حددت مصادر مطلعة أربع جهات حكومية بيدها إصدار تراخيص إنشاء دور السينما بالمملكة، مؤكدة أن هذه الجهات نفسها تتردد في أخذ زمام المبادرة وطرح الموضوع على طاولة مشتركة. المصادر شددت على أن الجهات الأربع هي "الهيئة العليا للسياحة والآثار بحكم اختصاصها فيما يتعلق بالجانب الترفيهي، والهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع لعلاقتها المباشرة بالجوانب الإعلامية ومنح التراخيص، ووزارة الداخلية، وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كجهات استشارية فيما يخص الجوانب الأمنية والدينية وغيرها". وأشارت إلى وجود تحفظ لدى البعض من الجهات الأربع خوفًا من ردود أفعال المناوئين ومعارضي الفكرة برمتها، ولم تتخذ أي خطوات تذكر حتى الآن لمناقشتها، وفقًا لصحيفة "الاقتصادية" في عددها الصادر الأحد (9 نوفمبر 2014). وأوضحت أن هيئتي السياحة والآثار و"المرئي والمسموع" هما المعنيتان بشكل مباشر، بينما ينحصر دور الجهتين الأخريين في الجوانب الاستشارية والتنسيقية فقط، مضيفًا أنه لا بد من وجود تعاون وتنسيق مشترك بين الجهات المعنية لحسم الأمر سواء بالموافقة أو الرفض. وفي خطوة تتسم بالجرأة، أبدت جهة في القطاع الخاص لهيئة الإعلام المرئي والمسموع رغبتها في الدخول للاستثمار في إنشاء دور عرض سينمائية، وذلك بعد طلب بالحصول على ترخيص يسمح للمستثمر بإنشاء دور عرض سينمائية، في الوقت الذي أكدت فيه الهيئة دراستها للموضوع رغم عدم اتخاذها أي خطوات تذكر في المبادرة لمناقشة الموضوع مع الجهات المعنية. يذكر أن أول من أدخل دور العرض السينمائية إلى المملكة هم الموظفون الغربيون في شركة أرامكو في مجمعاتهم السكنية الخاصة بهم خلال فترة الثلاثينيات من القرن الماضي وحتى بداية السبعينيات، وأصبحت متاحة للمواطنين عبر الصالات السينمائية للأندية الرياضية السعودية، التي أغلقت بداية الثمانينيات الميلادية تزامنًا مع أحداث احتلال الحرم المكي. إلا أن العرض كان عشوائيًا يفتقد التنظيم والتهيئة اللازمة للمشاهدة والتسويق المناسب، والاختيار الجاد، وذلك حسب الموسوعة الحرة "ويكيبيديا". والفيلم الروائي "وجدة" للمخرجة هيفاء المنصور يعد آخر أهم الأفلام السعودية وحصل على ثلاث جوائز عالمية خلال مهرجان البندقية ال69 والجوائز هي جائزة سينما فناير وجائزة الاتحاد الدولي لفن السينما وجائزة إنتر فيلم. كما اختير فيلم وجدة في عام 2013، ليصبح أول فيلم سعودي ضمن الأفلام المرشحة لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية يصل إلى هذه المرحلة المتقدمة في أهم محفل سينمائي على مستوى العالم. والفيلم "وجدة" تم إنتاجه من قبل شركة "روتانا" ومجموعة "ريزور فيلمز" ومجموعة "هاي لوك"، وهو من تأليف وإخراج هيفاء المنصور، وتدور قصته حول فتاة في العاشرة تعيش في مدينة الرياض ورحلتها لامتلاك دراجة هوائية. ووصف نقاد السينما العالمية الفيلم ب"العصري"، وهو أول فيلم روائي طويل يتم تصويره بالكامل في السعودية، إضافة إلى كون جميع طاقم الفيلم والعاملين فيه، من السعوديين.