أكدت صحيفة لوموند الفرنسية مقتل آخر مسلم في مبايكي بجمهورية إفريقيا الوسطى، وهو نائب رئيس بلدية المدينة صالح ديدو، والذي رفض مغادرة المدينة مع جميع المسلمين تحت ضغط أحداث التطهير العرقي الجارية هناك. وذكرت الصحيفة أنه قبل ثلاثة أسابيع، وأثناء زيارة الرئيسة كاثرين سامبا بانزا، ووزيرة الدفاع الفرنسي جون إيف لودريان للمدينة، تعهّد رئيس بلدية مبايكي، ريمون مونجباندي "بأنهم سيحاولون حماية صالح ديدو، الذي وصفه بالشقيق ، وأوضح أن ديدو عبّر عن تصميمه البقاء في المدينة التي رغبت السلطات وفرنسا في أن تكون مثالاً للتعايش بين جميع العرقيات وللمصالحة." وكان صالح ديدو، (وهو من أصل تشادي)، يعمل نائباً لرئيس البلدية وفي أعمال النقل والتجارة، ورفض مرافقة أقاربه وأصر على البقاء في إفريقيا الوسطى، رغم تلقيه تهديدات بالتصفية. وقال صالح ساعتها "ولدت هنا، وأنجبت أولادي هنا، وأنا عضو في البلدية، ووطني، فلماذا أغادر؟". ووفقاً لمنظمة العفو الدولية التي حققت في مقتل صالح، فإنّ مجهولين قدموا إلى حيّ باجيرمي، ثم تساءلوا أين يقطن صالح ديدو؟، ليبحثوا عنه، ولاحقاً فرّ صالح ليحتمي في مركز أمن، لكن في الطريق اعترضه رجال ميليشيا وذبحوه. وبعد الجريمة، قدّم جيرانه الحماية لزوجته الحامل وأطفاله الذين جرى نقلهم لاحقاً إلى وسط العاصمة بانجي في انتظار طائرة ستنقلهم خارج البلاد. يذكر أنه بداية الشهر الماضي رحل من مبايكي آلاف المسلمين الذين طردوا من القرى المحيطة وتمّ تجميعهم فيها. وكانت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي بهيئة الأممالمتحدة ومنظمات حقوق الإنسان ، أهابت بالإسراع في علاج المأساة الدامية في إفريقيا الوسطى المتمثلة في قتل المواطنين المسلمين بمن فيهم النساء والأطفال، وحرق المساكن بمن فيها وتقطيع الأجساد والتمثيل بها وهدم الأحياء التي يسكنها المسلمون، والتهجير القسري للمواطنين المسلمين إلى كل من تشاد والكاميرون والكونغو. وأصدر الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي (الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، عضو هيئة كبار العلماء في المملكة) بياناً قال فيه: إن رابطة العالم الإسلامي التي تمثل الشعوب والأقليات المسلمة تستنكر أشد الاستنكار هذا العدوان الدامي على المواطنين المسلمين في إفريقيا الوسطى، وتطالب بإيقاف حملات التصفية التي تستهدف الوجود الإسلامي فيها. ودعا حكومة إفريقيا الوسطى إلى منع الفئات المتطرفة من الاستمرار في إبادة المسلمين وطردهم خارج بلادهم، مشيراً إلى أنهم مواطنون يشاركون غيرهم في الحقوق والواجبات وفي تنمية البلاد وإعمارها. وقد غرقت إفريقيا الوسطى في حالة من الفوضى منذ الانقلاب العسكري الذي قاده في (مارس) 2013 ميشال دجوتوديا زعيم ائتلاف متمردي سيليكا الذي يضم غالبية من المسلمين. واضطر دجوتوديا الذي أصبح رئيسا إلى الاستقالة في العاشر من (يناير) لعجزه عن منع عمليات القتل بين ائتلاف سيليكا السابق وميليشيات الدفاع الذاتي المعروفة باسم "انتي بالاكا" (ضد السواطير) وغالبية أفرادها من المسيحيين وأدت إلى نزوح كثيف للمدنيين المسلمين إلى تشاد وكاميرون المتاخمين بشكل خاص.