لم يحدّد رئيس تحرير جريدة "الشرق" قينان الغامدي تاريخاً بعينه لإطلاق جريدة "الشرق"، وإن كان يتوقع أن تصدر أول أعدادها في موعد أقصاه أواخر السنة المقبلة 2011، جاء ذلك أثناء محاضرة ألقاها في النادي الأدبي حول جريدة "الشرق" في الرياض. وفي بداية الندوة أثار قينان تساؤلاً حول الجدوى من إنشاء جريدة ورقية جديدة في ظل تنامي الاعتقاد بأن الصحافة المطبوعة ستعاني من إشكالية وجود أمام الصحافة الإلكترونية التي بدورها تشهد توسعاً وانتشاراً كبيراً بين الناس بفضل تطور وسائل التقنية. وارتكزت إجابته على دراسة قامت بها إحدى دور الخبرة لصالح جريدة "الشرق" السعودية، أكدت أنه رغم تنامي مستخدمي الإنترنت في المملكة إلى 11 مليون مستخدم حتى السنة الحالية إلا أن الصحافة الإلكترونية لا تهدد الصحافة المطبوعة في الوقت الحاضر أو حتى في المستقبل. وخلُصت الدراسة إلى أن السوق الإعلامية في السعودية تتسع لأكثر من صحيفة جديدة تنضم إلى ما سبقها. وأضاف أن نتيجة الدراسة تتفق مع خبرته الإعلامية بأن المجتمع السعودي على درجة كبيرة من الغنى والعمق بحيث يسمح للصحف الجديدة بالعمل بشكل منافس مع الصحف الرائدة في السوق. من جانب آخر أشار الغامدي في تقرير نشرته العربية إلى أن الدراسة أثبتت بشكل قاطع أن السعودية هي أكبر سوق دعائية في العالم العربي، وأن حجم السوق الإعلامية والدعائية في المنطقة الشرقية وحدها، التي ستنطلق منها الصحيفة، هو نحو 450 مليون ريال سنوياً، وأن 30% فقط من حجم السوق تستأثر بها صحيفة "اليوم" التي تصدر من المنطقة الشرقية. وأشار إلى أن الدراسة أكدت أن السوق الدعائية في السعودية تكاد تنفرد بها فقط الصحافة المطبوعة دون أي منافسة حقيقية من الصحافة الإلكترونية. وهذه مؤشرات، حسب وجهة نظره، تدعو إلى التفاؤل لكي تنافس صحيفة "الشرق" دعائياً على مستوى منطقة الشرقية خصوصاً، وباقي مناطق المملكة عموماً. وعلل تأخر صدور صحيفة "الشرق" حتى الآن "بالأزمة المالية العالمية التي عصفت بالعالم في 2008 ما أعاق جمع رأس المال اللازم لإنتاج الصحيفة"، إلا أنه أستدرك أن هذه العقبة في طريقها إلى الزوال. وفي استفسار عن دخول أمير منطقة الشرقية محمد بن فهد كأحد الأعضاء المؤسسين للصحيفة أو أحد الداعمين، أكد الغامدي أن الأمير ليس له علاقة مالية أو إدارية بالصحيفة. ورداً على سؤال حول اتهامه بمحاولة استقطاب الكوادر الصحافية المميزة من الصحف الأخرى، أوضح الغامدي أن هذا غير صحيح بتاتاً لأنه لم يتم حتى الآن تسمية أي موظف في الصحيفة صحافياً كان أو إدراياً، بل إنه نفى كذلك مفاتحة أي صحافي في أي صحيفة أخرى للانتقال إلى صحيفة "الشرق"، لافتاً النظر إلى أن تجربته في صحيفة "الوطن" أوجدت له مفارقة وهي أن الصحافيين الجدد في "الوطن" كانوا أفضل عطاء من الصحافيين الذين سبق لهم العمل في الصحف الأخرى قبل القدوم إلى صحيفة "الوطن"، ورد ذلك إلى أنهم يأتون من دون أي قيود فكرية رقابية.