اختارت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، وزير البترول والثروة المعدنية، علي النعيمي، الشخصية الأكثر تأثيرًا في العالم على الطاقة لعام 2014. واعتبر نيك بتلر، الأستاذ في مجال سياسات واستراتيجيات تطوير الطاقة، أن الوزير السعودي استحق هذا اللقب بلا منازع، نظرًا لتبعات قراره التاريخي، برفض تقليل إنتاج منظمة الأوبك، من ردود فعل غير مسبوقة في جميع أنحاء العالم. وسلط بتلر، في مقالٍ نُشر في الصحيفة الاثنين (15 ديسمبر 2014)، الضوء على ما أحدثه قرار النعيمي على الأوضاع الاقتصادية في العالم، حيث اضطرت حكومات عديدة، وهي: فنزويلا، ونيجيريا، وإيران، وروسيا، لإعادة تخطيط ميزانيتها السنوية، نظرًا للانخفاض التاريخي الذي حققه سعر برميل البترول لينخفض في أشهر قليلة من 100 دولار للبرميل إلى 68 دولارًا للبرميل. وأشار الكاتب إلى أنه بالرغم من أن هذا القرار قد ساهم في إنعاش الأسواق العالمية التي كانت تُعاني من الركود؛ فإنه قد تسبب كذلك في إيقاف الكثير من المشروعات الاستثمارية التي أصبحت تشكل عبئًا ماديًّا على المستثمرين. وأردف: "قرار وزير البترول السعودي دفع العديد من شركات البترول إلى خفض نفقاتها، ومحاولة ممارسة بعض سياسات التقشف لكي تخفف من حدة الأثر السيئ لانخفاض أسعار البترول عليها". وأكد الكاتب أن عام 2015 سيشهد عمليات اندماج وبيع لكثير من شركات النفط الصخري الأمريكية، مشيرًا إلى أن انخفاض أسعار النفط سيكون له أثره المُعدي على أسعار الغاز والفحم. وتطرق إلى النظريات الكثيرة التي ساقها عددٌ من الخبراء المتابعين لمجريات الأحداث والتغيرات السياسية التي يشهدها العالم، وبعضهم قال إن المملكة اتخذت هذا القرار من أجل الضغط على روسياوإيران، بينما تكهن البعض الآخر بأنها اتخذت هذا القرار من أجل الحفاظ على حصتها في سوق البترول العالمي، ولتحجيم نشاط شركات البترول الصخري الأمريكية. واستطرد الكاتب: إن فريقًا ثالثًا يرى وضع سوق النفط العالمي أصبح خارجًا عن سيطرة المملكة، وما يشهده سوق النفط من انخفاض في الأسعار لا دخل للمملكة فيه. وأخيرًا، أكد الكاتب أن مجريات الأمور في عام 2015 هي التي سترجح مصداقية أيٍّ من هذه النظريات المطروحة، ولكنه أشار إلى أنه في حال تمكن المملكة من الحفاظ على حصتها في السوق العالمي والتقليل مما تشكله إيرانوروسيا من خطر على موازين القوى في منطقة الشرق الأوسط، فهذا سيعني أن المملكة تمكنت من خلال وزير نفطها من إدارة الموقف باقتدار يستحق الإعجاب.