قال الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي إن الخليج ليس مستعداً لتداول السلطة على الطريقة الغربية. وأوضح الوزير في تصريحات لصحيفة "الحياة" نشرتها اليوم الاثنين أن تداول السلطة على الطريقة الغربية كلفتها عالية ويتخللها "صراع مرير بين فئات المجتمع". وحول العلاقات الخليجية على ضوء أزمة سحب سفراء السعودية والبحرين والإمارات من قطر قال بن علوي: الأزمة بين المملكة والإمارات والبحرين من جهة وقطر من جهة أخرى انتهت، وأن العلاقات الخليجية – الخليجية عادت إلى الصفاء من دون السماح لأحد بالتدخل فيها من خارج البيت الخليجي. لكن بن علوي رأى أن التماسك الخليجي لم يصل إلى إمكان تحول مجلس التعاون إلى "اتحاد" مثلما تطمح بعض دوله، معتبرًا أن نظام المجلس الذي ينصّ في المادة الرابعة على أنه يستهدف الوصول إلى الوحدة صِيغ في زمن القومية العربية الذي تعدى، وبات غير ممكن التطبيق، لذلك ترى بلاده أفضلية ترحيله للأجيال القادمة. واعتبر أن التباينات أو الخلافات داخل البيت الخليجي ستبقى موجودة ما دامت الحياة موجودة، مؤكدًا أن الأزمة التي طرأت بين دول خليجية تم تجاوزها وأن المشكلة انتهت. وقلل من أهمية عدم عودة سفراء السعودية والإمارات والبحرين إلى قطر حتى الآن بقوله: "اعتبروهم في إجازة وسيعودون، وتلك ليست مشكلة". وأكد بن علوي أن العلاقات مع الرياض قوية وأخوية وودية وثقة كبيرة ومحبة متبادلة، بغض النظر عن اختلاف وجهات النظر في شأن الاتحاد، مشيراً إلى أنه ليس هناك ما يمنع السعودية والبحرين إن أرادتا الاتحاد، لكنه تساءل هل هناك موجبات لذلك؟، فمن الأفضل أن تكون المظلة مجلس التعاون. وأشار إلى أنه لا خلافات بين بلاده وبين قطر. وفي الشأن الداخلي لبلاده قال إن الاضطرابات التي حدثت في السلطنة عام 2011 "انتهت". أما عنم تنظيم "الإخوان" فقال إن بلاده لا تعترف بهم كتنظيم ولا تعرف عنهم الكثير، وتتعامل معهم كمواطنين عاديين "العمانيون هم العمانيون، إخوان مسلمون، سنة وشيعة، كلهم يحكمهم القانون، ولا نحاسب على الفكر ولا نتدخل فيه وهذه قاعدة عندنا، فنحن دولة مدنية ولسنا دولة مذهبية أو حزبية!" وفي الشأن السوري قال إن بلاده لم تكن مقتنعة ببعض قرارات جامعة الدول العربية تجاه سوريا، لأن ما حدث مكلف ولا يزال مكلفاً، وكان يمكن مساعدة السوريين بطرق أخرى، معتبرًا طهران ليست وحدها من يشارك في حرب أهلية في سورية بل من ضمن أطراف خارجية كثيرة!، وكشف أنه قد يُعيّن ممثل جديد غير الأخضر الإبراهيمي. وتأسف الوزير العماني لما يحدث في مصر لما فيه من الإضرار بمصالحها، لافتًا إلى أن عبدالفتاح السيسي رجل مصري وطني، ومن حقه أن يرشح نفسه، مستغرباً "من يقول إن العسكريين لا ينبغي أن يشاركوا، لكن إذا جاءت المخاطر فعليهم أن يموتوا، لأن مثل هذا الكلام مبتور وغير مقبول". ورفض ما يشاع عن وساطة عُمانية أو تقريب وجهات نظر بين طهران وصنعاء للإفراج عن معتقلين تابعين لحزب الله اللبناني، موضحاً أنه "غير صحيح، وبعض الناس اخترعوا هذا من سيناريوهاتهم الخاصة". وفي ملف العلاقات الإيرانية الخليجية قال إن رفض المملكة استقبال وزير الخارجية الإيراني كان ل"أسباب جوهرية معروفة"، لافتًا إلى أنه رغم ذلك لا يرى حاجة للوساطة بين الرياضوطهران. "بن علوي" ألمح في الوقت نفسه إلى استعداد بلاده للتقريب بين وجهات نظر المملكة وإيران، بشرط استعداد طرفي الخلاف، الذي قال إنه "تراكمي، وبعضه شخصي لا علاقة له بالمصالح". وذكر الوزير العماني أنه فيما يتعلق بقيام السلطنة بوساطة أفضت إلى ترتيب الاتفاق النووي بين إيران ودول "5+1"، ومن طلب منهم تلك الوساطة واشنطن أو طهران أو بمبادرة منهم، فإن بلاده مثلها مثل أشقائها في المجلس حريصة على توفير وسائل الاستقرار في المنطقة. وأشار إلى أن "ما حصل هو أن كلاً من الولاياتالمتحدةوإيران وصلتا إلى قناعة بأن عليهما أن تتحاورا وتتفقا"، موضحًا أن الإرادة كانت موجودة من الطرفين لأن الوقت حان، ولأن البديل سيكون كارثة، ولذلك كانت فرصة، لأن هذا قد يحقق استقراراً طبيعياً وحقيقياً في المنطقة. كما نفى نفياً قاطعًا أن تكون بلاده دعت إلى مجلس إقليمي أكبر يضم العراقوإيران ليكون بديلاً عن مجلس التعاون، مشيرًا إلى أن إيران ليس بإمكانها من الناحية العملية إغلاق مضيق هرمز ولن تستطيع وليس من مصلحتها إغلاقه لأن تجارتها مع العالم تتم عبره.