دشن عدد من الطلاب المبتعثين في بريطانيا رابطة ثقافية تضم عدداً من الأجنحة التي تهتم بنشاطات فكرية وعلمية وإعلامية مختلفة. وتضم خطة العمل لهذا العام عدداً من الأنشطة الخارجية كاستضافة عدد من الشخصيات الفكرية والثقافية والإعلامية المحلية والعربية والعالمية من المهتمين بالثقافة العربية وكل ما يتقاطع معها، كما تنظم الرابطة عدداً من الأمسيات الفكرية والأدبية والملتقيات الحوارية هذا بالإضافة إلى تنظيم زيارات لجهات ثقافية في المملكة المتحدة كمعارض الكتاب والمؤتمرات العلمية والمتاحف الأثرية الشهيرة التي تشتهر بها دولة بريطانيا. كما دشنت الرابطة مجلتها الإلكترونية (الراحل) التي تهتم بنشر كافة أخبار الرابطة كما توفر الفرصة للطالب المبتعث للمشاركة في النقاش وطرح الرأي ونشر إبداعاته الشعرية والسردية والفنية من رسم وتصوير فوتوغرافي. الرابطة أسسها عدد من الطلاب المبتعثين إلى جامعة ليدز والمهتمين بالشأن الثقافي، وتم انتخاب هيكلها الإداري مؤخراً حيث وقع الاختيار على عبدالرحمن الفهد طالب الدكتوراه المبتعث من جامعة الملك سعود في تخصص اللغويات كأمين عام للرابطة. يقول الفهد: كانت فكرة الرابطة تراود عدداً من المهتمين من فترة بأن تكون لنا رابطة ثقافية تهتم بتنظيم فعاليات ثقافية هادفة، وملتقيات حوارية بناءة وتم ولله الحمد بعد جلسات استمرت لمدة سبعة أشهر تقريباً صياغة أهداف الرابطة والاتفاق على الصيغة النهائية لها، ثم تم بعد ذلك إعلانها رسمياً عبر نادي الطلاب السعوديين في ليدز البريطانية. وحول أهداف الرابطة أشار الفهد إلى أن بث روح الحوار الهادئ هو أحد أهم أهدافها قائلاً: أعتقد أنه ومع الانفتاح الإعلامي وارتفاع سقف الحرية في الطرح الفكري عبر وسائل الإعلام وعبر النشر والحضور في المنابر الثقافية في بلدنا المعطاء تظل الحاجة ملحة إلى بث قيم الحوار المتمدن، ولعلنا هنا في بريطانيا نحظى بالفرصة لعيش أحد أهم التجارب الناجحة عالمياً في هذه القيمة المهمة، نشاهد هنا حواراً حضارياً حقيقياً، فكل يستطيع أن يقول رأيه دون خجل أو خوف، لكنه مع ذلك لا يتجاوز حدوده أبداً ولا يقدم سوء النية ولا يخشى من الاصطياد في الماء العكر لذلك يقول الجميع رأيه ويناقش دون تحفظات، أما ما يحدث في نقاشنا الفكري في المملكة فيغلب عليه طابع الفوضى التي لا تحدها حدود ويضيف الفهد نسعى أيضاً إلى توفير منبر للنقاش وطرح الآراء وكان ذلك عبر افتتاح مجلتنا الراحل حيث يسمح للجميع أن يقول رأيه لكن بهدوء وعقلانية. وعن العضوية في هذه الرابطة أكد الفهد أن العضوية مفتوحة للجميع من المبتعثين العرب ومجيدي اللغة العربية من غيرها كما أنها لكافة المثقفين التي تتقاطع اهتماماتهم مع اهتمامات الرابطة. ودعا الفهد جميع المهتمين بعدم التردد بالانضمام أو التواصل مع الرابطة عن طريق مجلتها (الراحل) مشيراً إلى أن من أهداف الرابطة تصيد الفرص الثقافية الملفتة التي تتوفر للمبتعثين عبر تواجدهم في أحد أهم المراكز الثقافية عالمياً بريطانيا، كما دعا كافة المثقفين السعوديين والعرب المتواجدين في بريطانيا أو المخططين زياراتها بالتواصل مع الرابطة لإعطاء المبتعثين فرصة الالتقاء بهم والإفادة من تجاربهم وخبراتهم فكرية أو ثقافية أو إعلامية كانت. حسين القرني مسؤول العلاقات العامة في الرابطة والمبتعث من جامعة الملك عبدالعزيز في تخصص الأدب أشار إلى أن العضوية مفتوحة للجميع عبر موقع المجلة التي بدأ بالفعل استقبال طلبات الانضمام عبر الرابط التالي: WWW.ALRAHIL.COM/ مشدداً على أن الرابطة للجميع ولن يتسنى لها النجاح إلا بدعم الجميع ومشاركتهم بفعالية في كافة أنشطتها. القرني ختم بالقول إن دور الجمعية التأسيسية كان في طرح الفكرة ومناقشتها ومن ثم تطبيقها على الواقع ويأتي دور الجميع لإنجاحها. يذكر أن الجمعية التأسيسية ضمت أيضاً حمد الهزاع المشرف على المجلة والمبتعث من جامعة الإمام بالإضافة إلى عبدالله الفوزان ومازن محمد مريسي من جامعة الطائف وحسن الفيفي من جامعة الملك سعود بالإضافة إلى الزميل عادل خميس الزهراني الصحفي والمشرف سابقاً على صفحات الثقافة بالزميلة المدينة والمبتعث من جامعة الملك عبدالعزيز. نبارك لهؤلاء الثلة المباركة ونشيد بهذا الحس الثقافي المتوقد لديهم رعم البعد والمشاغل المتعددة. ومع ذلك فإننا نأمل ألا يؤثر عملهم الدؤوب في ما ابتعثوا من أجله. وبهذه المناسبة، وبما أن الرابطة ومجلتها في خطواتهما الأولى فإننا نأمل أن يكونوا صارمين مع هدف الرابطة ومجلتها وأن يحذروا من الميل الانحرافي غير المرئي مع الأيام نحو أهداف عامة تفقدهم تميزهم الذي تعبوا من أجل تكوينه. أيضا أرجو منهم أن يتجنبوا المرض المزمن للروابط والمجلات المتمثل في الشللية والتواطؤ مع البعض ضد البعض الآخر. كما نرجو ألا تقتصر الثقافة لديهم على الأدب وشجونه إذ قد قد تشبعنا منه لحد التخمة.. ولا أشك في أنهم لا يجهلون عمومية الثقافة وشمولها لمجالات كثيرة منها العلوم التطبيقية والاجتماعية وغيرها.. ولكني فقط أذكرهم بهذه النقطة. أكرر تهنئتي لهم ولعموم المثقفين في بريطانيا والوطن وفي كل مكان. ثلة مباركة من شباب هذا الوطن .. وخطوة رائعة نحو الإبداع والتميز واجهة مشرقة لهذا البلد وكنا نتمنى ألا يبتعث للخارج إلا أمثال هؤلاء الذين لم يخرجوا من بلدهم إلا في مرحلة النضج والقدر الكافي من الوعي والإدراك لذا كانوا خير سفراء لبلدهم .. أتمنى لهذه الرابطة مزيدا من التوفيق وأن تكون رسالة حية تعكس ثقافة هذا البلد الموحد المتمسك بالكتاب والسنة .. سيروا على بركة الله .. وفقكم الله وسدد خطاكم .. وأخص أخي وصديقي حمد الهزاع بالتحية والمباركة فلقد عهدك جبلاً أشم تستشرف المجد وتتطلع للغد بخطى ثابتة لا تعرف للخنع طريقاً ولا للكسل سبيلا دعواتي لك ولزملائك بالتوفيق والسداد والعود للبلد بالمجد والفلاح .. خطوة رائعة خاصة مع عدد المبتعثين الهائل في بريطانيا , وبما أن الرابطة ثقافية فلا شك أنها ستغطي شريحة أكبر لتشمل إبداعات كثير من المبتعثين في تخصصاتهم المتعددة .. أتمنى لكم التوفيق .