على الرغم من انتهاء مهلة العفو الملكي عن المقاتلين في الخارج، استمرت سفارة خادم الحرمين الشيفين بأنقرة في استقبال السعوديين المقاتلين في سوريا، وتعمل على تسهيل عودتهم للوطن. وأكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى تركيا، الدكتور عادل مرداد، في تصريحات لصحيفة "عكاظ" نشرتها اليوم الثلاثاء أن أعدادا كبيرة من السعوديين الشباب ممن تورطوا في الصراع المسلح في سوريا ما زالوا يتوافدون على مقرات السفارة في أنقرة وإسطنبول حتى بعد انتهاء المهلة المحددة. وأوضح المرداد أن أبواب السفارة مفتوحة لجميع المواطنين على مدار الساعة، وأن جميع العاملين فيها يبذلون جهدا مضاعفا لاستقبال الشباب وتوفير كل ما يحتاجونه وتسهيل اجراءات عودتهم إلى المملكة في أسرع وقت ممكن. ولفت إلى أن "السفارة وموظفيها ليسوا معنيين بمساءلة المواطنين أو التعرض لهم، بغض النظر عن أماكن تواجدهم، وأيا كانت أسباب ومبررات خروجهم من المملكة، فمهمتنا الأولى التي يؤكد عليها خادم الحرمين الشريفين شخصيا تسهيل اجراءات المواطنين وتقديم العون والمساعدة لهم". وبحسب مرداد، فإن واقع الحال يشير إلى أن كثيرا من الشباب العائدين من مناطق الصراع المسلح كانوا واقعين تحت تأثير حملات التغرير، ودعاوى الجهاد التي اكتشفوا زيفها في ميادين القتال؛ حيث فوجئوا هناك بالواقع المختلف تماما عن الصورة ذهنية التي رسمت لهم. وحول أعداد المقاتلين السعوديين المتواجدين في مناطق الصراع في سوريا أو العائدين منها، وما إذا كان هناك من لا يزال حريصا على دخول سوريا، قال مرداد إن السفارة ليست جهة الاختصاص في هذا الشأن، ومن الصعب إحصاء الأعداد بدقة خصوصا أن الراغبين في القتال يدخلون إلى سوريا عبر عدة منافذ حدودية مختلفة ومن عدة دول، وكثير منهم يستخدمون مستندات سفر مزورة والبعض الآخر فقد أوراقه الثبوتية. وينص الأمر الملكي الصادر مؤخرا على معاقبة كل من يشارك في القتال بالخارج، أو ينتمي إلى جماعات فكرية أو متطرفة، ولم يتب عما فعل ويعود للبلاد بالسجن من 3- 20 عامًا.