قال محامي المعتقلين السعوديين بالعراق حامد أحمد إن مدير سجون الرصافة الرابعة أبلغه، الخميس الماضي، بصدور موافقة وزير العدل العراقي حسين الشمري، على نقل 25 معتقلا سعوديا من سجن الرصافة ببغداد إلى سجني سوسة وجمجمان شمال العاصمة العراقية، مشيرًا إلى أن المنقولين ليس من بينهم محكومون عليهم بالإعدام. وتوقع المحامي، ل"الوطن"، البدء في إجراءات نقل المعتقلين السعوديين خلال هذا الأسبوع، لافتًا إلى أنه سوف يتقدم بطلب إلى وزير العدل بنقل بقية السجناء السعوديين المعتقلين في سجن رصافة الرابعة إلى سجون شمال العراق، مضيفًا أنه قابل السجناء في سجن الرصافة أمس وطلبوا منه أن يحضر لهم أدوية وملابس. وبين المحامي حامد أنه لم تسجل خلال الأسابيع الماضية أي حالات اعتداء أو ابتزاز من حراس السجون بحق المعتقلين السعوديين، مضيفًا أن المسجون ناصر بن مبارك معجل، تم إخراجه من المحاجر "حبس انفرادي" بعد بقائه شهرين بسبب العثور على مبلغ مئة دولار بحوزته. كان أحمد الغنام (السجين السعودي السابق في سجون العراق) كشف ما يتعرض له أبناء وطنه في السجون العراقية، قائلا إنه قضى ستة أعوام في السجن ولم يكن يخطر بباله يوما أنه سيخرج ويكون ضمن الأحياء، حتى أنه من هول ما رأى من تعذيب وانتهاكات وافق على أن يتم إعدامه هربا من الزنازين التي احتجز داخلها والتي أطلق عليها السجناء اسم "توابيت المحاجر السوداء". وأوضح في تصريحات صحفية سابقة، إنه أنه بعد مرور عامين على احتجازه بالعراق، صدر بحقه حكم بالسجن ست سنوات بتهمة دخوله العراق بطريقة غير نظامية، حيث نقل إلى سجن سوسة وصنف هو و40 سعوديا آخرين على أنهم "وهابيون إرهابيون تكفيريون"، ولفت إلى أنه "تم وضع كل 3 أشخاص منا في غرف خرسانية مُحكمة الإغلاق لا تتجاوز مساحتها 2×3م وأرضيتها من الخرسانة القاسية التي صممت على شكل درجات سلم لكي لا نتمكن من النوم أو الجلوس عليها" حتى أطلق عليها السجناء اسم "توابيت المحاجر السوداء" نظرا لما شاهدوه داخلها من تعذيب وبشاعة. وواصل مؤكدا أن السجانين كانوا يدخلون شفرات وآلات حادة للسجناء العراقيين، ليعتدوا بها على السعوديين، حيث وقعت عدة محاولات لقتل عدد من السجناء. ولفت إلى أن "وزارة العدل في العراق لا تحتاج في محاكمتها للسعوديين إلى أدلة أو براهين أو شهود، فالأحكام جاهزة وكل ما علينا القيام به هو التوقيع على أوراق بيضاء والتبصيم ثم يقوم المحققون بكتابة القضية التي يرغبون في تلفيقها لنا، وتتكرر هذه الحالة حين يقترب السجين من انتهاء محكوميته لتلفيق قضية جديدة له".