قالت وزارة الصحة إنها تجري دراسة عن مصدر فيروس "كورونا"، وكيفية انتقاله من الحيوان إلى الإنسان، يشارك فيها عدد من المرضى. وواجهت المملكة في الشهور الماضية انتقادات واسعة لعدم قيامها ببحث عن مصدر الفيروس تقارن بموجبه تاريخ أشخاص أصيبوا بالمرض مع عينة مقارنة من غير المصابين لمحاولة تحديد سبب الإصابة. وقال طارق مدني، المستشار الطبي للوزارة، إن الدراسة بدأت وتم تسجيل 10 حالات لأشخاص إما أصيبوا بالمرض وإما توفوا جراءه أو تعافوا منه مقارنة بأربعين حالة لأشخاص أصحاء. ومن المتوقع أن تنظر الدراسة في 20 حالة مرضية و80 عينة خالية من الفيروس. وأعرب مدني عن أمله في أن تجيب هذه الدراسة أخيرا عن كيفية انتقال الفيروس من الحيوان إلى الإنسان حيث يمكن أن يسبب أمراضا في الجهاز التنفسي وحمى، وفق ما نقلته عنه وكالة "رويترز" مساء الاثنين (30 يونيو 2014). وقتل المرض أكثر من ثلث الأشخاص الذين أبلغ عن إصابتهم به. وقالت منظمة الصحة العالمية وغيرها من المنتقدين للسياسة الصحية السعودية في مكافحة فيروس كورونا إن المملكة فشلت في التحقيق بشكل مناسب في أسباب المرض -والذي يشمل دراسة كشف المصدر- ما أسهم في انتشار الفيروس وانتقاله عبر المسافرين إلى نحو 20 بلدا حول العالم. وقال مدني -الذي يرأس منذ شهرين المجلس الطبي الاستشاري لمركز القيادة والتحكم التابع لوزارة الصحة السعودية لمواجهة كورونا- إن دراسة كشف مصدر المرض هي النقطة المحورية في عملية تغيير كامل السياسة الصحية المتبعة لتصعيد مكافحة الفيروس وجعل سبل التعامل مع المرض أكثر شفافية. وقال إن هذا الأمر كان يجب أن يحدث منذ وقت طويل ولكن للأسف لم يحصل ولهذا كان هذا البحث على رأس الأولويات التي بدأ تنفيذها. وأضاف أن هذه الدراسة ستجيب عن الكثير من الأسئلة المتعلقة بعوامل الخطر المتعلقة بالفيروس - خصوصا في الحالات الأساسية- حيث لا يوجد مصدر واضح للإصابة مثل الاتصال مع شخص آخر مصاب بالمرض. ويشمل الفريق الذي يجري الدراسة عددا من العلماء العالميين، بينهم الخبراء الذين ساعدوا في وضع كتيب لمنظمة الصحة العالمية يقدم كيفية إجراء دراسة تعقب مصدر الإصابة ب"كورونا" والذي وزع في الدول التي أبلغ فيها عن وجود حالات مرضية. ووفق مدني فإن نحو 120 عالما يعملون حاليا على أبحاث تتعلق ب"كورونا" في المملكة. والمملكة بها أكبر عدد من المصابين والوفيات بفيروس "كورونا" في العالم، وبلغ عدد المصابين 712 حالة منذ ظهور الفيروس بها في يونيو 2012، توفي منهم 292، وتماثل للشفاء 379، ويخضع البقية للعلاج، وذلك بحسب أحدث إحصائية نشرتها وزارة الصحة على موقعها الإلكتروني الاثنين (30 يونيو 2014).