شنت كاتبة سعودية هجوما حادا على من سمتهم بدعاة الجهاد المغلوط ، معتبرة أنهم يتجاهلون مواطن الجهاد الحقيقية في فلسطين وبورما ويركزون فقط على سوريا . ووصفت الكاتبة نادين البدير في مقال لها نشر بصحيفتي " المصري اليوم " المصرية و " الراي " الكويتية هؤلاء الدعاة بأنهم " متعطشون للدماء... بثياب مهلهلة متخلفة، بلحى غير مهذبة، يتجهون إلى الشمال.. بعيدا، حيث قضية لا تمت لهم بصلة". وقالت البدير :" لم يتجهوا إلى بورما.. لم يشاركوا في ثورات أخرى.. لم يعرفوا عن فلسطين إلا اسمها"، مضيفة " قبل عامين كانوا في بورما يحرقون المسلمين ويعلقون لهم المشانق ويضطهدونهم بأقسى أنواع التعذيب، ولم نسمع أحد مشايخ الانحطاط يصدر فتوى للجهاد في بورما". ويأتي مقال البدير متزامنا مع جدل واسع أحدثه الإعلامي داوود الشريان بهجومه قبل أسبوعين على من سماهم المشايخ الذين يغررون بالشباب ويدفعونهم للذهاب إلي الجهاد في سوريا . و يتوقع أن يثير مقال البدير ضجة واسعة ليس فقط لمضمونه وإنما أيضا لألفاظ استخدمتها في وصف " دعاة الجهاد " ومن ذلك قولها إنه :" لم تصدر فتوى من دعاة الجنس تنادي بالجهاد بفلسطين رغم شروط الجهاد المتوافرة فالطرف الآخر كافر بمنظورهم الديني ومحتل ظالم بالمنظور الإنساني".و كذلك قولها " الذاهبون إلى هناك معبّأون بزوادة هي جينات توارثوها منذ المشاركة بحرب أفغانستان. فبعد انتهاء الحاجة إليهم وقتها، لم تكفهم العودة لأوطانهم؛ بل بحثوا عن مقار جديدة يفرغون بها غريزتهم الوحشية.. البوسنة، الفلبين، الصومال، طاجيكستان... خط التعطش الدموي يسير بين الحدود بحثا عن أي فتنة. ثم عودة من جديد للتفجير داخل الوطن. والآن جاءت سوريا. هل تضيع قافلة الفتنة الدموية فرصة تاريخية للتزود بالغذاء؟". و تابعت البدير :" يريدون قتل الآخر المسلم لأن مذهبه مختلف عنهم. ببساطة هذا ملخص فكر المقاتل رغم أن الإسلام ليس به جهاد داخلي. ليس هناك جهاد بين المذاهب أو بين الطوائف. لا يجوز أن تقتل شيعيا وتقول إنه جهاد لأجل الله. أو تقتل سنيا وتقول إنك ترضي الله. يحرم أن تقتل أتباع أي دين آخر وتحكم أنه جهاد". و أضافت :" ثم من قال إن الذين فجروا الثورة السورية بحثا عن حرية في دولة مدنية يريدون هذه «الفزعة» الجهادية؟ من قال إن الناشطات والناشطين والكتاب والمفكرين من مختلف طوائف سورية قاموا بالثورة من أجل محاكم «داعش» و«النصرة» الميدانية التي تحكم بالإعدام وقطع الرؤوس؟ أين هي الناشطة رزان زيتونة التي كانت من أبرز موثقي الثورة واعتقلها النظام مرات؟ من يعتقلها الآن ويخنق صوتها؟ أي فصيل جهادي؟ ولماذا تبقى راهبات مسالمات قيد التوقيف لدى مجموعات أخرى... «جهادية» أيضا؟ هل في ذلك أي مصلحة للثورة السورية أم أن المصلحة كل المصلحة للنظام وخططه الشيطانية؟". و ختمت البدير قائلة :" لا نشاهد إلا أصحاب اللحى وأسلحتهم ومشاهد مخيفة فهل يكون بديل البعث الظالم القامع المجرم هؤلاء السفاحين؟".