أكد أمين عام مركز عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، ضرورة الاتحاد لمناهضة العنف باسم الدين وحماية التنوع الديني والثقافي في العراقوسوريا وغيرها من مناطق النزاعات. وقال بن معمر، الأربعاء (19 نوفمبر 2014)، خلال اللقاء الدولي (متحدون لمناهضة العنف باسم الدين) والذي ينظمه مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات بالعاصمة النمساوية فيينا "ذلك يتم عبر إرساء قيم المواطنة المتساوية بين جميع مكونات هذه المجتمعات ونزع أسباب التعصب الديني والسياسي ومكافحة جميع أشكال إساءة استخدام الدين لتبرير العنف أو الحض على الكراهية". وأضاف: "تمزق أوصال المجتمعات الدينية في سوريا وشمال العراق وما يتعرض له مواطنو الدولتين من ظلم وقتل وتشريد على أيدي تنظيمات إرهابية اعتمدت العنف الديني والسياسي لتبرير جرائمها، استنادًا إلى أفكار ومعتقدات غريبة لا تمت للأديان بأي صلة". بدوره، أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية بالمملكة، الدكتور نزار بن عبيد مدني، أهمية هذا اللقاء في ظل ما يشهده العالم من مخاطر وتحديات غير مسبوقة في مقدمتها أعمال العنف والتطرف والإرهاب التي تتخذ من الدين شعارًا لها والدين منها براء. وقال مدني "ربط العنف والإرهاب باسم الدين قصور وتضليل في مهمة الرسائل السماوية الخالدة التي جاءت بها الأديان جميعًا والتي تتفق على إدانة كل فعل يضر بالإنسان وبيئته وحياته أيا كان عقيدته أو طائفته أو جنسيته". وشدد على أن زيادة وانتشار أعمال العنف والإرهاب بصورة لافتة للانتباه، أمر يدعو للتوجس والخيفة وأن هذه الأعمال لم تعد موجهة ضد فئة أو مجتمع أو دولة بعينها، وأن أضرارها ومخاطرها تهدد إقليمًا أو منطقة دون أخرى وإنما أصبحت شرًا مستطيرًا يستهدف العالم بأسره، وهو ما يجعل المتخاذلين عن مواجهته يدفعون الثمن غاليًا، بل وسوف يكون في مقدمة ضحاياه حتى وإن ظنوا أنهم بعيدون عن خطره لأن الإرهاب والتطرف يحمل في ثناياه فكرًا تدميريا لكل عوامل الخير والتسامح والبناء والإصلاح والتعايش ولكل القيم الإنسانية النبيلة. ودعا الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، المشاركين إلى ضرورة التضامن بين القيادات الدينية وصناع القرار السياسي لتأكيد التصدي لكثير من الظواهر السلبية وفي مقدمتها العنف والإرهاب والتطرف والجدية في جعل الحوار طريقًا لبناء منظومة قيمية عادلة قادرة على مواجهة الأزمات والتحديات التي تؤثر على المسيرة البشرية. وأكد التركي، أن العنف ظاهرة قديمة تضرب بجذورها في أعماق التاريخ والتي تكشف صفحات المدون منه عن شواهد لشعوب استضعفتها سلطات متجبرة غازية أو محلية أرغمتها على دفع أبنائها الأبرياء لأتون العنف، مضيفا "لابد من التركيز على مناقشة الأسباب التي أسهمت في تكوين ظاهرة العنف بشتى أنواعه ومجالاته والتعامل معها بموضوعية وتجرد". من جانبه، أثنى الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات ناصر عبدالعزيز النصر، على مبادرة مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات لتنظيم اللقاء الدولي "متحدون لمناهضة العنف باسم الدين" وجمع القيادات الدينية وممثلي المنظمات الدولية وصناع القرار السياسي في هذا الوقت المهم والذي تشهد فيه منطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية ظروفًا بالغة الصعوبة بسبب العمليات الإرهابية التي تحدث في عدد من الدول مثل العراقوسوريا.