يسعى عدد من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين الموجودين في القاهرة وبعض دول الخليج، إلى طلب اللجوء السياسي لبريطانيا، في ظل الأزمة التي يشهدها الخليج حاليا خاصة بعد اعتبارها جماعة إرهابية من قبل عدة دول على رأسها المملكة. وقالت صحيفة "اليوم السابع" المصرية، نقلا عن شبكة "سكاي نيوز" إن لندن على ما يبدو هي الوجهة الثانية لقيادات الجماعة، على اعتبار أن قطر -حسب مراقبين- شكلت الوجهة الأولى لهم على مدار سنوات مضت. وهناك عوامل جذب عدة، تجعل من عاصمة الضباب وجهة محببة للإخوان المسلمين، من بينها أنه لا توجد اتفاقية بين مصر والمملكة المتحدة لتسليم المتهمين أو المدانين من قادة الإخوان للسلطات المصرية. فضلا عن ذلك، فإن لندن تعد عاصمة مألوفة للعديد من القيادات الإخوانية ونشاطاتهم، ومن ذلك أن النسخة الإنجليزية من الموقع الشهير "إسلام أون لاين" انطلقت من لندن عام 2005. ومنذ الثلاثين من يونيو 2013، تزايد حضور الإخوان المسلمين فى لندن، حيث ينظم ناشطو الجماعة فى العاصمة البريطانية، وقفات ومظاهرات مستمرة ضد ثورة 30 يونيو. ونقلت "اليوم السابع" تحذيرات لخبراء أمنيين من خطورة تسهيل بريطانيا منح اللجوء السياسي لقيادات من جماعة الإخوان المسلمين، حيث قد يضعها ذلك أمام مشكلات مماثلة لتلك التى واجهتها عندما حاولت ترحيل أبو قتادة إلى الأردن، وهى مشكلة استغرق حلها سنوات. وقال المحلل السياسي المصري حسني إمام "إن قطر الآن في موقف حرج، بعد قرار الدول الخليجية الثلاث السعودية والإمارات والبحرين، سحب سفرائها من الدوحة، لهذا تحاول بدرجة ما أن تخفف دعمها للإخوان المسلمين، رغم أن ما يكتب في الصحف القطرية ينافي ذلك". وشهد الحي الذي اختارته الجماعة مقرا لمكتبها الصحفي شمالي لندن، تظاهرات لأحزاب يمينية ضد نشاط الجماعة، بالإضافة إلى مظاهرات واحتجاجات ينظمها العديد من المصريين ضد نشاط الجماعة هناك. لكن المحامى المختص فى قضايا اللجوء وحقوق الإنسان صباح المختار، يعتقد أن "معظم طلبات اللجوء التي يتقدم بها قادة الجماعة في لندن ستقبل، فضلا عن أن من يبحثون الطلبات غالبا ما ينظرون للجوانب الفنية بصرف النظر عن الجوانب السياسية، أو حتى مخاوف الحكومة حيال الجماعة". وأوضح أنه "لا يجوز أن يتقدم شخص بطلب لجوء إلى بريطانيا من خارجها، ما يعني أن قيادات الجماعة الموجودين في قطر لن يستطيعوا التقدم بطلبات لجوء، إلا إذا وصلوا إلى الأراضي البريطانية بالفعل".