أرجع الممثل السعودي مشعل المطيري، هبوط المستوى الدرامي في المسلسلات المحلية إلى إغلاق جامعة الملك سعود شعبة المسرح قبل 20 عامًا؛ الأمر الذي تسبب بأزمة في البنية التحتية للفن، ووصف ما يُشاهَد في المملكة بأنه ليس بأعمال درامية كما في مصر والكويت، بل شخصيات بلاستيكية بلا رسالة ولا هوية. وأضاف: "تركيبة المسؤولين عن الفن أوصلت الأعمال الفنية إلى درجات متدنية من التقييم، كما أن عدم فهم غالبية المشاهدين لسيناريو المسلسل، عرقل المزاج العام للفن. ومثال ذلك ما تعرضتُ له من تهديد ومضايقات بعد مسلسل (الحور العين) إبان أحداث التفجير والإرهاب الذي ضرب المملكة في عام 2005م، وقدمت عبره شخصية شاب مغرر به، ليتحول فهم الرأي العام وتأويلاتهم آنذاك إلى أنني أستهزئ برجال الدين، الذين أعتبرهم أنا خطًّا أحمر!". وكشف "المطيري" خلال البرنامج الشبابي الشهير "لقاء الخميس" في مقهى "باسكوتشي" بشارع "التحلية" برعاية رسمية من الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وشراكة مركز الأمير سلمان للشباب؛ عن خسارته 850 ألف ريال اقترضها في بداية حياته العملية من والده لعدة مشاريع؛ منها مجلة شهرية اسمها "شباب وبس"، إلا أنها فشلت لأسباب كثيرة، فتوجه إلى مشروع آخر هو إنتاج مسلسل تلفزيوني ضخم في عام 2002م، إلا أن وزارة الثقافة والإعلام رفضته بسبب رداءة الإنتاج، وعلق: "لو وضعتُ كل هذه الأموال في بورصة الأسهم حينها لكان أفضل لي". واعتز بوقفة ودعم والده خلال مسيرته الفنية، التي بدأت بشراء فيديو له في طفولته، ثم ابتعاثه إلى "بوسطن" الأمريكية، مرورًا بشراء سيارة في المرحلة الجامعية قبل أن يسحبها منه بعد خسارة مشروع المجلة، وأخيرًا المبلغ الضخم لإنتاج مسلسل لم ير النور. ووصف نظرة المجتمع إلى الفن ب"المتناقضة" ، قائلاً: "المجتمع ينظر إلى الفن أن نصفه عيب، والنصف الآخر حرام، وكثيرًا ما ينتقد الفن، وفي الوقت نفسه يبحث عن الأعمال المميزة، مطالبًا بفن هادف يعالج القضايا، متناسيًا لغة وطابع الكوميديا الأهم في العمل كله!". وحول المسؤولية الاجتماعية المنوطة بالفنانين، قال "المطيري": "الأيتام ومرضى السرطان وغيرهم لهم حق علينا، والزيارات لا تنقطع، كما أن الفنان فايز المالكي خير من يمثلنا في هذا الجانب. وجزء بسيط من التقصير يلحقنا. أما الجزء الأكبر فتتحمله الجهات الرسمية والخاصة في عدم دعوتنا". وفي حواره مع البرنامج، اعتبر الفنان مشعل المطيري فقدان الممثلَيْن محمد العلي وبكر الشدي خسارةً. وقال إن حديقة ألعاب وملاهي الروضة بالرياض نقطة التحول في حياته الفنية؛ عندما شارك في العمل المسرحي هناك عام 1409ه وهو طفل صغير. ووصف والده "هاجد بن وزير" ب"الليبرالي البدوي"؛ لأنه يؤمن بالحرية والمسؤولية المنضبطة. وعن مجلة "شباب وبس"، قال المطيري إنها وُلدت في لندن، ونشأت في الكويت، وماتت في الرياض. وأشار إلى أنه من أغرب المواقف في عمله عندما طالبه الممثل السوري نجدت أنزور بتقمص شخصية شاب مغرر به وقال له: "لا تحلق لحيتك لمدة خمسة أشهر".