زارت لجنة الإعلام السياحي التابعة لمجلس الغرف السعودية منطقة جازان الأسبوع الماضي، بهدف التعرف على المقومات السياحية في المنطقة المتنوعة تضاريسيًّا وسياحيًّا من سهل وجبل وساحل. ورصد أعضاء اللجنة مناسبة أجواء فترتي الربيع والشتاء لزيارة المنطقة، وخاصة جزيرة فرسان، التي قضى فيها الوفد 24 ساعة، مطلعًا على عدد من المواقع الساحلية التي تبحث عن تسهيلات استثمارية لتكون رائدة على مستوى المملكة، مؤكدين أن الجزيرة بها مقومات وأدوات الجذب السياحي. وأوضح رئيس لجنة الإعلام السياحي عبد الرحمن الصانع، أن جزيرة فرسان بساحلها وبيئتها البكر، وتراثها المتمثل في قرية القصار التراثية، كنز سياحي طبيعي يحتاج للتعريف به، وتسهيل الوصول إليه بالطيران مباشرة، مشيرًا إلى أهمية توفير مقومات السياحة من فنادق، وشقق، ومطاعم، ومواصلات بحرية وبرية. والتقت اللجنة بالمؤرخ والأديب إبراهيم مفتاح -من أهالي فرسان- الذي أكد أن فرسان تحتضن 25 ألف نسمة تزايدت أعدادهم مؤخرًا. ويقدم مفتاح تاريخ فرسان عبر متحف في منزله يعرض فيه تاريخ فرسان الذي يحتوي على قطع أثرية، ووثائق تحكي تاريخ الجزيرة الذي تعاقبت عليه حضارات وثقافات وأديان متعددة، حتى وصلت إلى العهد السعودي الحاضر. ويكشف متحف المؤرخ إبراهيم مفتاح التغييرات الكبيرة، والتطورات التي حظيت بها فرسان، ومن أهمها سهولة الوصول عبر عبارات كبرى تضم في كل رحلة ما يزيد عن 600 راكب و60 سيارة من مختلف الأحجام، وتنظم بشكل يومي رحلتان من جازان إلى فرسان، صباحًا ومساء، ومثلهما في العودة. وفرسان الآن أصبحت تعيش بشكل كامل في خضم التطور الحياتي، الذي يجده أهالي المدن الصغيرة في المملكة، ومنذ إنشاء الهيئة العامة للسياحة والآثار، بدأ الحديث عن فرسان وجزرها، البالغ تعدداها 261 جزيرة، واستثمارها سياحيًّا، وكانت الهيئة وراء مهرجان "الحريد" الذي أصبح على رأس قائمة مهرجانات السياحة السنوية، والذي كان له الفضل في انتشار اسم "فرسان " وتوجه الكثير من أبناء المملكة لزيارة هذه الجزيرة الحالمة. يُشار إلى أن هناك عشرات الجزر الحالمة القريبة من فرسان، والمأهول منها جزيرة قماح والسقيد التي تعد مع جزيرة فرسان مصيفًا لأهالي جازان. ويمكن للزائر الاطلاع على بيت الرفاعي التراثي، ومتحف الزيلعي، وهو عن حياة الكائنات البحرية، بالإضافة إلى شاطئ الحصيص الذي ينظم على مقربة منه مهرجان الحريد، ومشروع منتجع "الفقوة" الذي تقوم عليه هيئة السياحة، حيث وصل إلى مرحلة متقدمة من الإنشاء.