كان خروج فارس السبيعي (9 أعوام) من منزل والده عصر الأربعاء (13 أغسطس 2014)، آخر خروج له، والذي كان نادرا ما يخرج منه إلا عند الحاجة. وعُرف "فارس" بأخلاق عالية مقارنة بأقرانه، لذا ردد والده في أولى ساعات فقدانه للجميع أن ابنه ليس له أعداء وعلاقته مع أسرته جيدة ولم يتعرض للأذى من أفراد أسرته. وخرج "فارس" من المنزل لسبب مجهول في حينه، ومع سقوط والدته مغشيًا عليها عند سماعها خبر فقده، ما صعَّب الموقف على والده الذي صبر واحتسب، وسط دموع الجيران وأهالي حائل على فقدانه، ما دفع مئات الشباب المتطوعين للخروج في مجموعات للبحث عنه، تصحبهم الدعوات بالعثور عليه سالمًا وإعادته لأهله. تلاحم الحائليين وأبدى الحائليون في الساعات الأولى من فجر يوم الخميس 14 أغسطس 2014م، مساعدتهم للبحث عن فارس، وانطلق عشرات الشباب وكبار السن في الحارات والطرق والمنازل المهجورة، والتي تحت الإنشاء على أمل العثور على فارس، فيما تولى آخرون بث الرسائل عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" محاولةً منهم في إبلاغ المتطوعين عن الأماكن التي لم يفتش فيها زملاؤهم. وجابوا المنطقة من مسجد العلي في حي أجا شمال حائل، ولم يتركوا ركنا في منتزه مشار البري إلا وفتشوا بهِ ولا واديا قريبا من الحي إلا ونزلوا للبحث عن فارس، وصعد العديد من الشباب الجبال القريبة للبحث عنه ولم ينس المتطوعون المنازل المهجورة والعمارات التي تحت الإنشاء، وفي العبارات دخل عشرات الشباب للبحث ولم تستثن قُمامات الحيّ من تفتيش الشباب عن "فارس". ومع دخول المساء، بدأ الخوف والقلق يساور المتطوعين في عدم العثور عليه، لكن مع زيادة المجموعات التطوعية بعد صلاة العشاء اتسع نطاق البحث عن الطفل "فارس" إلى الأحياء المجاورة والقرى القريبة من حائل. لحظة العثور على "فارس" وعن العثور على "فارس" فجر الجمعة (15 أغسطس 2014)، كشف فهد الضبعان، رجل أمن متقاعد، والذي عثر مع زميله مدلول العنزي، معلم، على الطفل في الخزّان المهجور، تفاصيل اللحظة الأليمة ل"عاجل" . وقال فهد الضبعان: "كانت هناك دعوة للتجمع عند منزل خال الطفل فارس، بعد صلاة الفجر، وتواجدت مع زميلي مدلول العنزي في الموقع، إلا أن مدلول لاحظ رائحة غريبة منتشرة في الموقع، ونزلنا من السيارة للبحث عن مصدر الرائحة، في القًمامات القريبة منّا، وداخل عبارة مياه قريبة، ولم نعثر على مصدر الرائحة، ثم ذهب "مدلول" إلى محل خدمات السيارات "بنشر" واقتربنا كثيرا من مصدر الرائحة وبحثنا في الأغراض التي عند البنشر، ولم نترك كرتون أو علب الزيت إلا وفتشنا فيها وخلفها ولم نعثر على شيء". وأضاف: "دفعت بقدمي قطعة من الحديد موجودة بالأرض وبالمصادفة وجدت خزان مياه بدون غطاء ممتلئ نصفه تقريبًا وعلى الفور ناديت زميلي، وأبعدنا قطعة الحديد تماما عن فتحة الخزّان، وأول ما رأيناه أحذية رياضية طافحة، فتأكدنا بأن هذه الرائحة لجثة، وعلى الفور اتصل زميلي مدلول العنزي على عمليات الدفاع المدني وقمت بحراسة الموقع، لتزايد أعداد الناس حول الموقع، ووصلت سريعا دورية أمنية، ثم بعد ذلك وصلت فرق الدفاع المدني والشرطة والهلال الأحمر".