عليه من شخصيات لم يستطع أن يتخطى حرج رفض مطالبها إضافة للرسائل التي وصلته من مجهولين وهذا يدل على أنه اختار الهروب للأمام وليس للخلف فقد اختار طريقة لإعدام النادي الأدبي لم يسبقه بها أحد إذ أن النادي حاول القيام بما هو فوق قوته وطاقته وشجاعته فكانت النتيجته عودته لعهد الإعلان عن محاضرة بعنوان ( سيبوية بين الحاضر والماضي)..!! الدعويون الذين تصدوا لحضور سمر المقرن للقصيم كانوا يعتقدون أنها ستجلس أمام الرجال متبرجة وتلقي محاضرتها كما يحدث في الجوار وتنقلها الصحف والمواقع الإعلامية السعودية ولذلك عارضوا - كل على طريقته - رغم أن الواقع يؤكد أن الكاتبة ستجلس في مكان مخصص للنساء وتلقي محاضرتها وتغادر من حيث أتت!! الضبابية هي من ساهمت في تطور الأحداث ناهيك عن وجود أناس يعتقدون أنهم أوصياء على المجتمع - بغير قصد أو بقصد - ولذلك حدث أن استجابت الكاتبة للضغوط وهربت -ابعد عن الشر وغني له - فيما انهار النادي الأدبي ورسب في امتحانه بينما شربت جامعة القصيم مقلب انفتاحها ومجاملاتها ورضخت للأمر الواقع ولم تحرك ساكنا فقد فهمت الدرس وفهمت حدود تحركها الثقافي والفكري..!! بالنسبة لي الأمر بسيط جدا ويمكن حله بالكلمة الطيبة والوضوح التام بين الطرفين بالتزامن مع الحزم والشدة مع من يعتقد أنه وصيا على الحركة الثقافية والفكرية ولكل الطرفين أيضا فلا انفتاح دون ضوابط ولا ضوابط جديدة دون انفتاح ومسايرة العالم ..!! الأهم أن لانتشنج ونحن نتكلم ونناقش القضية بل نتحاور بهدوء تام ولانعطي للنشاز فرصة أن يلوثوا منطق حوارنا حتى وأن بلغت جرأتهم للتهديد والوعيد الذي لايرضاه الله ولا رسوله فهل من الدين أن يتم تهديد مسلمة بالقتل ؟؟ بل هل هذا هو منهج رسولنا وحبيبنا وقدوتنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم الذي خدشنا تعاليمه وأسلوب حياته ..؟؟ القصيم أخرجت الدعاة والوزراء والمفكرين والعلماء من كل الأطياف فهل عجزت أن تصل لحوار منطقي وتعامل راق جدا مع قضية حضور كاتبة لتلقي محاضرة إعلامية - لاحظ ليست دينينة أو اجتماعية - في وسط نسائي خالص ؟؟ لنتحاور ولنتفاهم لكن دعونا من الكره والبغض .. دعونا من الوصاية .. دعونا من التهديد والوعيد.. دعونا من التهميش.. دعونا من الحدة والصلف في التفكير والكلام.. أكتب لكم محبا للجميع.. أكتب مخلصا لكم.. ليست المسألة بمن يجلس بالمسجد أكثر وقت من الآخر.. ليست بطول اللحية أو قصرها.. ليست بمن يصوم يوم يوفطر آخر وبمن لايصوم سوى برمضان..!! المسألة في أننا قوم مسلمين متماسكين متحابين لاينبغي أن يخدش عروتنا سوء فهم أو مهنية غابت عنها المهنية ..!! المسألة أن خطابنا الدعوي يجب أن يكون باللين واللطف والحب والاحترام فالعلماء يختلفون في الفتاوى والكثير من القضايا لكن لايفسد الاحترام بين بعضهم البعض وكذلك نحن نختلف ونتفق فهل لغة التهديد أو الضغط هي السبيل الوحيد لتحقيق الانتصار؟؟ دعواتي للجميع بأن يصلح حالهم ويوفقهم اينما كانوا ويلبس عليهم الصحة والعافية وأن يهديهم لما هو صالح دينهم ووطنهم ومليكهم .. إنه سميع مجيب. قضية سمر المقرن على الرابط التالي : http://burnews.com/news-action-show-id-34286.htm