يحاول فريق الدفاع عن المعتقل السعودي عبدالرحيم الناشري، المتهم بالتخطيط لعملية تفجير المدمرة الأمريكية "كول" في اليمن عام 2000، اإقناع قاضي محكمة جوانتانامو بالموافقة على إخضاع المعتقل السعودي لبعض الاختبارات من أجل الوقوف على مدى الدمار الذي لحق بعقل الناشر يبسبب أساليب التحقيق الوحشية التي تعرض لها علي يد محققي "سي آي إيه". وذكرت صحيفة "الديلي ميل" أن "ريتشارد كامن"، محامي الناشري، يسعى لإقناع القاضي، "فاينس سباث" وهو عقيد في القوات الجوية الأمريكية، بالموافقة على السماح بإجراء أشعة رنين مغناطيسي وعدد آخر من الاختبارات النفسية والعقلية لعبدالرحيم الناشري؛ لكي يتسنى للمحكمة الوقوف على مدى الدمار العقلي والنفسي الذي لحق السجين السعودي. وأكد المحامي للمحكمة أن "الناشري" تعرَّض لطرق تعذيب عدة أثناء التحقيق معه مثل الإيهام بالغرق والتهديد بالقتل بالسلاح أو بالثاقب الكهربائي (الشنيور)، قائلا: "هناك أسباب عدة تجعلنا نعتقد أن ما تعرض له الناشري طوال فترة احتجازه في سجون وكالة الاستخبارات الأمريكية السرية قد تسببت في تدمير عقله". وأوضح المحامي أن أشعة الرنين المغناطيسي وعدد آخر من الاختبارات العقلية التي طالب المحكمة بالموافقة على إخضاع موكله لها هي فقط التي ستؤكد وتحدد حجم التلف الذي أصاب عقل النشيري جراء إصابته باضطرابات ما بعد الصدمة. ويأمل محامو الناشري أن تساعدهم نتائج هذه الاختبارات في إثبات عدم أهلية موكلهم العقلية للمثول أمام المحكمة ومن ثم تخليصه من حكم الإعدام أو السجن مدى الحياة بسبب ثبوت الاتهامات الموجهة إليه بالقتل والتآمر والمشاركة في عمل إرهابي. ومن جانبه قال نائب المدعي العام، العقيد روبرت موسكاتي، إن أشعة الرنين المغناطيسي قد تظهر حجم التلف الذي لحق بالمخ جراء الضغط العصبي والنفسي الذي تعرض له السجين السعودي إلا أن الأطباء لن يتمكنوا من خلال هذه الأشعة تحديد متى ولما حدث هذا التلف في المخ. وأفادت الصحيفة أن محكمة جوانتانامو لم تسمح للصحفيين بحضور وقائع هذه الجلسة وأن المحكمة سمحت لبعض مراسلي رويترز بمشاهدة المحاكمة من خلال دائرة تليفزيونية مغلقة بمبنى "فورد ميد" العسكري بواشنطن. يُذكر أن وكالة الاستخبارات الأمريكية تمكَّنت من القبض على عبدالرحيم الناشري في دبي عام 2002 لتقوم بعد ذلك بالتحفظ على المعتقل السعودي في أحد سجون الوكالة السرية، حيث ظل عبدالرحيم محتجزًا داخل سجن الوكالة لأربعة أعوام كاملة تم خلالها التحقيق معه باستخدام أساليب وحشية مختلفة كان لها أثر سلبي شديد على حالته النفسية وقواه العقلية، وقامت الوكالة بعد ذلك بنقل عبدالرحيمإلى سجن جوانتاناموا بكوبا لكي تتم محاكمته بشكل رسمي.