اقتحمت القوات السورية، أمس، حي الإنشاءات في مدينة حمص بالدبابات والمصفحات وسط إطلاق نار كثيف وعشوائي بعد قصف عنيف تتعرض له المدينة منذ أيام، فيما قتل 25 شخصاً في تفجيرين بسياريتين مفخختين استهدفا مقرين امنيين في مدينة حلب شمال سورية، حمّل «الجيش السوري الحر» النظام السوري المسؤولية عنهما. في وقت يبحث فيه المجلس الوطني السوري في الدوحة المسارين السياسي والميداني للازمة في سورية، خصوصاً إنشاء مجموعة اتصال «بقاطرة عربية»، والعودة الى الاممالمتحدة، بينما خرجت تظاهرات واسعة ضد نظام الرئيس بشار الأسد في جمعة أطلق عليها اسم «جمعةروسيا تقتل اطفالنا»، ترافقت مع انتشار كثيف لقوات الامن. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 11 شخصا قتلوا، أمس، في أعمال عنف في عدد من المناطق السورية، بينهم أربعة في حمص التي شهدت اقتحام القوات السورية حي الانشاءات في المدينة. وأضاف المرصد في بيان أن اربعة جنود منشقين قتلوا في اشتباكات في مدينة الضمير في ريف دمشق بين قوات نظامية اقتحمت المدينة ومجموعة منشقة. وفي ريف دمشق استمر القصف على مدينة الزبداني، موضحاً ان «اشتباكات عنيفة دارت فيها بين الجيش النظامي والمجموعات المنشقة»، بحسب المرصد. وفي ريف درعا (جنوب)، أشار المرصد في بيان آخر الى مقتل فتى واصابة خمسة آخرين بجروح في اطلاق رصاص من القوات السورية التي اقتحمت شوارع بلدة بصر الحرير في محافظة درعا (جنوب)، كما دارت اشتباكات في مدينة انخل في درعا بين مجموعة منشقة والقوات النظامية، اسفرت عن مقتل عنصر من القوات النظامية على الاقل. وفي حلب (شمال)، اغتال مجهولون القيادي في الحركة الطلابية لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي المعارض الطبيب شيرزاد رشيد (25 عاماً). وكان المرصد افاد عن مقتل «اربعة مواطنين على الاقل، بينهم طفل وطفلة في حي بابا عمرو، ومواطنان في إطلاق رصاص في حي باب السباع». وتحدث مدير المرصد رامي عبدالرحمن، عن استمرار القصف على أحياء عدة في حمص بشكل متقطع. وأضاف مدير المرصد أن «دبابات دخلت حي الانشاءات وتقوم بالتنكيل بالاهالي». كما تحدث عن «انتشار مكثف للدبابات والمصفحات وسط اطلاق نار كثيف وعشوائي وسماع دوي انفجارات». ووصف الوضع الانساني في المدينة بانه «سيئ جدا»، وقال «إن الاهالي يؤكدون ان لا إمكانية لادخال مواد طبية وغذائية الى المنطقة». واضاف ان اهالي «حي الخالدية وحي بابا عمرو لا خبز لديهم». إلى ذلك قتل 25 شخصا من المدنيين والعسكريين في «تفجيرين إرهابيين» بسياريتين مفخختين استهدفا مقرين امنيين في مدينة حلب. وقال مصدر محلي في مدينة حلب إن سيارتين مفخختين استهدفتا مقرين امنيين، أحدهما فرع الامن العسكري في منطقة حلب الجديدة، والآخر كتيبة حفظ النظام في منطقة العرقوب، ما أسفر عن مقتل 25 شخصا بين عسكريين ومدنيين. وأعلنت وزارة الصحة السورية مقتل 25 شخصاً، واصابة 175 آخرين بجروح في الانفجارين. من جهته، حمل «الجيش السوري الحر» النظام السوري المسؤولية عن الانفجارين. وقال المتحدث باسمه الرائد ماهر النعيمي، في اتصال مع «فرانس برس» إن «النظام القاتل يقتل أطفالنا في حمص، ويفجر في حلب لتحويل الانظار عما يرتكبه في حمص والزبداني واماكن أخرى». ونفى النعيمي التقارير التي تحدثت عن مسؤولية الجيش الحر عن هذين التفجيرين. وقال «ننفي نفيا قاطعا ونؤكد ان الجيش الحر لا علاقة له لا من قريب أو بعيد، وندين بشدة هذا العمل الارهابي الممنهج الذي يقوم به النظام وأجهزته الامنية». وأضاف «نحمّل النظام الفاشي والنازي وداعميه الروس والايرانيين جميع أعمال النظام». ونقل المجلس الوطني السوري الذي يضم معظم اطياف المعارضة السورية عن الجيش الحر بياناً أكد فيه ان عملياته تقتصر على «حماية المواطنين السوريين من قمع النظام واجرامه وليس اشعال الفتن بين المحافظات السورية وفئات الشعب السوري العظيم». واعتبر البيان ان «التفجيرات بمثابة تحذير لأهالي مدينة حلب لئلا يشاركوا في التظاهرات والحراك الثوري الشعبي في سورية، ولمنعهم من ابداء دعمهم لأهالي مدينة حمص». وتصاعدت وتيرة الاحتجاجات في الآونة الاخيرة في مدينة حلب التي كانت تعد حتى وقت قصير بمنأى عن الحركة الاحتجاجية. وخرجت تظاهرات في سيف الدولة وصلاح الدين، كما خرجت تظاهرات في ريف حلب في اعزاز وحريتان وعندان ومارع وتل رفعت تطالب بإسقاط النظام. وفي هذا الشأن قال عبدالرحمن، إن تظاهرات خرجت في مختلف المناطق السورية بأعداد متفاوتة بحسب كثافة الوجود الامني. وفي دمشق، قال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات الثورة السورية في دمشق وريف دمشق محمد الشامي، إن «تظاهرات خرجت في احياء الميدان والقابون والمزة وبرزة والقدم بعد صلاة الجمعة»، كما خرجت تظاهرات صباحية في الميدان والقدم والحجر الاسود في دمشق. وأضاف الشامي أن «تظاهرات كبيرة خرجت للمرة الاولى في منطقتي يلدا وببيلا في دمشق»، مشيرا الى وجود «انتشار امني كثيف للامن، ومحاصرة للمساجد، وانتشار للقناصين على المباني الحكومية». وفي مدينة حمص، قالت لجان التنسيق المحلية إن تظاهرات خرجت في معظم أحياء حمص وريفها بعد صلاة الجمعة. وفي محافظة درعا (جنوب) خرجت عشرات التظاهرات في المحافظة نصرة لحمص وتطالب برحيل الأسد، وقال المرصد إن الدبابات اقتحمت مدينة داعل وعملت ناقلات الجند المدرعة على ملاحقة المتظاهرين في شوارع المدينة. وفي اللاذقية الساحلية، سجل «إطلاق رصاص كثيف من قوات الامن على المتظاهرين في حي السنكتوري، وانتشرت قوات الامن في محيط المساجد في معظم احياء المدينة، لكن تظاهرات خرجت في أحياء عدة في المدينة وريفها. وخرجت تظاهرات ضد النظام في محافظة القنيطرة والجولان السوري المحتل. وفي المنطقة الشرقية، خرج آلاف المتظاهرين ضد الأسد في القامشلي وعامودا والبوكمال والميادين والقورية ورأس العين. وفي ريف ادلب (شمال غرب)، خرجت تظاهرات في معرة النعمان وسراقب وسرمين وكفرنبل وبنش وحيش ومعرة حرمة وكفرسجنة وكفرخرمة ومعرتمصرين وخان السبل وتفتناز. وفي الدوحة يبحث المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري المسارين السياسي والميداني للازمة في سورية، خصوصا انشاء مجموعة اتصال «بقاطرة عربية» والعودة الى الاممالمتحدة. وقال القيادي في المجلس احمد رمضان إن جدول اعمال الاجتماع «سيبحث الوضع الميداني وايضا الوضع السياسي»، موضحا ان المسارين المقصودين هما «مجموعة الاتصال (الفكرة الفرنسية التركية) على ان تتم بقاطرة عربية، والتوجه بعد تكوين المجموعة الى الجمعية العامة للامم المتحدة». واضاف ان «المسار الثاني يتمحور حول البدء في توثيق جرائم النظام (السوري) ونقلها الى المحكمة الجنائية الدولية، بالتعاون مع منظمات حقوق الانسان العالمية». وحول الوضع الميداني، قال رمضان انه «سيتم رفع وتيرة الدعم المقدمة من المجلس الوطني، لتعزيز القدرة الدفاعية لشباب الثورة وللجيش السوري الحر».