شنَّ عدد من الدعاة هجومًا لاذعًا ضد الشيخ أحمد بن قاسم الغامدي بعد فتواه في جواز كشف وجه المرأة، وذلك خلال حلقة برنامج "حراك" والتي بثت على قناة "فور شباب" الجمعة (19 ديسمبر 2014). ورد الغامدي الهجوم عليه من عضو مجمع فقهاء الشريعة والأستاذ في المعهد العالي للقضاء، الشيخ الدكتور محمد النجيمي، قائلا: "هل قلنا لما رأيناه في الكويت يتراقص مع النساء هل دعونا الناس إلى هذا التراقص لم ندعُهم إليه بل دعونا الناس إلى المحافظة على الخمار والجلباب وخروج المرأة إلى ما يصلح في دنياها وديناها ولم نصل إلى ما فعله هو". وقال النجيمي، في مداخلة مع البرنامج: "ليس بيني وبين الشيخ أحمد خلاف شخصي ومن عادتي احترام التخصص ولا يجوز للإنسان أن يخوض في غير تخصصه، ولقد سمعت الأخ أحمد يقول إني درست وتتلمذت لدى فلان والعلم يا شيخ له مأخذان إما أن يتتلمذ على يد مشايخ ويعطوه إجازة أو أن يشهد له الشهداء العدول أنه أخذ عن هؤلاء والشيخ ابن باز وابن عثيمين لم يعطيا إجازة للأخ أحمد وبالتالي إطلاق اسم الشيخ عليه والداعية غير صحيح". وأشار إلى أن الغامدي أطلق على نفسه اسم دكتور وهو يعلم أن الشهادة التي حصل عليها هي شهادة بالمراسلة وغير معترف بها مطلقا وبالتالي لا يجوز له أن يطلق على نفسه دكتور كما أنه لم يكن مديرا عاما للهيئة في مكة وإنما كان مكلفا؛ لأن المدير السابق قد ذهب. وتساءل: "لماذا اختار هذا الوقت؟ ولماذا ظهر بهذه الفجاجة وهو يقول لأبين للناس الحق؟ فهل الناس على باطل عندما يغطون وجهوهن لسن على باطل حتى يبين لهن الحق؟ كل ما في الأمر أن هناك رأيا آخر يقول بجواز أن تكشف المرأة وجهها بضوابط منها ألا تكون شابة ولا تضيف مساحيق تجميل وهم السادة الحنفية والأغلبية من العلماء يرون وجوب تغطية الوجه". وأوضح النجيمي أن الغامدي غير مهيأ للفتوى وأن طرحه ليس طرحا شرعيا صحيحا، معتبرا أنه يمثل "أجندة لخلع حجاب المرأة وإشغال الشعب السعودي والأمة العربية والإسلامية عن النفوذ الإيراني الذي يضرب أطنابه حولنا"، مؤكدا أن تصعيد الغامدي هو "استخدام له كما استخدموه في السابق في قضية الاختلاط لصالح أجندة معينة". ورد الغامدي على طعن النجيمي في تزكية العلماء له قائلا: "هو يطعن في أنه لم يكن هناك تزكيات وأنا الآن أحيل للناس على الفيس بوك أن ابن جبرين كتب في تزكيتي أنني طالب علم وأحضر دروسه التي تُقام في الجامع الكبير والنجيمي ينكر أنني قرأت وهو كاذب في هذا ويستسيغ الكذب فأنا لدي أكثر من عشرين إجازة محفوظة وثابتة في إجازتي بالرواية عمن قرأت عليهم من علماء كثر وهذا يكفيه معرة أنه أوقع نفسه في هذه السقطة". وأضاف الغامدي: "لا يحب –النجيمي- أن يطلق عليّ اسم شيخ هذا رأيه الشخصي ولا يهمني وليناقشني موضوعيا فيما طُرح ودع عنك الكلام في هذه الأمور التي هي رتوش ورسالتي في الدكتوراه معروفة ومناقشة في جامعة القاهرة". ووجَّه الغامدي اتهاما للنجيمي بالتشدد، معتبرا أن "ما كرسه هذا التيار المتشدد في المجتمع من إخراج بناتنا وشبابنا إلى ربقة التشدد وما نعيشه من أثر هذا في الطرف الآخر من الإلحاد والانحراف حقيقة يجب أن يضرب هذا التيار في هذه القضايا التي هو يزعم أنه يدافع عنها ويجعلها رمزية له". وحول قول النجيمي، إن أحمد الغامدي مطية للتيار العلماني لضرب الفقه السائد في السعودية، قال الغامدي: "عليه من الله ما يستحق نحن مسلمون ونشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ونحب ديننا ونغار عليه وعلى بلدنا ولا نقبل هذه التهم الزائفة الكاذبة التي يريد أن يسيء لسمعة الناس بها فأنا لا أعرف من هذه الأجندة ولم يتصل بي أحد". وعن احتفاء الكتاب الليبراليين بآرائه، قال الغامدي: "إذا كان هناك من هو مقتنع بشيء من الشريعة ومن الدين ما الحرج في هذا". وردًا على سؤال وجهه مقدم البرنامج عبد العزيز قاسم للغامدي حول سبب إظهار زوجته معه في قناة "تراها الملايين" قال الغامدي: "قد ذم الله على المؤمنين أن يكونوا ممن يقولون ما لم يفعلون فقال تعالى: "كبُر مقتًا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون" دل هذا على أن فعل ما نقول له قيمة في أنفس الناس والقدوة لها دور كبير في امتثال التشريع، وكان الهدف من الخروج ليكون هذا مثلا حسنًا لإحياء هدي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في كون هذا جائزا وليس ما ذكره بعض الناس أنه تحديا". وقال الغامدي، "كنت مسايرا لتيار الصحوة واستمررت لمدة 5 سنوات وبعد أن اتضح لي الخلل في مسارها لفت نظري إلى طلب العلم، حيث تتلمذت على يد الشيخ عبد العزيز ابن باز وابن عثيمين وابن جبرين"، موضحا أن علاقته كانت جيدة بهم. وحول مطالبة عضو هيئة كبار العلماء الشيخ صالح اللحيدان بمعاقبته قال الغامدي: "لا أجد في طرحه أي موضوعية وإنما رجع إلى شخصي وقال أني سيئ ولي معه في هذا خيارات إما العفو وإما المعاقبة". من جانبه، استغرب الداعية سليمان الدويش خلال مداخلته في نهاية البرنامج بما وصفه "حماسة" الغامدي لموضوع كشف المرأة وجهها وتجاهله ما تمر به الأمة من أمور أحق بالحماسة، معتبرا أن هذه الفتاوى ليست خلافا فقهيا وإنما هي مؤامرة تحيكها جهات عدة ودخلت جهات دولية مؤخرا طرفا فيها". وتطرق الغامدي خلال الحلقة، التي حملت اسم "لماذا يثار جدل الحجاب اليوم" إلى ما أثير مؤخرا في بعض الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي حول مقتله ليوضح أنها شائعة روجت عدة مرات من الذين لم يرق لهم ما طرح في برنامج الأخت بدرية والمقصود بهذه الإشاعة إرهاب الناس. كما أوضح الغامدي أن صورة الشقراء الأوربية: "التقطت له دون إذنه عندما كان مع زوجته في ايطاليا، حيث قامت المرأة بالتقاط صورة بجانبه للترويج لأحد المرشحين الذي تعمل لصالحه في الأواسط الإسلامية". وأشار الغامدي إلى أن زوجته "جواهر" حافظة 20 جزءاً من القرآن الكريم وتحفظ سلم الوصول، كما قرأت كامل المعارج عليه وقرأت الجزرية في التجويد.