كشفت تقارير رسمية، أن 6 ملايين على الأقل من أصل 77.7 مليون إيراني يعانون من مشكلات تتعلق بالمخدرات، وأصبحت "الشيشة" ثاني أكثر المخدرات شعبية بعد الأفيون بين الشباب، الساعي إلى الهروب من الصعوبات الاجتماعية والاقتصادية. وتُشير أحدث الأرقام الرسمية، إلى أن عدد المدمنات تضاعف تقريبًا منذ عام 2007، وأصبحن يشكّلن ما يصل إلى 9.3% من المدمنين بإيران، وأكثر من 50% من المدمنات استخدمن المخدرات للمرة الأولى، حين كانت أعمارهن تراوح بين 15 و19 عامًا. وفي الأشهر الأخيرة، حذّر مسؤولون ومختصون في إيران، من أن السرعة التي يتنامى بها الإدمان بين النساء آخذة في الازدياد. وينتشر الإدمان على نحو متزايد بين الإيرانيات. وما يثير الدهشة، أن أكثر من يقبل من النساء على إدمان المخدرات (نساء ميسورات الحال)، كما يتصف معظمهن بأنهن متعلمات تعليمًا جيدًا، وبارعات في أمور التكنولوجيا، لكن مدمنات على أنواع متعددة من المخدرات الصناعية، مثل الميثامفيتامين والميثادون والمهدئات، فضلًا عن الهيروين! ما يثير مخاوف الحكومة. من جهتها، قالت "زهرة بونيانيان" -المستشارة في المقر الرئيس للسيطرة على المخدرات، الخاص بشؤون المرأة والأسرة، والذي تُديره الدولة- إن الكشف عن هذه المشكلة تم لأول مرة في دراسة حول انتشار الإدمان عام 2011. وفقًا ل"الاقتصادية" الأحد (4 يناير 2014)، مضيفة: "أدركنا حينها أن عدد النساء المدمنات المتزوجات كان يرتفع، وكانت سن الإدمان تنخفض". وذكرت أن جذور المشكلة تكمن في التغير الاجتماعي، الذي بدأ يخرج من سطح المجتمع الإيراني، الشباب المتمكّنين من أفكار جديدة، اكتشفوها عبر الإنترنت ووسائل الإعلام الاجتماعي، بدؤوا يتمردون بوتيرة متزايدة على القيود التقليدية والإسلامية التي يطبقها آباؤهم، ويسعون إلى محاكاة ما يعتبرونه معايير أكثر حداثة. لكن الشابات -على وجه الخصوص- يجدن أنفسهن عالقات بين الحريات الزائدة والفرص التعليمية -من ناحية- والقيم المُحافظة، من ناحية أخرى. وقال "أمير حسين يازداني" -أستاذ علم النفس الإيراني-: "الفتيات والأولاد دون سن ال25، يتمتعون -إلى حدّ كبير بحرية متساوية من حيث الأنشطة الاجتماعية والتعليمية، لكن الفتيات لديهن وجهة نظر أكثر قتامة، ويردن مزيدًا من المسؤوليات في المستقبل". "مهسا" -إحدى المدمنات تقول-: "كانت لي أحلام كبيرة، لكنها دُمرّت جميعها"، فبعد أن تخرّجت في المدرسة الثانوية واحدة من الطالبات المتفوقات، أجبرتها عائلتها على الزواج وهي في سن ال 18، وأنجبت ابنًا، لكن الزواج انتهى بالطلاق بعد عام، ثم منعها زوجها السابق من رؤية ابنها، فوجدت ملاذًا في المخدرات". تعود جذور مشكلة المخدرات في إيران إلى إدمان الأفيون، وتحديدًا في القرن ال17 على الأقل، وتملك البلاد واحدًا من أعلى معدلات الإدمان على المشتقات الأفيونية بالعالم، ويعود ذلك جزئيًا إلى وقوعها على طريق المخدرات من أفغانستان إلى أوروبا.